الاثنين، 21 مايو 2012

ليش نحنا اللى بنموت دايماً ؟!

لم يتغير شئ ، يكسرنا هذا الوطن فى فمه ككسره خبز جافه ، ثم يبصقنا على أرصفه الحزن، ككل اللقطاء، مازوشيه بلادنا تذبح من يحبها ، وتحب من يذبحها ، قدمنا أعمارنا حطباً لشتائها الطويل، وحين تعبنا وفى المتر الاخير الذى كنا نظن ان وصلنا الى بدايه( 0 النرفانا الابديه)، أحرقتنا ،

مازوشيه هذه البلاد ، تحب من أبنائها مجرميهم ولصوصهم وزعرانهم ، اما الحالمون فلا يملكون ألا هذه المسافه التى تفصلنا عن أقرب مطار، نعبرها كطائر فينيق يطير فوق سماء اللحظه، كى لا نفكر أبداً بألمها ، نفكر فقط فى حجم حقيبه السفر،

كل شئ تغير ، ووحدها المسافه بين القلب والمطار لم تتغير، وفى كل مره ننتظر من بلادنا ألا تصدق ما يقال عنها فى الاخبار ، تذبحنا بوجع جديد، لنأخذ حصتنا كل صباح من الحزن فى قلوبنا ، فيحرحنا هذا الحزن ويجرحنا ،

أحداث يوميه كثيره تذوب اليوم فى أرشيف الذاكره المتخم بالفجيعه، وليس لنا إلا ان نرسم أغنيه عتيقه على شفاهنا تصيبنا بالسكر كلما مرت ذكرى الوطن فى شريط الاخبار ( ياناس وش ذى المصيبه) ولأن جوا القلب أمل ( سيبه على الله سيبه) كان ثمه امل بأن تكف المطارات عن اصطيادنا، كان ثمه أمل قبل أن تدوسنا سنوات المهجر الى الأبد ، من سيبحث معى عن جواب لسؤال الخطير، لما بلدنا نكره دوناً عن بلدان الله،
لم يترك لنا هذا الوطن صاحباً ، لم يترك لنا حبيباً ، ننزف كل يوم ، رفيقاًُ كل يوم ، وكلما أتسعت رقعه الجرح ، خفت أعداد المتظاهرين لأجل قضيه تعنى الشعب،
ماذا أفعل الان بربع وطن ، بوسعى ان أبكى ، لكنى فقدت القدره على البكاء فى وداعيه وطن منذو ربع قرن، منذو ربع قرن ماتت هذه العاطفه ، صرت أنتظر كل يوم خبر جديد لا أكثر ، لكى أقوم بنفس الروتين الممل ، أغلف نفسى بالوجع وأحمل حقائبى وأصل المطار لأرمى نكته أخيره على ضريح الوطن ، وحين أعود الى المنزل أكتشف حجم الخديعه لوطن لا نملكه ولا يملكنا ،

يا بلادى اخجلى قليلاًُ ، أو امنحى أبناءك بعضاً من حياء كى يكفوا عن أراقه دمائهم ، نحن وأنتِ بضاعهً معروضه فى سوق النخاسين، ينتقى منها السفراء ما يشاؤون من بضاعه الامل ،

أيتها البلاد التى تجعل من الشيخ ( سوبرمان) اله يعبد ويقدس، ومنى أنا مغترباً اكلته طرقات المدن البعيده ، يا بلادى لن أقول عنكـِ وقحه تنشغل بهموم العالم وتهرب من مرأه همومها ،

وقبل أن أنهى كلماتى التعيسه ـ، التى لم تعد تفعل شئ سوى انها تفتح ثقبٍ جديدً فى عينى التى أعياها الحزن ، لا يهاجر أبناء الزعماء والقاده ، لا ينامون على ضفاف البحار، ولا يشعرون بالعوز ولا يعملون ، لا يتظاهرون لأجل شئ أو كل شئ ، لا تؤرقهم نشرات الاخبار ، لا يدمعون لاجل فقير، لأى رغيف خبزاً يابس، ولا تخيفهم أخبار الصحف، كأنهم حكم أعدام من زمن (وضاح وكرب ال وتر) !
ليش نحنا اللى بنموت دايماً ، ليش هم ما يموتوا ،



الجمعة، 4 مايو 2012

فى رحاب الله

مولاى الأعلى ،، قدوسُ فى ملكوتك .. إقذف فى قلبى نور بهاك ..،
وأجعل مؤتلقى فى بهو جلالك لا فى بهو السلطان ..وأمنحنى يا فاطر هذا الكون نوراً وضياء من نفحات الرحمه أخلد فيه .

لاتجعل لى من أمرى رهقاً ، فى ضعفً يصرفنى عنك ، وخذ بيدى لأوثث قصر العمر وأفنيه يقيناً فى ميدان رضاك ،
حتى لا اعلق فى أمنيتى يوم لقاك, كما علق الاموات المنخذلون , فمحال عوده من لاقى ,

أن الأنسان ضعيف" جداً , يحتاج أليك , فأنت الأبقى والأقدر ,
أنت عزيزُ وحكيم , أنت علىُ وعظيم , أنت الرحمن , فاصفح وأمنح ,
إنا فى العصر الحجرى , سيان بين الألهُ والحجرُ ,

الأولى تطحن أنساناً, والأخرى تحمل ذكرى أنسان , كى تكفيه التفكير بلا تدبير ,
والأخرى تحكى فى كل مقابرنا , أن العقل هو الأنسان ,

هذا العصر المفتوح كخضراء الدمن تألق من كل عصور ألاسلاف ,
فرعون هنا , وبنو أسرائيل حتى فى يمن الأيمان ,
وهنا النمرود ,وأبرهه الحبشى , وملايين رجالٍ تشبه أعجاز النخل المنهده ,

عاد أبو جهل , يتكاثر فى كل البلدان , عادت سلمى وسعاد, وهندٍ أكلهَ الأكباد , وعاد الخصيان ,

فما أعظم تدبيرك , ما أوسع لطفك يا مولاى , تمنحنا الفسحه فى العمر ِ ، فلا يكترث العلماء,
ولا يتورع عن تحديد مصائرنا بعض الصبيان ,
أنا فى عصر يبرع فى تصنيع الغثيان ,

إنك تعلم أن القرن الواحد والعشرين محطه أقمار وفنون وثقافات وعلوم يحملها كل الناس بلا أستثناء ,

لكن أبشع ما فيها جهل الأنسان ,

فأفتح أبواب الرحمه وأشرح أفئده البسطاء لنورك,
فما أعظمه إذ يتسامى فى عدن والشطئان ، إنا نهوى هذا اللمعان ،

*******

شباط 2009

الخميس، 3 مايو 2012

لطفلهً أسمها فاتن..

أكتب اليك الان يا صغيرتي والجمع من حولي مشغول ، فيما أنا مشغولً فيك، كل واحدٍ منهم ينظر فى عين من يجاوره من صغاره كتفً بكتف، لا فسحة لأبليس بيننا كما تعلمين ، ما عاد الشيطان ضرورياً فى بلادنا، بأمكانه أن يأتي على هيئة صيدلي يقتات من لحومنا، او على شاكلة مُهرب أدوية، او مسؤول لا يرى في المنصب الا مغنماً، 




خارج هذا المشفى ( السجن) خارج وجهكِ ، خارج عينيكِ البريئتين ، الحياة مريرة يا صغيرتي ، والله مريرة ، فمن لم يمت بحوادث السير فى الطرقات ،مات بخطأ طبي فى مستشفيات البلد العامرة بالجزارين ،

ونحن مجاميع من الاغبياء، نحاول إرتجال شئ من أجلك، لا من أجل الحفاظ على ما تبقى من ماءً لوجه الأنسانيه، قد نشيد لكَ خيمة اعتصام أمام الصليب الاحمر،نناشد فيه تحالف العهر إدخال الدواء ، ونشبعكِ رثاءً، ويقترح احدنا إقامة امسية شعرية تحاكي موتك السرمدي ، 
سنقصفهم بالكلمات ، سنفضح بلادتهم وسقوطهم الأخلاقي ، وبعدها سنعود لنسأل عنكَ (كدودةِ قز تكابد غضب النهر على خيط عنكبوت) 

قتلتك قبائل الصحراء المتخمة بالبترول يا فاتن.. أتهمها ، 
قتلكِ غول الفساد المستشري منذ ثلاثة عقودً وأكثر.. أتهمه ، 
وقتلك أرباب المال الحرام.. أتهمهم ، 

يا ابنة أرضنا..ومرضنا ، هذا الحمل ثقيل على القلب تتقيأ الذاكرة من هول فاجعة صباح ايلول الكئيب ، 

قولي لنا ، ماذا نفعل الأن بشهادة وفاتك ، هل نخبئها كى لا تغار عيوننا وتطلب وطناً كذاك الذى نشدته يوماً ،انتِ يا ملاكنا الذى رمته الجنة الى كوكبُ لا يعرفه، المسمى مجازاً يمناً ،فكان صغيرا عليك، 

