كلما دنا الليل يا رفيقى
وكلما صَـليت ليلاً
شعباً يلوك الصخر خبزاً
يمشى على جسر الجراح
يلبس جلده ويموت عزاً
تذكر
قبل أن تغفو على الوساده
أينام الليل من ذبحوا بلاده
أنا ان مت يا رفيقى من أجل شعبى ،
إنما موتى ولاده
^^^^^^
فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل "
صباحى كان بائساٌ هذا اليوم وأنا أطالع خبر مفاده ، أن شبان يمنيين لقوا مصرعهم جوعاً وعطشاً فى صحراء السعوديه ، بغيه الحصول على فرصه عمل تقيهم جور هذا الزمن الظالم ، فى بلد ضاق بأبنائه ليغدو كــخرم الأبره ،
فليتك تحلو والحياة مريرةَ
وليتك ترضى والأنام غضاب،حسره ما بعدها حسره أجتاحت كيانى ، لأتنهد كعجوزٍ أثقلته الأيام والسنين ، أى لعنه ٍ حلت بهذا البلد ،
يموت هذا الشعب من قمه الجبل الى قاع البحر ، وأبناء الـكلب لا يكترثون لأحد ،فـ ليهاجر كل من فى البلد ، وليَمُت الجميع جوعاُ ، وليتحولوا جميعاُ الى اصفار ، المهم ان تبقى مائده الكلاب عامره ،
هؤلاء الذين لا تدمع اعينهم إلا اذا اُصيب فرعاً ما للبنك الدولى بمكروه عابر، يجلس الكلب فيهم على عرش بلاد تزيد ديونها أصفاراً على اليمين ، ومواطنوها أصفاراً على الشمال ،
فليبتسم فخامته ، وليرتاح دولته ، ولتبتسم معاليها ، وليبكى كل أطفال الشعب ليلاٌُ ، لا يهم ، المهم ان يظل فخامته مرتاح البال ، فالمواطن لا يهم ، طالما وان سعر صرف الريال بخير ، حتى وان كان لا يملك فلساٌ واحداٌ ،
قلبى معهم ، فهم شهداء ، شهداء وطن لا يعلمون إن كان السبب فى موتهم ام لا ،
ولعنه الله والوطن والتاريخ ،، تحلُ على من كان السبب،
مصدر الصوره / صحيفه الصحوه اليمنيه ، نشرتها فى حادثه مماثله مطلع العام الماضى ،
لماذا أحبك دونَ النساء
لأنكـِ عُمرى وغيث السماء ـ،
لأنكـِ صُبحاً أزاح المساء ـ
سلاماً عليكِ ،، على الكبرياء
ــــــــــــــــــــــــــ
لماذا أحبكِ دون النساء
لأنكِ قافُ وميمُ وراء
لأنكِ حاءُ وباءُ وياء
سلاماً عليكِ على الكبرياء
________
سلاماً على أمسيات المساء
سلاماً على أغنيات الشتاء َ
سلاماً علي أبجديات البكاءـ
سلاماً على الطهر وهذا النقاء ـ
سلاماً عليكِ على الكبرياء ـ
___________
لماذا أحبكِ دون النساء ـ
لأن بقربكِ يحلو البقاء ـ
فمتى يا عمرى يكون اللقاء ـ
____________
ممهورً بالدمع فى شطحاتِ هذا الليل ، اُمارس طقوس دهشتى المسائيه بكامل أناقتى ولباقتى ، مدينتى العذراء تمشى على أرصفه الأمكان الضحله ، يـُداعبها مساءً أشعث يُــبَرق فى صدى الفراغ ـ،
أنا وهى وذاكَ القمر الحزين عند ذاك التل ، نثكُل مدينتنا هذهِ، نقف ُ فى طابور الموت القادم ، بــَعدنا لا ثمة من يبكيها ،
عاد هذا الليل ودقات قلبى تـُشير الى العاشره جنوبا" ، مكسوراً هذا الضوء ، كأضرحه الموتى ،
وأنا وهى نلعقُ حبات المطر المتساقط من مزارب الفجر ،
أييهٍ أيُه الليل ، ذهب الله لمرقده الوثير، ونحن هنا ، نحترق فرحا" ، نحترق أرقا"
كم هو كئيبً هذا الصمت ، مثل الخريف، تمور جهنم ، تحرق كل شئ حتى مطرى ، والملائكه التى اُوكلت بحراسه الزرع ، مضت تتسكع فى بحيره البجع ،
وانا و هى ، ننتظر ان يُـطل الله من سماة
.........................