تقع مني الكلمات فى غمرة هذا الزحام ، فتنكسر وينكسر قلبي ايضاٌ، بعدها سنأتي بكبار السن والمجانين التى تفتح لهم الشوراع أذرعها كأمً رؤوم، ونكتفي بكتابه اسمكِ ونمضى ، وربما يقال أننا بعد ومضةٍ نكاد ننسى ، حتى يجيئنا ملاكاً أخر غيركِ، يُنبأ قومي ، ألا ليت قومي يعلمون،

السبت، 28 أبريل 2012

فى ذكرى أبريل الأسود


فى مثل الأمس وقبل نحو 18 عاماً ، أعلن النظام البائد فى صنعاء حرباً دموية على الجنوب ، حرباً لم يعرف التاريخ اليمني لها مثيلاًَ، راح ضحيتها وفقاً لأحصائيات ليست دقيقة ، ما يربو على ثلاثين الف قتيل مدني وعسكري والأف الجرحى، وخسائر فى البنية التحتية تـُقدر بثلاثين مليار دولار،

أتذكر ليلة سقوط عدن كما لو أنها بالأمس ، ليلة الاجتياح المريرة لمدينة الوئام ، صورايخ الكاتوشا وقذائف الدبابات وحمم المدافع وهي تنهال كالمطر على الأحياء السكنية فيها ، عدن التى أختزلت تراجيديا الحزن العميق لكل اليمنيين ،

أعوام مرت على سقوط عدن ، وعلى النهب الذى ساد البلاد، وأبار النفط التي طوقت بعد ذاك التاريخ ، اعوام مرت والموت لا يمل من جمع أرواح اليمنين عند كل مفترق ،

أعوامٍ مرت والحال هو الحال ،و الوضع لا زال على حاله ، شعبٍ يـُحصد بمناجل مختلفه ، ومستنقعات النار تـُحيط بنا من كل إتجاه ، صراعات تختمر بمساعدة كل الأطراف، كأنه مـُحتمً علينا أن نبقى ندور على أنفسنا فى نفس الحلقة المفرغة التى تمتصنا منذو الف عام ،

وحدها صنعاء بقت مدينة الحاكم الأبدية، أما بقية مدن البلاد فتهاوت واحدةً تلو الاخرى ،وعدن التى ضاعت فى زحمه الأيام مازالت تنتظر شعباً أضاع بوصلته وضل الطريق،

لماذا يصبح قدرُ علينا أن نُـحكم من قبل متجبرين لا يعرفون الفرق بين ثمن الكرسي وثمن الشعب ، 
لماذا محكومُ علينا أن نطأطئ الرأس لزعيم يدوس بنعله على رقابنا ، كأنه مِنةٍ هبطت علينا من السماء ، لما يغدو كل ما لدينا ديكتاتور وديكتاتوريه ، وأنظمة بوليسيه ـ، وغرف تعذيب ، وصور المقابر الجماعية ، وإذابة الأطراف بماء النار (الأسيد) ، قسوة لم يكن من هدف لها سوى الحفاظ على رجل واحد ، وحزب واحد بصوتٍ لا يعلو عليه ،

سنين مرت منذو سقوط عدن ، وأرضنا لا تعرف الهدوء ، كأنها بحرًَ يغلى ، نشعر بشئ كبير مخيف قادم ، أشباح كثيرة تحوم حولنا ، شبح حروب أهلية يرفضها الجميع فى العلن ، لكنهم يعدون لها السلاح، شبح حروبٍ مذهبية وطائفية يراها البعض جهاداً مقدساً ، شبح حرب أقليمية لا تعرف من ساحهٍْ لمعركة غير بلادنا ،

ما الذى فعلته عقود القمع والأضطهاد غير أنها أفرزت شعوباً تعاني من عقدٍ نفسية ، تحول كل شخص فينا الى مشروع ديكتاتور صغير ، ما الذى استفدناه غير أنها قتلت الوعي فينا ، أقعدتنا فى ركنٍ مزوي من العالم ، نعانى من شلل تام ، وحتى حين قررنا أن نثور ، كانت خطواتنا ناقصة ،لنعجل بصعود ديكتاتورية أخرى لحكم البلاد والتسلط على رقاب العباد ، ولو بصورةٍ أخرى ،

لعنه الله على كل ظالم ،لعنه الله على كل ديكتاتور مصيره حتماً للزوال ، اللعنة عليكم جميعاً لأنكم فرضتم علينا السقوط منهجاً وغايةً فى الحياة،.. 

الأحد، 22 أبريل 2012

أبين.. ثنائيه الغدر والتأمر

يوماً غنى موسيقار عدن الكبير أحمد قاسم ( يا ساحل أبين بنى العشاق فيك معبد) لكنه عاد وغنى يوماً ( سمعت أبين على الأمواج تنتهد ) أبين مسلسل تراجيدى محزن يثقب القلب دماً وحزناً ، يقف هناك على شاطئ البحر فى مدينه ( شقره ) الساحليه التابعه لمدينه أبين التى تصحو وتنام على وقع أزيز الطائرات ودوى المدافع ،
يقف هناك فى أبين المغتصبه كل يوم ، هناك حيث صادر عضو فى تنظيم الشيطان محله لبيع أشرطه الكاسيت ، وسجنه شهراً لمخالفته شريعه ( أنصار الشيطان ) يقف صديقى ( فهد العولقى ) الذى ينحدر من قبيله العوالق ذائعه الصيت ، يقف زاهداً كى يريح رأسه المثقل بالهموم ، متكأ على صخره فى أسفل البحر ،

ياه يا أبين ، أخرج الانجاس كل ما فى جعبتهم من سكاكين كى يطعنوا بها جسدكِ المحتضر ، كما طعنوا كل منتحر تعباً من قبلك، قتل الميت أسهل عندهم من قول كلمه حق فى محاضر سلاطين الدم ، حكم الأعدام على جثه هامده اهون عند قضاه ( الشيطان) من السؤال عن فديهٍ لقنصل سعودى كان يمارس الدعاره فى شقته الفاخره فى ضواحى عدن ،

من نتهم اليوم يا أبين ؟! انهم يجوبون ويصولون فوق جثث قتلانا ، هذا الوطن للمنتفخين مالاً فقط ، هذا الساحل يا أبين لمسابح خدم اللصوص ودراكولات البلد ، وهذه المساحات الخضراء ليست لنا ، هى للمثقوبين من أسفل فى صالونات الجيش المعتكف عن واجباته ،

الموت فى أبين ليست موتاً يا قرود السياسه ، هى ساحه لتصفيات الحسابات فحسب ، ساحه يمارس فيها المخرج فصول مسرحيته الاخيره ـ ووحدنا نحن الكومبارس ، من نموت دون أن يذكرنا أحد ، أو يكتب على شاهد قبرنا ،( ماتوا من أجل أبين ) ، دفاعاًَ عن كرامه أبين ، أبين
التى تموج فى بحرٍ الظلام الشيطانى تتخبط كقاطره تجر بعدها الأف الكادحين ،

أيه الساقطون أخلاقياً ، فكرياً وسياسياً حتى ، أى دينً هذا الذى يمنحكم صكوك الفردوس الأعلى لقتلكم ذوى القربى واليتامى وأبن السبيل، ؟!
يا وطنى السافل ، أبين ليست جزر ( الواق ) ، أبين ليست مشهد أعلامى يستحضر الكثير من المشاهدين لمسرحيه من دمٍ ولحم ،

أبين يا التى تموتين اليوم ، لن ينعيك أحد ، لن يعلن أحدٍ الحداد ، سيكمل الجميع لعبه ( الغميضه الوطنيه ) سيغمض الكثير أعينهم ، وأخرون أذانهم ، والبقيه فمهم ، كـ خمسه وعشرون مليون مواطن فاشل ، يعيدون انتخاب القتله ، ومن بعدها يعودون لشتمهم فى السر، يهتمون للخبر العاجل من بلاد ماوراء البحار ، يطيرون فرحاً لفوز الريال وخساره ( المان يونايتد ) ولا يهتموا لجثه طازجه بل جثث تملئ شوارع أبين الخاويه إلا من كلاب الشيطان ،

أبين ،، حاولى ألا تموتى ، أصمدى قليلاً فى غيبوبتك ، انكـِ إن تموتين سيبصق الكلاب على قبركـ ، لأنك حين تموتين لن تكونى قنصلاً سعودياً كى يهتمـ هذا العالم السافل، لن تكونى سفيراً أجنبياً لتهرع قطعان الأمن المخصى لتقطع الشوراع والطرقات أحتراماً لسيادته ، لستِ ألا مدينه تأوى أكواماً من الفقراء الوسخين والحقراء ،

وطن بلا كرامه ، وحكومه بلا كرامه ، وجيش بلا كرامه ، وقطعان من الشياطين بلا أدنى كرامه ، هم ثعالب الزمان فى أمبروطوريه الذل هذه التى تسمى ( يمن)

تباً لمن ؟!

الجمعة، 20 أبريل 2012

الليله سأترك قلمى على الطاوله ، لأدعوكم لقراءه ما كتبه العزيز بلال الطيب ، على الرابط التالى :

الاثنين، 16 أبريل 2012

عن المرشدى الأنسان


( بالتزامن مع قراءتك أستمع للأغنيه )



ثقيل هو نيسان ، نفتح بابه فى وطن مثقل بالنسيان ، يكتفى فقط بأحصاء الموتى ، تلك أربعينيه (عبدالقدوس المضواحى )، وتلك أخر أهازيج الفضول ، وذاك أيوب يمرغ كفيه ( بألحان الحقول ) وشئ من حنين تمـَلك (عبدالولى ) لم يكن كافياً ليمنحه قسطاً وفيراً من حياه ، و(بردونى ) تماهى فى حب وطن لا يشبهه فى شئ ، وغيرهم فى صفحات الوفيات التى لا تنتهى كل يوم فى بلد مريض بداء البكاء ، واليوم للفن حصه من المأساه فى بلد المأسى،

من لا يعرف المرشدى ، كبرنا على صوته ، وهو عجوز بشاربٍ أبيض يتكأ على هضاب تشبه شمسان الجبل، فيها تجاعيد كأن فيها صور قديمه لعدن الستينات ، قامه لا تنكسر، يشبه كل شئ نحبه ، جداً نشتاق لصوته فى زحمه المدينه وقسوه الأيام ، أب يلقننا فنون الحب بوتراً لا يصدأ ، فنان فذ يخيط الضحكه تاره (يامن سلب نوم عينى ،) والغضب تارهً أخرى (أنا الشعب زلزلهٍ عاتيه) والدفء دوماً ( من أرض بلقيس هذا اللحن والوتر )
المرشدى اليوم على فراش المرض ، يقول بالأمس فى مقابله صحفيه ( راتبى ستين الف ريال وتلقيت وعوداُ لا مساعدات)

ترك المرشدى الفن اليمنى كمؤشر بورصه تستمر فى الهبوط والانهيار، ترك الفن منكوباً ببلدٍ لا يأبه كثيراً لفنانيه ،
المرشدى ، أيها العدنى الرقيق ، واليمنى الواضح ، والعربى جداً، نرميك فى الريح اليوم ، لتظل ترفرف طيراً رمادى فوق أوديه بلادى لاتحزن كثيراً ، لن تفنقد الكثير ، فكل ما يشبهك مات منذو زمن ، ولم يبقى لنا من جمال المشهد سوى فراشهٍ ليليه تزونا مثل أى روح قتيل لنا ،


أكسر قليلاً أسطوانه السياسه المشروخه ، وأطل على الحزن لفناناً كان صوته يجلل قبل خمسين عاماً من راديو صوت العرب بالقاهره ، صوت عشقته منذو كنت صغيراً ، يومها كان يشدو بأغانى لم أكن أعرف تفاصيلها ، لكنها كانت شجيه ومثيره للأحساس ،  

اليوم المرشدى الانسان ، يشتكى من التجاهل الرسمى ، فى ظرفاً أصبح فيه عاجزاً عن توفير قيمه علاج لمرضه ،
المرشدى الذى يقنعنا دوماُ أن ثمه رجل صالح ، قد يضرب أبنائه يوماًُ ، قد يخطئ أيضاً ، ولا ينسى أن يقبل أحفاده قبل النوم ، لكنه يظل فى اخر اليوم أنسان عادى ، لا تحبطه بيانات العسكر، ولا مؤامرات الساسه اليوميه ـ ولا ضريبه حكوميه جديده،

هل كان لزاماً أن كلما أتعبتنا السياسه نقف لنستريح على قبرٍ جديد ، فى وطن صار كل شبراً فيه قبراً محتملاً،
هل كان لزاماً أن يموت احدنا ، فى زمن نبحث فيه عن من نحبه دون ان نتهم بالتخندق والأنتماء لمعسكر جديد ـ،
نم ياالمرشدى ، هذا الوطن المهزله لا يليق بك ، نم فالوجع الكامن بين ضلوعك أرحم بكثير من وجع الوطن الجريح ،
نم ، أنت تدرى كم نحبك ،
*****




الخميس، 12 أبريل 2012

عن البحرين التى تنسيناها ،


قبل سنه من الان أشعل بوعزيزى بجسده شراره الربيع العربى ، لتنقلب أوضاع العرب رأساً على عقب على اختلاف تداعيات وابعاد كل ثوره ، وقبل سنه أيضاً دخل الجيش السعودى بكل ناره ، الى البحرين البلد الصغير والجريح ، واستباح كل شئ فيها ، ونكل بشبابها الاحرار، بضغط وأصطفاف مذهبى مقيت،

لم يرض جلاوزه ال سعود عن أداء القتل اليومى على يد ربيبهم (حمد بن عيسى ) فأرادوا حصتهم من الدام البحرينى ، صفق العالم المتامر معجباً بأناقه الدبابات الامريكيه الصنع ـوهى تخطو فوق (دوار اللؤلؤه ) كاسره لأصابع شاب يلوح بشارات النصر ، يومها كتب التاج السعودى ( استثنوا هذا الشعب من قصص ديمقراطيتكم التى حتماً لا تنطلى إلا على العبيد والتجار، وسماسره والرفض والممانعه الذين فضلوا دفن الرأس فى رمال العار،

قبل سنه غرقت المنامه فى القئ السعودى الذى لم يتوقف من الهطول علينا منذو أسس المقبور عبدالعزيز أل سعود (ممكلته المسخه ) وفى البحرين كما فى اليمن لم يعترض احداً عما يفعله (ال سعود)
وفى اليمن حيث (الحديقه الخلفيه ) لمملكه النفط ، يدوس الريال السعودى على كرامه شعب بأكلمه ، ومن خمسين عاماً واكثر تمارس السعوديه وصايه على البلد الفقير والمتخلف ، عملاً بوصيه المقبور بأذن الله ( عبدالعزيز ال سعود) ( رخائكم مقرون ببؤس اليمن) وخيركم من اليمن وشركم منها)

قال الرئيس البيض فى أحدى مقابلته الصحفيه أن ( سعود الفيصل ) وزير الخارجيه السعودى وصل الى عدن عشيه توقيع الوحده اليمنيه بين الشمال والجنوب ، عارضاًُ عليه شيكاً مفتوح مقابل أنهاء اتفاقيه الوحده ،

وفى اليمن كما فى البحرين ، لم يعترض العالم ، مع فارق ان اليمن تمثل مصدر قلق لدول الجوار وممرات الملاحه العالميه بموقعها الاستراتيجى الهام ، ليأتوا لها ( بمبادرتهم ) عفواً مؤامرتهم الوسخه ،
الدم اليمنى والبحرينى رخيص ، ليس بدم ، ربما لو منت فضائيه أمريكيه بنقل تشييع شهيد واحد، لتذكر المناضلون الجدد عن الانسانيه ، لتذكروا أن هناك اناس يقتلون ، وأرضاً تحتل ، ربما لومنت منظمه حقوقيه غربيه على البحرين بكلمه واحده ، كان إعلام العرب سيكتشف أن البحرين بلد يقع فى الخليج العربى ، وعلى مرمى حجر من أر ض الحرمين ، لا فى محيط او كوكب أخر ، ولو كان فى اليمن والبحرين ما يكفى من النفط لأخترع دعاه السلام والحريه أكذوبه ً ليصدقها العالم المخبول ،

لم يكلف النظام السعودى نفسه عناء أصدار بيان يدين فيها الجرائم التى أرتكبها نظام (المخلوع) بحق شباب الثوره وبحق الشعب اليمنى، لكنه ونزولاً عند مبادئ ديننا الأسلامى الحنيف كما قال الملك السعودى ، توجب عليه أحتضان أركان النظام الساقط بعد حاثه الانفجار الشهيره فى مسجد ( المجمع الرئاسى بصنعاء) ، الدين الاسلامى بحسب النظره الوهابيه لا يلتفت لشباب تمردوا عن طاعه ولى الامر ، وان ظلمهم او سلخ جلودهم على مجامر البترول ـ،

هم فى أحسن الاحوال فى رأى الوهابيه ( مظلومون وإن الله على نصرهم لقدير) هكذا تتهرب الوهابيه من مواجهه الحقائق المره ، بأسنادها الى نصوص أفرغوها من محتواها ، أو أعادوا قولبتها بما يفيدهم ،
يكفينا ان نعر ف أن ملوك النفط وامراء الغاز وأنظمه العار وسلاطين العهر ، يخافون من بضع ألافٍ يعرفون أن قادتهم ، أسود من ورق ليس ألا ، وأن جيوشهم حجاره صيوان ، وهذه الجثث الطريه لشبابنا حين يجمعها التاج الصهيونى السافل بن السافل فوق بعضها ، ستقدح يوماً نار تلظى ، تحرق هذا العالم بمن فيه ،

يا شعبا اليمن والبحرين ، انتما وحدكما فى مأساتكما ،لكنكما حين تدوسان رقبه (حمد بن عيسى وعلى صالح ) سنرى ضعفاء الكوكب ومناضليه المحبطين يصفقون لنا عند بوابه التاريخ ،