هذه صنعاء ،، أقدم مدن الله العتيقه ، المنازل المظلله بالتاريخ ، كأنها حدائق مُــعلقه ، الأشياء الــمُـــوغله جدا" فى ذاكره الزمان ، الحُلم الأول ، واليقظه الأولى ، والدهشه التى يفجرها عبق المكان ،
صنعاء التى حوت كل فن ، وينابيع الهوى العذرى ، نوته موسيقيه ، ونقوش على جدران القلب ، يُهدهد لها قلبى الأن ،
جميله صنعاء ، وهادئه جدا" كنبضى ، ودافئه كقهوتى التى أرتشفها الأن من شرفه الأوتيل الواقع وسط المدنيه القديمه ، وليلُ صنعاء أنثوى خالص يتسسلل الى مسامات الروح دون أستئذان ، كلوحه فسيفساء ، تنضج كلما حدقت بعينيك فى تفاصيلها ، جمالها المختبئ فى ريشه عصفور ، كشامه على خدود فتياتها ، كقطره مطر عَلقت بين خيوط العنكبوت ،ـ
فى أزال كما يحلو لى تسميتها دائما" وتحديدا" حين أركن تفاصيل السياسيه جانبا" ، تغدو التفاصيل الصغيره مثيره تستحق الاهتمام ،
ولا بأس أن تكسر صمت ليلها بأنغام صنعانيه ، لا شك ان فضولك سيقودك للبحث فى أرشيف الذاكره عنها ، وعلى وقع (جل ما نفس الصباح ،، وبسط ظله المديد ، ألهم القمرى النياح ، يشجى النازح البعيد ،أح لو كان لي جناح ، كنت مثله وعاد أزيد) * ستحلق بروحك فى عِليه المكان ، وتطلق تنهيده مفعمه بأريج بهارات أسواقها ، ( يا أمل ، يا عمر ضايع ، يا بقى ذكريات )
رأيت صنعاء ، وتمشيت فى شوارعها ، وأبتلَيت بمطرها ، وتكورت من بردها الحنون ، الطريق اليها محض دربا" من الجنه أثقلته تقاطيع الساسه ، كألوان الطيف هى ،تزهو برونقها البديع ، سواء" كنت فى باب اليمن ، أوسوق العطارين ، أوالجامع الكبير، البلقه والقاع ،وباب الشقاديف ) وكلها علاماتٍ وبصنعاء هم يهتدون ، تقتات الشمس من طرفها الناعس كل يوم ، بين الفجر والغروب ،
صنعاء ،ثمه وجه أخر لها ، وحياه مختلفه تماما" ، عن تلك التى عهدناها ، وجه لم يتمرغ بعد بوحل السياسه ، أكثر بشاشه" مما توقعت ، صخب احيائها ، وبساطه ناسها ، وسحر نسائها ،وبيوتها اسم وعنوان لألياذه لم تدون بعد ،
صنعاء ، شجره لوز عتيقه ، تُفجر ألاف البراعم ، وتنثر رياحينها بحب ، من عشبٍ ينمو على مهلا" بين كثبان الغيم ، كعاشقيين على ربوه قريبه يهمسان بالأغانى ، ويتذكران ما لم يحدث بعد ،
صنعاء ،، كتله يؤرقها الخوف ، تعرض زينتها ليلا" لمن لا يستحقها ، وتعاشر من لا رغبه فيه ،
وفى أعماقها ضوء" يلمع حينا" ويخفت حين ، ضوء دخيل يُعكر مزاج العابرين ،
تاركا" صنعاء ، ولسانى معقودً برائعه درويش ( أعد لى الأرض كى أستريح ،، فأنى أحبك حتى التعب ، مساءك فاكههُ للأغانى ، وهذا المساء ذهب ـ )
أودعها على صدى ( وداعيه يا أخر ليله تجمعنا )