الأربعاء، 4 أبريل 2012

أريد أخاً لا حساباً مصرفياً

أخر الليل ألملم أشيائى ، قبل ان يسد الليل منافذه ، أجوب أدغال هذا العالم الأفتراضى(ولعله كذلك) بغيه الخروج بشئ يكسر حاجز صمت حجرتى التى تشهد حاله عبث وفوضى طفوليه ، فجأه شدتنى أنشوده (بلاد العرب أوطانى ) فى الاطار الجانبى لمدونه (حكى) للعزيزه صبا ،
وبصريح العباره انا أتحدى نفسى ، وأتحداكم ، وأتحدى البعد الرابع والسابع فى المستوى ، أنه أذا ما توفرت لحظه صفاء واحده، للأستماع للأنشوده ، أتحدى أن يغيب الدمع ، وأتحدى أن لا تملك الاذنان شفره البكاء ، البكاء المرير الذى لا تنظيم ولا قاعده له ، ولا خلفيه سياسيه حتى ، بكاء يشبه تماماً بكاء يمنى على ( عربيته السعيده ) التى لم تعد اليوم سعيده، أو بكاء فلسطينى الشتات على وطنه المفقود ، أو عراقى على حضاره بابل وحدائقها المعلقه ، او بكاء صومالى على قتله أبن عمه ! ،

نعم بكل تخلف وغبار وأرشيفيه ورجعيه ( بلاد العرب أوطانى ) فمهما تفسخت تلك البلاد ، ومهما ولد من رحمها من اجنهٍ مشوهه ، تظل عروبتى وطنى وأوطانى ، لأن الشمس لا تحجب بغربال ، ولغه الضاد يفهمها الجميع ،

النقطه المحوريه التى أريد الوصول اليها والحديث عنها ، لا أريدها ان تغدو اتجاهاً معاكساً ، وأعوذ بالله العلى القدير أن أصير كفيصل القاسم أنفخ فى الشرر لأشعال النار، أنا أريد الحديث بهدوء ، عن الأحداث التى عصفت بنا طيله عقودٍ مضت ، أحداث جرت ولا زلت أتذكرها ،

اتخذت لها زمان ومكاناً قبل عشرين عاماً وقبل عامين وربما شهرين ويومين ، لكنها لا تزال موجوده ، (صبرا وشاتيلا - دير ياسين - أجتياح بيروت - غزو الكويت - استباحه عدن 94م - سقوط بغداد الحرب الاهليه الجزائريه ) والقائمه لا تنتهى ،

لا أخفى أن التأثر بالاغنيه لا يعدو سوى عن كونه عاطفه فى واقعنا العربى الحالى المثير للشفقه ، العاطفه التى لا يكتبها الموظفون الحكوميون فى جوازت السفر ولا شهادات الميلاد حين نفكر بقلب ونبض عربى واحد ،قلب لا يسخر من حاله البؤس لجاره الشقيق الجائع ، ولا يستمرئ حاله العبوديه لأبنائه لعوزهم وفقرهم ، والحقيقه التى يجب ان يعرفها مترفينا ممن مَن الله عليهم بالنعيم أننا لا نريد منهم حسابات بنكيه ، نريد أخوه حقيقه فحسب ، فالله وحده الغنى المتعال ،

السبت، 31 مارس 2012


طارت من أيدك
حتى تندمت
مايفيدك
دي ما يريدك

باللة عادك تريده ليش !!
ساير زمانك بشيش بشيش

أرجع لعقلك
لاقد بدأ بالجفاء خلك
أضحى يذلك
بالحب
ويعاملك بالطيش
ساير زمانك بشيش بشيش

من عز نفسه

الهون والذل مايمسه
في كل جلسه
يأخد
ويعطي
ويدفع
كيش
ساير زمانك بشيش بشيش

الحب وحله
يطلع وينزل كما العمله
جم عذب أهله
فيش الذي شفت منه فيش
ساير زمانك بشيش بشيش
******
غنـــاء : سهير ثابت

الخميس، 29 مارس 2012

الطريق الى عدن !

لا حاجه بأن يسئلنى أحد عن الطريقه أو الطريق التى أصل بها عدن ، أمشى اليها بقلب حاف ٍْ ، أو أحبو اليها على رئتى المجروحه بدخان سجائر الجنود العائدبن مهزومين من انتصارتهم على أنفسهم ،

لى فى عدن ، ما ليس لهؤلاء جميعاً ـ الناطقين زوراً بإسمها ، المتيمين كذباً بحبها ، لى فيها وجه بـشوش لأمراه ٍ تظلل (شمسان) لما أشتهيه فى قميص نومها ، وما يشتهينى فى عينيها حين تقرأ ما أكتب عنها ، عدن هى أمراتى، تعد لى فنجان قهوه لأخره أباطره بيزنطه الذى سيولد يوماً من رحمها ، كى يحرق العالم الذى لم يعاقبه على طيشه منذو زمن ،

لا حاجه لى لعناوين الصحف ونشرات الأخبار ، أنا أعرف عدن ، جليله كالله ،حين يكسر جدار الخوف ، ويأكل من رمانه الشهوه الممنوعه عن البشر، عدن طفلتى ، تمد لسانها للسكاكين ولفوهات البنادق ، وتركض فى البرارى والقفار ، لتخبرنا عن أخر تقاليع الحزن العدنى من ضحك، وأخر ما فصلت من فساتين نرجس لثوراتنا ، وأخر ما صنع خليجها الهادئ بصهاريجها كى لا يعطش التاريخ ، عدن طفلتى التى لم تكبر منذو بلقيس وذو يزن ، الشيب يأكل وجه العالم ، وعدن تحتفظ برزنامه البهاء ، ثم تسخر من كل دورات الدم التى لم تقوا منذو الطلقه الأولى على كسر قاروره عطر ، مازالت تضع منها كى تغرى البدو الرحل بالبقاء ،كى لا يستفرد طغاه الارض بطفولتها ،


لى فى عدن طوق النجاه الاخير من محيط الهزائم ، قصيدهُ شعر واغنيه قديمه لم تضيعهما سنوات الحداثه ، وبوابه عتيقه لم تدمرها جرافات الأعمار وكأبه مدن الاسمنت ،ومسجد قديم لن يصبح يوماً جامعهً (للصحابه الجدد) سيظل مظلهٍ فل للغرباء المتشردين على أرصفتها ، يشحذون صباحاً جديداً لا يشبه صباح يومهم ، ويرجون أن يكون الله فيه لطيفاً بهم فى زمن جائر ،


الطريق الى عدن ، سهلُ ممتنع ، كطريق المخمور حين يتخبط بخطاه عائداً الى بيته عند الفجر الأول ،بلاوعىٍ كثير،الطريق مسافه القلب المحترق شوقاً لرجل أضنته سنوات الغربه ، يهفو لأمراهٍ تخلع ثوب الحداد لتلبس جسد الحبيب ، الطريق الى عدن كصوت القبله حين تنفجر فى سماء اللحظه الأولى ،فيخجل الجميع ، ويستنفر (حماه الرب) ويستغفرون ربهم الذى لم يعطهم صك بالوكاله عنه ،



الطريق الى عدن يمر عبر زند لصيادٍ أسمر فى بحر العرب، يحمد ربه على رغيف خبزاً أخر الليل يكفيه للعوده الى كوخٍ عتيق، يكفى أولاده برد( الأشتراكيه) ، عدن طريقها لا يمر بكف سماسره الوطن ولصوصه،
هى عدن ، ثلاثيه اللغه المقدسه ، ع - د- ن ،، كلما اُغمى على روحى من فرط شوقى اليها ، غطتنى كحبيبتى بشعرها الأسود كليل (تموز) الناطق عـُمراً ودهراً من الحب والعشق والوله ،
********




الصوره : ( لشارع الميدان ومقهاية زكو فى الخمسينات )

الاثنين، 19 مارس 2012

أسقطوا الوطن أذا ً

كيف يمكننى أن اوقظ هذا الشعب ، هل أسكب على وجه الوطن الغارق دلو ماء كى يستفيق من سباته، هل أفجر عبوه ناسفه قرب اذنيه كتلك التى يفجرها ( أنصار الشريعه) فوق أسمال الوطن ، يا الهى ، ما العمل ! هل أنزل الى الشوارع لأهز كتف كل مواطن ، راجياً منه أن يصحو من الوهم ، كى يتذكر ان له حقوق لا واجبات فقط ، يا هووو يا عالم ،!! ثمه وطن أعرج يسوقه (السماسره ) كبهيمه الى المسلخ ،



يا شعب النكد ، لم يعد لديك اليوم معارضه ، معارضتك هى الحكومه ، نقابات العمال حليفه للحكومه ، البرلمان ( الغير شرعى ) شقيق الحكومه،إعلامك تديره ميلشيات النظام الساقط ، يا شعب القهر ،مدراسك تنجب أجيالاً تسبح بحمد الاخوان ، وجامعاتك تعلق صوره أمراء الطوائف ،

يا شعب التعب ، أى طريقاً تقودنا الى أذنيك ، أغضب عليك ، أصرخ بك ، أركل قدميك ، أضربك على يديك كطفل صوت قبل بلوغه السن القانونى لحاكمه المفضل الذى لن يزيده الا فقراً وديناً وجوعاً ،

يا الهى ، لم يكن عامل النظافه ذو الجسم النحيل والبشره السمراء سببً فى تراكم النفايات فى كل زقاقً بالبلد ، ثمه نفايات عصيه حتى على التحلل ، متى نرتقى ونتطور داروينياً حتى ـ من كائنات غريبه الشكل تنتظر جيفه مرسوم رئاسى يكلف الحكومه أقل مما يكلفها عشاء رسمى على شرف السفير الأمريكى ،

متى نتعلم قرءاه أسس وقواعد حقوق الانسان ، كى نكتشف أننا ومنذو وجدنا لا نحظى حتى بمعامله اسرى حرب ، متى نعرف أن جل ريع اقتصادنا الوطنى يذهب لحمران العيون ملاك المصارف وشركات الهاتف المحمول ، وملاك المدن السكنيه والعقارات ،



كيف أذن نوقظ هذا الشعب من مرقده ، منبهات العصر كلها لم تفلح ،كمبالات المصارف ، وقيض الصيف بلا كهرباء ولا بنزين ، وتصحر الأرض ، وبول سفراء الدول الغربيه على شرف الوطن ، وزنود (الصحابه الجدد) ترابط فى كل بوابهٍ للساحات ، التى قيل لنا ذات يوم أنها أسقطت شيئاً ما ، لنفق اليوم على وطن كل ما فيه يسقط ،

الحريه التى حلمنا بها لا تخولنا شرب سيجاره واحده مهربه فى أحد شوارع ( عدن) بعد الثامنه ، أمن كنا ننشده على الطرق السريعه ، صرنا ننشده فى أزقه المدن واحيائها ، حكومه يتشاجر وزرائها على حصتهم من دم الخزينه ،شعب يحتفى بالذين أفتدوا ( الكرامه) يومها ،ولا يخجل من كرامته التى أعادت الجلاد من البوابه الخلفيه للوطن ،

رجال دين يدعون لنجده الشعب العربى فى (سوريا) وهناك من يتمنى فى بلادنا من ينجده بشربه ماء او كسره خبز، ماذا تريد أكثر من ذلك ، كهرباء تطل عليك بين الفينه والاخرى ، لتلقى عليك التحيه ثم تعود الى سباتها ، ماء فى الشارع لا فى الصنابير، تسقط ماذا أذاً؟!

نقابات سائقى التاكسى ، أتحاد العمال ، برلمان يرأسه أغبى رجل فى تاريخ البلد ، تسقط حكومه تقنعنا أن اجهزه الامن ليست بيدها ، تسقط أحزاباً تعب منها العمر ، أسقط شيوخ ورجال أعمال وبكوات ورجال شرطه تلف وتدور فى كل ربوع الوطن ، لتدوخ انت ،

أسقط أى شئ، كى لا يقول فيصل القاسم عنا ( سكارى ) وما نحنا بسكارى ، ولكن مكر( المشير) شديد ، وأن لم تجد أسقط الوطن برمته ظللت تقدسه حتى أكله الصدأ،
يا شعبى أسقط شيئاًُ ما ، إنهم يسقطون أنسانيتك ،
تباً لى ، ولك !
********

الثلاثاء، 13 مارس 2012

قليلاً من الامل

أحتاج الى تذكره عبور لأدخل قلوب الناس المكسوره والمحبطه ، أحتاج الى نفس طويل ، لأثق أن غسق الليل سيختنق فى النهايه بظلامه ، وأن الفأس سينهكه الصدأ وإن طال به العمر، لنثق أن عداله الاله المعبود أزليه ، فالجلاد وإن طال جبروته يوماًُ سيسقط تحت أفدام القتيل ، ليستجدى حينها واسطهٍ ليهرب من لعنه الشعب والتاريخ ،

لا بد من أمل ،شئنا ذلك ام أبينا ، لا بد وأن نصنع من سواد الحبر ومن سديم العتمه حافزاً للبحث عن مشعل يـُنير لنا دروب الشك، لا بد وان يقتنع تجار الحروب ، أن طيور السنونو ســُتسقط يوماًُ( طائرات الميج ) ، لا بد وان يقتنع السفير الأمريكى فى بلادى أن مشروب (الكوكا كولا) يصبح فى بلادنا لعبهً تحت أقدام الغلابى فى ملاعب الطفوله،

لن يحكم شعبنا الطيب يا (فايرستاين) إلا خرير الماء فى دلتا ( أبين) ووادى (بناء) ، لن يحكمه إلا شدو مشاقر ( جبل صبر) ورقصات أشجار المانجو فى (وادى الضباب )

لا بد وأن تغفو (جبال ريمه) فى أحضان (شماريخ شمسان) ، لا بد وأن يكف الموتى عن الموت المسجل كماركه أصيله مسجله على ناصيه أرضنا ،لابد وأن يقتنع الأخوه (الاعداء) وإن طال الخصام أن العيون الناعسه الـمـُتعبه من هول ما جرى طوال سنين الدم والدمع والألم ، لها ذات المذاق المُر مع كل( إسفين) يدقه الأخرون بيننا ،

طال بنا الوجع ، والمراره فى القلب قاسيه كـ روما الحزينه التى أحترقت بجنون نيرون ، لكن نيرون مات ولم تمت روما ، بعينيها تقاتل ،
كل ما فى الأمر أن بلدنا متعب قليلاً ، دعوه يغفو ، وأمتشقوا أياديكم البيضاء والأقلام وألعاب الصغار ، وأنتظروه على كورنيش البحر ،
كلنا نحب الحياه ، فالحياه لنا ،

**********

الجمعة، 9 مارس 2012

لأمرأتى التى لم تأتى بعد


أعرفها ، هى أنثى ، تخنق شفتي بسم الرغبه ، لتخبرنى أننى أول عابر على تضاريس جسدها يمر ، وانها مستوطنه تتوسع فوق أرضٍ بلا ذكريات ، تأتينى كتلميذهٍ نجيبه تتعلم تهجأه القبله وفن صناعه الحب ، أصدقها حتماً ، فأجمع ما شئت من تفاحها ، لأكون ملكاً على عرش اللحظه ، لا تهمنى الشائعات التى تلاحقها ، سأكون فارساً يقطع رقاب الشعراء العذريين ، لأتوج نفسى بلوحه جلاء ، جلاء نحو عوالم المتعه الحقه ، معها سأكون مخرجاً بارعاً لفصول المشهد الأخير وقبل أن يسدل الليل ستاره،

يؤمئ لى صديقى ( لا تصدقهن) انهن نساء لا أكثر، وحديثهن مكرراً على وزن قافيه ملها تاريخ النساء ، أغانيهن سيمفونيه قديمه ، سرقهن من ليالى كازانوفا، داوى الكذب بالكذب، وعالج الأحلام المترعه بفيض الأحاسيس بعد السرير بأختراع أحلام جديده ، وأنتظر ، وأقرء فى أعينهن فعل الانتظار ، لحبٍ قد يأتى ولو متأخر اً ، وإن طال سباتك، وتكاثرت النساء بنسخهن المتكرره ، سيأتيك يوماً من شبابيك العيون المغمضه، والشفاه الجافه البارعه فى أرتكاب خطيئه العشق ، سيأتى ولو بعد حين ، حبٌ لا تعرف من أين جاء ! وكيف بدء، ولن تسأل صباحك الهادئ متى ينتهى ،
إلا هى يا صديقى ،
إلا هى ، هى غير ، تلك القابضه على أوتاد قلبى ، القابعه فوق زمرد هواسى الخمسه ، هى الحب ، كل الحب ،
أمراه ، كشجره (لوز أو أبعد ) كل طواحين الهواء التى حاربتها سقطت حين زأرت هى فينى فى صحراء الجنوب ، كنت أخذها فى كل معتركٍ للحياه ، لأضمن أنتصاراً سهلاً،
إلا هى ، كانت تقدس أسمى كتلمود من سِفر أيوب ، علمتنى الهزيمه بأرقى أشكال الضحك ، وبكل سلاحٍ للرفض، بوجنتيها النضره التى لا تكسرها حراره صيف الجنوب ، أحببتها بكل القصائد التى قيلت للمراه العربيه ، وهى أمراتى عكازى فى سـُلم الزمن الاخير، بعينين من مرمر، تتلألأ خجلاً من دفء صوتى حيناً ، ثم تذوب ككره ثلج بين يدى،

إلا هى ،
أو تسئلنى بعد ، أن كنتُ احبها ؟ لست أكثركبرياء من أن تكسرنى أمراه كهى ، لست أكثررجوله من أن أقع فى دهاليزها ضحيهً للسبى مرهً ومرات ، فيها أرى ذاتى ، أبحث عن أشيائى قى ذاتها ، رائحه العطر ، لأضع الف أحتمال وأحتمال للون شعرها ، لون قلمها الجديد الذى سيرسم أحداثيات شفتيها ،
البارحه مارست قليلاً من الغضب، لأخترع سؤالاً جافاً ، حاولت أن أستفزها برساله قصيره ، علها تغضب ، لأى شئ ، لكل شئ ، علِ اُشفى قليلاً من حاجتى الملحه لحضنها ، لحبها ، لأطوى مسافات البُعد بيننا ، أستنجد بها كالمتهاوى خلف سراب ، لتقطع من قلبها زهره غاردينينا لترضينى ، ولا ترضينى ، فأعود الى قلمى ، ليأوينى من جحيم أعصارها ، أخر المراحل التى أضع فيها قلبى وسادهً لطيفها العابر ،


السبت، 3 مارس 2012

الوطن الذى نريد



الى دوله السيد / محمد سالم باسندوه : و ( أدرى أنك الأصدق فى بلد يعج بالدجالين )