فلربما عاد الزمان وعادت عدن ،
من يدرى ؟! ربما بعد جيل من الأن ،
***********
१२/أذار /2009م
(الصوره بعدستى )
توجتنى بالعشق مكسورا" حزين ،
اخبرتنى ان المطر سيأتى ،
وسترعد السماء
وسنكتب للزمن اغنيه جديده ،
وسنابل ـ،
ونرقص الرقصه الاولى ـ،
ونرسم وطنا" للغرباء ـ،
وحلما" للفقراء ـ،
وعشا" للبلابل ،
ثم نعود معا" ،
كعاشقيين أثنيين ،
نغسل بالقبله أشباح الخوف ـ
يسقط النجم العالى من كبد السماء ، ويسقط العابرون فوق أشلائنا ، وتبقون ، ملء الكون ، وملء الشمس ، وملء التاريخ أنتم ، ملء المجد ألوانكم حمراء بلون الحريه ، أسميكم رفاقا" ، حضنا" لمن لا وطن له ، لكل من لا أم له ، لكل العمال والفلاحين ، للمهجرين قسريا" عن ديارهم ، لليتامى والغرباء ، ولمدراب السيل فى أرضنا الخضراء ،
رفاق السلاح والقلم ، رفاق النشيد والعلم ، ستبقون انتم كما أنتم ، نبراسا" من ضياء الفجر يقرء فاتحه اليقين ، تنــبتون كشُهد الرضاب على مشانق الطغاه ، أنتم الحلم والأمل ، وفاكهه وطننا الجميل ، انتم الأمل بجيلٍ لا يزور الحقائق ، جيل" صقلته مراره الأيام ، فتفتقت براعمه كتباشير الأثير ، من نكهه الأرض انتم ، ومن لونها القانى ،
يا من اعدتم لوجه الوطن ملامح الانتماء فى زمن الأنقياد والتشظى ، يالعابرون فوق ضفاف النار لتغرسوا بذور الياسمين عند سفح المنحنى ،ـ
أيه الأنقياء ، يا من رسمتم حدود الوطن الجديد على حجم اعين الشهداء الشاخصه الى بوابه النصر، فانتم والله مشاريع شهاده ، تولدون من زهر الجورى الأبيض كل مساء ، أنبياء الحريه الخالدون ، الصامدون فى وجه الاعصار ، تصنعون اكفا" لخمس مليون انسان ، أنتم أبنائهم ، لن تنقرضوا ، ولن تنتهوا ـ تفكرون بهم ، وتحمونهم من غدر الزمان ،
بكم ومعكم ، سنعيد جدوله التاريخ ، سنضع قوانين جديده لحسابات الربح والخساره ، وستخرجون كما انتم دائما" فقراء وسعداء ، وفرحين ، وعلى اكفكم رائحه الضوء ، ومنصورين ،
لكم اهداب اناث الوطن ، وحدقات عيونهن ، وشفاهٍ تدعو لكم بالنصر والثبات ، لكم قلبى أطلقه فى مهب الريح ، لكم يدى على زناد البندقيه تربض ، وانامل على سناره الرايه العجوز ، تقص لاجيالنا باللكنه الجنوبيه الجميله ـ، بطولاتكم ، شهدائكم ، وعنكم أن عدتم تقلبون وجه الارض عزكم الذى لا يموت ، والأرض ريحانه ُ من جنان الخلد ،
يا رفاقى ، يا من تجيدون صناعه الحرف واللحن فوق أسمال الوطن الجريح ، تحكون للريح مووايل الشجن ، وعلى خط النار، ترددون الشعارات ، لينتصر الوطن ـ وينهزم الجمع ويولون الدُبر، لأنكم وعدنا الصادق ، ثابتون كشجره السدر عند سفح الجبل ، واوفياء لضحكاتكم ودموعكم ،