لكن دعنى أكون نكدياً بعض الشئ ، أنا ( الشاب) البسيط الغير ملوث اليدين بدمٍ أو بفساد أو بعنف ، المحب لبلدى ، الشقيق والشفيق لكل أبناءه وبناته ، الحامى لحدوده والمنادى لصون وحدته ولم شمله ، المقاوم لكل مخططات الأعادى ، الثمل بمائه والعاشق لترابه ، والحالم ببحره ، والمشتاق لجباله وأوديته ،

لأقول أن ذرف الدموع بتك الصوره التى بكيت فيها وطن يتناثر ويتشظى ، ومعك بكى ملايين اليمنيين ليلتها ، لا تكفى لتبنى وطناً ، الأوطان لا تـُبنى بكميه الأشعار الوطنيه والأغانى العاطفيه ، نحن بحاجه للمزيد والمزيد ، نحتاج لوقفه جاده وموقف صريح وواضح ،


أى وطنٍ نريد ؟! و أى بلدٍ نطمح أن نبنيه ؟
إن أردنا بناء وطن نضاهى به أمم الدنيا ، علينا أن نتحاور ونتناقش ونختلف ونتشاجر حتى نمسك (ما يفرقنا) ، من أكمامه وتلابيبه ، ولا نهرب منه ونتجاهله ، علينا أن نعبر عن افكارنا وأرائنا وأمالنا وكل طموحاتنا حتى لو لم " يعبرنا" أحد ،

باسندوه /أيه الطيب ، ياترى أى وطنٍ نريد ؟! خذ منى وأتكل على الله ،

نريد وطناً لا يُخير بين قوته العسكريه الضاربه ومناعته ، وبين حريه أبنائه ، وقيم العداله والمساواه فى معاملتهم ، بل أن تكون الثانيه هى الأساس المتين والصلب للأولى ،

أريد وطناً يحتضن كل أبنائه / مساوياً بينهم بالحق والعدل ، وطناً بلا إقصاء، لا أريد أن أرى أيتاماً فى وطنى ، ولا منبوذين ، لا أريد أبناء ( لبطه سوداء) ومواطنى درجه ثالثه ومهمشين فى وطنى ، لا وطنا ً أيدلوجياً أريد ، ولا دينيناً ،




فقط أريد وطن سقفه أعلى من كل الأنتماءات ، ولا يمكن أختصاره أو التعبير عنه بفكرهٍ ما ، أو انتماء ، أو حزب سياسى أو رمز أو شعار ، عدا علمه ونشيده الوطنى ،
أريد وطناً حراً, بأبناءٍ أحرار ، كي ﻻ يجرؤ أحدٌ على التفكير بأن حريات الوطن, أو حريات أبناء الوطن , عارً علينا ،
أريد وطناً ديمقراطياً ، يعيش الناس فيه وفقاً لمبادئ المواطنه الديمقراطيه ، التى تكفل المساواه التامه والعداله ، دون أى تمييز عرقى أو طائفى أو دينى ، وطناً يضمن حريه التعبير لكافه ابنائه ، ويدعم الشراكه والمشاركه والتعبير بكامل الحريه ، دون قيدٍ ، أو خوف ، الخوف والوطن ضدان لا يلتقيان ،
أريد وطناً تظلل ( أفيائه ) العداله الاجتماعيه ، وطناً يضع الحقوق والحاجيات الأساسيه للمواطنيين من تعليم وصحه وغيرها ، بالأضافه الى دعم من هم أكثر إحتياجاً ( من الفقراء والكادحين والمرضى ) قبل أى أعتبار أقتصادى أو أجتماعى ، لا قيمه لوطن لا يعش أبناءه ميسورى الحال ،
أريد وطناً لا وجود فيه ( لزنازين ) الأعتقال السرى ، نريد فقط معتقلات للمجرمين ، أستناداً للقانون المدنى والحضارى والحق الأنسانى ووفقاً الدستور ،
لا أريد وطنا ً يكون فيه ما كتب ( عبدالله البردونى) واقعياً ، أريد وطناً تتنوع فيه الأراء وحتى الأغانى والمعانى ، ما عدا لفظ " أمن " أريده واحداً فقط ،
أريد وطناً لا يسوده التخوين والالغاء ، وطناً لا يحتقر فيه أحدً الاخر ، لا يصادر فيه حقه ، ولا يخرس فيه لسانه ،أو قلمه لأى سببٍ كان ،

لا أريد وطناً يسود فيه مفهوم ( أن شعبه لا ينقاد إلا بالكرباج) كمبرر للقمع والقتل والأعتقال والتضييق ، لا أريد وطناً يعتبر الشتم والإهانه فيه عملاً وطنياً ،

أريد وطناً بإعلامٍ نزيه ومهنى وحر، يكون صوتاً لكل الأطياف الفكريه والثقافيه والسياسيه ، لا أريد أجهزه ( بروباغندا) تمارس التحريض والكراهيه ، مهما كانت منطلقاتها ومحركاتها وأدبياتها ، وطناً لا اسمع فيه أحداً يقول أن عليه أن يعبر عن كراهيته للأخرين كى يكون تعبيرى عن حبى للوطن أكثر صدقاً ،
أريد وطناً يحمى كل مواطنيه بحزم وعزم ، ويحاسب كل فاسد بكل قوه ، وطناً يستمع لبكاء أبنائه لا لأبتساماتهم فقط ، وطناً يعتبر أى ظلمٍ واقع على أى مواطن جريمه بحق الوطن لا تسقط بالتقادم ،

أريد وطناً لا يقال فيه أن أحلامى وأمالى عن الحريه والمواطنه المتساويه ، والديمقراطيه والعداله الاجتماعيه ، انها طوباويه أو مثاليه مفرطه ، او مستحيله التحقيق ،بل أريد أن تغدو كل هذه الاهداف حقيقه ومطلب كل الوطن من أقصاه الى أقصاه،
نريد وطناً جديد ، وعقد جديد ، يجمعنا ، وطن وعقد يستقيان حروفهما الأولى من شرعيه الثوره ، ورمزيه شهدائها ، لنسطر للأيام والتاريخ ميلادً جديد( لوطن ) المستقبل ، يمن بجميع أبنائها
هذا هو الوطن الذى نريده وتهفو قلوبنا لأجله ،




تصبحون على وطن ،

*********

الاثنين، 27 فبراير 2012

حضرموت ..دنيا الدان والوله


___ _ ___ 


إبتسم ، أنت فى حضرموت ، المجتمع الأستثنائى فى شبه الجزيره العربيه ، وحيث عوالم ( الدان ) والأشجان ، فى حضرموت إغمض عيناك فى أسترخاء الدعه ، ودع الأحلام الخيال تنسج لك دثاراً من نسيج الغزل ، وأجعل لحظات النجوى فى حضره الدان تتسلل الى خفق النبض وهج حراره يـٌـكهرب كل كيانك بقوه صعقته ،
لينتفض قلبك فى صراخة المكتوم ، لتنغمس فى لذه لهفه النشوه حين تتخللها حبيبات الأغراق ، وعلى مسار ضوء المكلا و (ديسها) ، والشحر و (ربعها ) ، وسيئون و (واديها) وتريم الغناء و (أحقافها ) ، ستعبر مزارات الدنيا السبع ، لتــَعلق فى أنسياب الغفوة ، ليكسوك أحساسٍ مبهم لا أرادى يدخلك ضمن دائره اللاوعى بأنك قد لمست شغاف الروعه ، ( يانود نسنس من قدا العربان خبرنا ، كيف استوت حالاتهم من بعد ماسرنا ،)

حضرموت ، توهان على أجنحه ( الدان) تتمشى قبل التحليق الى مداها ( حضرموت الإرتقاء )



في جامع محضارها توقف وتوضأ وصلى الفجر ، على تهليل عجوز حضرمى من شرفه منزله الطينى يتردد فى صفاءً وروعه ، وعمق ممتد فى جذور الزمن ،


حضرموت ، فيوض الغيث الماطر ، يتناثر من رحيق عسل (دوعنها) ( ذا نوب من جبحه) ، فيعيد فصول ، مواسم أيراق ، لها جرس إيقاع ، أوووه وبخور (الشحر ) عبق الحضره المكان ، وتواشح من عرى الشجن ، موصولُ ومنسكب على خدود اللحظه الأثيريه ، وفى الطويله (و ياهل الطويله يدكم علينا طائله ) أفتح عيناك وأغسل وجهك من نداها المتناثر ، عندها سترى الكون الفسيح يزهو بأيقاعه الحضرمى ،


و ( رمزى ) هذا الشقى النقى ، الذى يدهشنى دائماً بنفحات شدوه حد الوله ، النأى الذى يـٌسكر خلايا اللحظات ، بأنغام شجوه ، فى زمن الأبحار عبر غمام الغفوه فى أرتعاش الرشق ، نعم ، والخـُطى الأنغام ، فى داوخل الوجدان ، وفى كل دروب الغربه والتوهان ، وحدس الشوق واللهفه والأشجان ، وهى هناك ، على مترع عشقاًُ فياض ، ساكنهً فى أحشاى، متوسده عمق القلب المجروح ، وطيفها فى أحداق أبصار عويناتى ،


وأنت يا ( رمزى ) المبدع الفنان ، تشكلت خلاياك وخبايا حسك المرهف باختلاط الألوان فى ذوبان الانصهار، فتوحدت فى ذاتك ، كل معانى الجمال ، وأتحدت فى تناثر كل ذبذبات صوتك فبدت واحده المكان ،
و فى سيئون ، أرتطام همس السكون ،زمن من جدائل أجيال الجمال المسحور والمأسور ، من أسبار هذا الألق والضياء والنور ، دنيا الوله المنثور ، فى أغوار ليلها الحنون ، سيئون الصبوه و النجوى ، (يارعى الله ليالي الانس في وسط سيئون )


وفى المكلا ، بسكون بحرها ، وعمق أغوراه ، وفى أضطراب زلزلته ، وفى اعتلاء أمواجه ، وفى مده وإنحسار جزره ، تفتح ذراعيها للأفق البعيد ، لتلثم وجه السماء ، ( ويا سـُمار ويا محلى السمر) رونق جمالها الفطرى بحرفها والكلمه ، تكتب يومياً مذكراتها عن الحب والجمال والبراءه والاطفال ، والسُمار والنجم السيار، والصبح ،و السحر ، والأسحار، تتفنن فى تلقين أبنائها فنون كل شئ، ليشكلون بألق أبداعهم جمال الكون برنين النغم ،
حضرموت التى تعيد دائماً تشكيل أزمنه الفرح ، والرقه ، والأحساس ، والتعبير ، والأنتشاء ، فى ربيعها الذى يتفتح أزهاراًُ ، بعطر الأريج ، لتعزف سوناته الأنغام والطرب ، من أجل عيون الجمال ، وعيون المحبين ، ولكل نبضات القلوب وهى تعلن بدء موسم الحب ،


حضرموت التى تغنى لليل فى سويعات أرتحاله الطويل ، أغنيات العشق والوله ، وتحمله رسائل الغرام ، وتسهر معه ومع نجومه ، ونحن على متن قارب الاحلام ، وهو يتهادى بنا الهنيه ، تلفحنا نسائم بحرها ، وحولنا حمائم ( الديس) وعصافير(الوادى) ، فى أوبرا على مسرح خيالها المترف ، وصباياها فى الشرفات من ندى وندواه وإنتقاء ، دفق الحنيه والحنان ، مسك الختام والوئام ،
********

الأحد، 26 فبراير 2012

يا زمان العجب !

أى خيبهٍ هذه ، عاماً مضى ، حاولنا فيه أن نغير ، صرخنا بوجه الخطأ والخطيئه ، تظاهرنا وكتبنا وأعترضنا ، إلى أن أختفت
أصواتنا تعباً ، وفى النهايه ، لا نحصد غير دعابه سخيفه ، ( أعطى صوتك للمشير ) اللعنه ،
___________

المثقفون هم أولئك الذين لا يعرفون القراءه والكتابه ، ويعرفون حتماً بداهه حقهم فى أن يتنفسوا بحريه ، اما الاخرون ، ممن أمتهنوا الكتابه للسلطان، والقراءه عن سيرته الذاتيه ، فهم مثقوبون لا مثقفون ،

___________


فى بلداننا فقط ، يشعر الحاكم فيها بضروره تعليق صوره وتماثيله فى الساحات والشوارع العامه ، ليعوض شعوره الدائم بالنقص أمام شعباً لا يشبهه فى شئ ،

__________

لِما يغدو موتنا مجرد رقم على الشاشه ، وموت الاعداء فى الصفحه الاولى دائماً، لماذا ؟!
لما يسقط الأستبداد ليتكاثر وتبقى طبائعه فينا ، لنعيد أنتاجه بصيغه أكثر وحشيه ،؟!
لما يسقط المتستبد والديكتاتور ، ليترك فى كل منا ، ديكتاتورً صغير،؟
لما يموت الاحرار دوماً، ويحكم أولاد الحرام ، لماذا ،؟!

_____________


لماذا فى كل قصص الكون ، يتزوج البطل عشيقته فى ختام الروايه ، ألا فى قصص العرب ، تتحالف الحبيبه مع الأخوان والعسكر ،؟!_______________


(صنعاء ) أكلتها القبائل، و (تعز) أنهكها التجار ، أما ( عدن ) فقتلتها الزعامات ، !!
_______________
مبروك ، أصبح لدينا أخيراً ، رئيس جمهوريه ، وحكومه ، ومجلس نيابى ، ولا ينقصنا إلا (دوله )
يا ترى ..لما يستميت الجندى فى حمايه رئيس ، يعلم جيداً أنه سيهرب حين يحاصر الفقراء والجائعون قصره ،؟!

_____________

لماذا نقدس الوطن ، ونسترخص دم أبنائه وكرامتهم ،؟
أذا ما زال لديك ، قدراً لتحب ، تحب أمرأتك ، أرضك ، أمك ، وطنك ، وقهوه الصباح ، أن تكون قادراً على منح الاخرين مزيجاً من حبك ، والله هزيمه لهذا العصر المجنون والمتوحش ،

______________


أعطونا حريتنا ، وسنسج منها الجلال والجمال والسناء والبهاء ، لرباك ، لرباك ،



***********


الصوره ( لفتاه يمنيه تبيع عقوداً من الفل )

الجمعة، 24 فبراير 2012




أنا أستاهل اللي صار لأني صدق حبيتك
و أمنتك على الاسرار
أنا استاهل اللي صار

جزاء من يعشق الغدار جزاء ياقلب ياليتك
تفكر قبل ما تختار
أنا استاهل اللي صار

كلام الحب كله طار حسافة يوم وليتك
وفكر قبل ماتختار
أنا استاهل اللي صار

لما ياصغير الدار اذا انا كنت راعيتك
وخليتك من الشطار
أنا استاهل اللي صار
ــــــــــــــــــــــــ


بصوت رمزى محمد


بصوت (عبود خواجه)

موتوا بصمتكم

( إلى شهداء أحداث عدن الداميه )

(لعنه الله والوطن والتاريخ تحلُ على من كان السبب)

الفقراء أمثالكم لا ذكرى لهم ، تمر أعيادهم بصمتٍ ثقيل ، إذ لا وقت للذكرى لديكم ، لستم نواباً مأجورين ، لستم زعماء موبؤين، ولستم أمراء خليجيون ، ولا سفراء أجانب ، موتكم كان حدثاً عاديا فى تاريخ الوطن المخصى ، ووحده الحدث (الغير عادى) هى تلك المهزله التى أسموها أنتخابات لمرشحاً لا منافس له ،

لا ذكرى لكم ، ولا محضر تحقيق ، فقط كتبوا على شاهد قبركم ، كانوا (ضحايا الصدفه) وكفى ، كنتم هجماً ورعاعاً ، لتكنسكم (حكومه السحاق الوطنى) عن وجه المشهد الحضارى للوطن ،

قـُتلتم بدمٍ بارد لا يشوه جماليه يوم الـ21 المفصلى والتاريخى، أما أن ينزعج ( قوادً ) تافه من كرامتنا المهدوره منذو عقود ،فذاك ضرر حضارى هائل، إسكات جوعكم وغضبكم ونـُبل مقصدكم بالرصاص ، ليس قمعاً ، أما خطابات التحريض والكراهيه ضدكم (فحريه تعبير) لا حزبً لكم ولا بيت ، لستم سوى أرقام فى عداد الموتى ، والموتى لا يدافعون عن أنفسهم ، انتم فقط مجاميع سوقه وسفله خرجتم للتعبير عن رفضكم لثقافه ( الأستحمار الجديد)

كان من المنطقى ان تموتوا فى (العشرين والواحد) من فبراير الملعون ، كان من البديهى أن يموت أحداً ، كى نتأكد ان الحال لم يتغير ، وأن أكوام (الزباله) مازالت باقيه ، وأن مدمنى العهر السياسى مازالوا يمارسون هواياتهم فى أغتيال الوطن ، وأن مجد ثورتنا غدا فى مهب الريح ،
كان يجب أن تموتوا كى نتأكد أن لا شئٍ تغير، مازال البسطاء أمثالكم يموتون بصمت ، والكلاب تضج بالزنى المحرم بالوطن الجميل،
لن أجد شيئاً لأكتبه لكم فى أربعينيتكم التى لن يتذكرها أحد ، ستمر ذكراكم ، ولا ثمه من يكترث، ومثلكم ستمر ذكرى عشرات الالاف من مواطنى البلد الذين ذهبوا ضحايا صراعات ( الساسه) والزعامات الكرتونيه، ستمر ذكراكم كما مرت ذكرى طفلً مات على أبواب المشفى الحكومى، ذكرى شاب هنا وفتاهً هناك تجرعوا خيبه الحياه،فقررا المغادره بصمت ودون ضجيج ، ميليشيات قتلت فلان، ومجاميع قبليه هتكت عرض فلان ، ولا من ينادى لأخذ الثأر،

فى بلادى يا رفاقى( الراحلين ) ، فى بلادى لا يفتح المرء فمه إلا ليمجد (القاده والأحزاب ) أو ليشتم الأخرين ،

أمثالنا فقط هم من يموتون بصمت، لتعلق النياشين وتمنح الرُتب للضباط القتله،تقطع يد السارق عن حاجه أو يسجن لمائه عام ،ويعين الوزير العميل لدى أعداء بلده بطلاً قومياً،