يا رفاق :
يعود تشرين كعادته ، ليذكرنا ان الدرب الذى اختاره الأسلاف القدامى ، يحمل معنى للوفاء ، وعبره لمن خان وغدر ، يحمل فرقا" بين من اختار اوراق البنكنوت ، وبين من اختار حبات التراب ، بين من رحل ليخلد فى جنان الفردوس الاعلى ،ـ وبين من رحل لجنه استكولهوم وفرانكفورت ،
فى تشرين - سنضحك ونبكى معا" ، وسنرقص للذكرى المجيده التى طالتها أيادى العبث الماجن ـ،
كل تشرين وانتم للفرح أقرب ـ فرح يغيظ الساقطين ـ الحاقدين ـ أولياء العُهر ، وأمراء الخراب ـ،
**********
وتدعو الكادحين لجنه السماء بعد الفين عامٍ ونيف،
والجيش والامن والبوليس السرى لم يتغيروا أيضا" ، مازال الجميع يضيف أسماء" جديده لأجسادٍ مرت تحت أحذيه الجنود الغاضبين ، أو لرأسٍ سحقته هروات الضباط ، وليحيى طويلى العُمرـ، الساهرين من أجل أن ننام ،
أما شعبى ، شعبنا العزيز ، لا زال طيبا" ومخلصا" وبسيطا" ، يخرج من منزله فجرا" كالحمل الوديع صبيحه يوم العيد ، يبتسم عند رويته لصوره الزعيم المفدى على شاشه التلفاز، ولا يسأل ذاته ، أذا ما كان سيذبحه غدا" أم أن دوره لم يحن بعد ، يغسل رأسه بالتراب حين يعز عليه الماء فى الانابيب الصدئه والمهترئه ، يشارك كل يوم فى مارثوان الركض خلف لقمه العيش
يشتمه المدير ، والوكيل ، والوزير ،ـ وابن الوزير ، وامراه الوزير ، وحارس الوزير ،ومع كل ذلك يعود من عمله ضاحكا" الى حضن زوجته ، ليجدها مذبوحه" تسال بشغف عن حقوق المرأه وشرعيه الحقوق ، يضحك ، ويتوضئ ، ويصلى لألهٍ لا يشبه ألهه القصر الملكى والجمهورى والسلطانى ، وينام ،
بلادِ يأكلها عفن المثقفين والثقافه التى تمجد الملوك والأمراء واصحاب الفخامه والشيوخ ، وفى العمق صوتَ سَوطٍ يسحق ضفائر النساء بأسم الترف والكرامه والشرفــ ،
وفى الشوارع والميادين ، فوق الابنيه والسطوح وأعمده الاناره خرقا" فى بلاد" نسيتها ألوان الطيف ،
بلادٍ تمجد الزعيم وابن الزعيم ، ليبول فوق رؤوسنا صباح مساء ، فنهتف صاغرين ، أطال الله عمر الزعيم ،
وعلى صدر الخريطه وطنا" مزقه السماسره ، وتركوا لنا فتات هويه مفقوده ، ورماد ينثره الريح فى أغوار القضيه ،
قدماى فى اليَــم ، تبحث عن بساط الريح ، وعن وكالات الغوث، خذونى يا أيها الملاء ، الى بلاد الدفء ، خذونى الى بلاد" توازن بين التين والرمان ، بين الحزن وبين البرق، بين المطر وبين الضوء ، بين الوجع وبين الليل ، خذونى الى بلادٍ تخترع الف بديلا" للدفء ، لا تقتل وجع الضمير، بل تسقيه من وجع المشردين المـُتعبين المُغيــبـيــن على أرصفه وشوارع الجمهوريات اللعينه ، ودكتاتوريات الإنحطاط الخبيثه ،
***********