نحن فقط من نموت دون ضجيج ، أما القاتل فيصبح يوم موته يوماً وطنياً حزين ، تنكس له الأعلام ،وتسن له أيام الحداد ، وتتشح دور الدعاره السياسيه والامنيه بالسواد ،ويكثر كلاب التلفزه من اللطم والبكاء ،

موتوا ، لا مكان لكم فى روزنامه الوفاق ( الوزراى )

******

الأربعاء، 22 فبراير 2012

لمن لا يتبقى لديهم ألا دفئ الوطنيه ، أكياس الدفء






لدينا بلد عظيم يستحق كل ما يمكن للمستقبل ان يعطيه وأكثر، ولكى ينال ذلك يجب ان يتكاتف جميع أبنائه دون تمييز أو إستثناء، وان يـُمنع باسم الوطنيه والوطن تكبيل أو تقييد أو منع يدٍ تمتد للمساعده ، مهما كان الاختلاف او الأتفاق معها ،

إن إساله الدم اليمنى على ترابه هو الجرم الذى لعننا ، ولعنا بسببه يوماً الاحتلال وقوى الأستبداد والأرهاب ،هو عمل ضد الوطن والوطنيه ، يجب ان يحاسب من أقترفه دون رحمه أو شفقه،

لقد عانى هذا البلد فى كل منعطفاته التاريخيه نكباتٍ بعدد قطرات الدم التى سالت على أرضه، قطرات ما كان لها أن تخرج من أورده أصحابها ، كان يجب أن تتحرك داخل اجسادهم النابضه بالحياه ،( الدم خط أحمر ) بل حائط أحمر ، ليس بسبب لونه فقط ، فكل من يـُسيله أياً يكن المبرر والدافع ، هو مذنب بحق الأنسانيه والوجود ، بحق الوطن وبحق كل مواطنيه ، ولا يستحق أى تفهم أو دعم أو حتى تجاهل ، بل كل الأدانه وكل المطالبات بمحاسبته ، أياً كانت هويته ، وأياً تكُ مكانته ، أذ لا مكانه تعلو فوق جرم الموت ورهبته ،

مع كل قطره دم تسيل نخسر جميعاً ويخسر البلد ،
ومع كل بادره عنف جسدياً كان او لفظياً أو معنوياً من (يمنى نحو أخر ) بسبب التباين فى الرؤى نخسر جميعاً ،
مع كل تصرف غير واعٍ أو غير مسؤول خارج سياق التصرف الحضارى نخسر جميعاً،
مع كل قمع أو إساءه لحقوق وحريات الناس فى التعبير عن وجهات نظرهم ، بغض النظر عن ماهيه أفكارهم وارائهم نخسر جميعاًُ

ومع كل صوت حاقد أو موتور مدمن على الكراهيه ، أياً يكن مصدره ، يعلو فوق صوت العقل والتعايس الودى و السلمى و إداره الخلاف بشكل حضارى وبناءْ نخسر جميعاً
ومع كل زنزانه لتكميم الأفواه والأراء ، ومع كل قيدٍ للكلمه وحريه التعبير نخسر جميعاً
ومع كل بادره إقصاء أو أزدراء أو تحقير وتهميش للأخر ، وكل أعتقادٍ خاطئ يستند على قاعده أن ( المرء بمعتقداته السياسيه والدينيه هو وحدها الاراء الصائبه وما عداها خيانه وكفر وعماله ، وأنه وحده القادر على الاستحواذ على الوطن يفصله على مقاسه ويطرد الأخرين منه ويلغيهم ، نخسر جميعاً ويخسر البلد ،
أنا اسئل ،، ألسنا طلاب حريه ؟!، لِما لا ننشدها جميعاً ، لما لا ننتصر جميعاً ،
ما حدث يوم أمس فى عدن الجميله أمر مؤسف ومؤلم ، ولا يمكننى بأى حال أحتمال كل تلك التصرفات الشاذه العنيفه ضد المواطنيين الأبرياء والأمنين، يتوجب علينا شجبها وأستنكارها والتنديد بها ، بل ومحاربتها بشتى الوسائل المقبوله ، لا اجد مبرراً واحداً لكل هذا الاشكال الحاصل واللغط المستشرى ،



إذ ليس من المقبول بأى شكلٍ من الأشكال ، وتحت أى ظرفٍ كان ، الخلط بين أفعال عدوانيه أرهابيه بكل ما تعنيه الكلمه ، وبين تعبير حضارى عن الرأى أو تظاهر سلمى للمطالبه بحق ، ( أختلفنا مع مطالبات هذه التظاهرات أم أتفقنا ، لا مشكله ، المهم أن تظل سلميه وذات أهداف غير أقصائيه او تمييزيه أو داعيه للكراهيه من أى نوع ) فالخلط بين الممارسات الوطنيه المشروعه ، والعنف خطيئه لا تأتى إلا عن جهل أو عن سوء تقدير ونيه ،

نحتاج لثقافه وطنيه جديده ، لفكر ولغه جامعيين لنا جميعاً، بمختلف توجهاتنا وأنتمائاتنا واطيافنا وأرائنا ، فوق كل أعتبار فئوى أو حزبى او جهوى أو مذهبى او عرقى ، ثقافه تنبذ الإقصاء والعنف ، والألغاء وتكميم الأفواه ، والتكفير والتخوين والتحقير، ثقافه ترفع سقف الوطنيه الجامعه فوق رؤوس الجميع الذين يجب أن يحترموا الاخر وحقه وحريته فى التعبير ، ولا يحاولون إلغاءه وإسكاته،



ولدى هذا الشعب من الحكمه وحسن التدبير ، ما يكفى لنبذ ثقافه الأقصاء ، والعمل على بناء ثقافه وطنيه ستكون حتماً مضرباً للأمثال، فقط نحتاج لممارسه الحوار الحضارى والتعبير عن أرائنا بسلميه وبشكل حضارى ، وعليه يجب أن ندخل جميعاً الى مرحله جديده من رفع سقف الحريات ، إلى ما لا يتعارض مع سلامه الوطن ومواطنيه ومجاله الحيوى ،




إن بلداً حراً بمواطنيين أحرار ومسؤولين ذو همه ، وثقافه حره منفتحه وقابله للتعدد والاختلاف ، ومشجعه للحور ، هو حصن منيع وقلعه صامده مهما كانت قوه العدو ومهما تفوق فى مكره وخططه ، لذلك يجب أن يـُفتح المجال أمناً وحراً للممارسه الفكريه وللتعبير بأشكال سلميه وحضاريه ،لقطع الطريق بقوه وحزم عن كل من يريد الخراب لبلدنا الجميل ولأهله الطيبين ،

ان الطريق الى الحريه والمواطنه المتساويه والديمقراطيه مستقيم لا يشوبه ميلان أو إنحراف أو تعرجات ، مهما كان طويلاً ، وهذه الأهداف لا يمكن ان تكون غايه لأى وسيله خارج اطار النضال السلمى والحضارى من حوار وتعبير وأبداء للأراء ومشاركه فكريه ، إذ لا يمكن تحت أى ظرفً إقحام اى سلوكيات إقصائيه أو داعيه للعنف من أى نوع ، ومن يمتهن ذلك يتسلق على أهداف وغايات ساميه ونبيله لغايات ونوايا معاديه لهذه الاهداف الساميه والكريمه ،

…إن الأختلاف والحوار والجدل ( مهما كان قاسياً ) تحت سقف الوطن هو المحرك و الدينامو الأكبر لبناء وصقل الهويه والأنتماء الوطنى والحفاظ على مقدرات الوطن ، وكل "تابوه" ليس إلا حجر عثره يقف عائقاً فى طريق قوه الوطن وتقدمه ،

" الشوفيينه" ليست حلاً لمن يعتقدون وهماً ذلك ، فالأستماته فى التعبير عن حب الوطن والتغنى بجماله ، مع كل الاحترام والتقدير للنوايا الصادقه ، ليس حلاً لمشاكله بل تغاضياً عنها ، دعونا نتحدث بصراحه ووضوح وحريه ، حين نحل مشاكلنا نستطيع حيناه التغزل بالوطن الأجمل ، بالوطن الحق ،
فالتخوين والتجريح والأقصاء والشتم ، ما هى إلا لغه الجبناء المفلسين ، فالتقاعس والتهرب عن أداء الواجب الوطنى ، ومواجهه الحقائق بشفافيه ، يتنافى مع كل ماهو منطقى وإنسانى ، بل ويتنافى مع تاريخنا كوطن ضاربهً جذوره فى أطناب التاريخ ، فحين خرج ( لبوزه) مثلاً لم يخرج لنيل شرف ( الزعامه) بل خرج مؤدياًُ واجبه عارفاً انه لن يعود ، ولم يكن مقتله هزيمه ، بل كان أولى بوادر النصر فى حرب الأستقلال المجيد ،



عشتم وعاشت بلدنا جميله ،
******

السبت، 18 فبراير 2012

شي معاكم ليَّ أخبار.. قلّي يا حادي العيس لا تخيّب ظنوني
كيف لقيت «المكلا» والحبايب في « الديس « عاد شي يذكروني
والا من غاب نسيوه في المشاكل يسيبوه
ما أظن الذي حبيتهم يكرهوني.. لا ولا يظلموني
حبهم في فؤادي بحر ماله مقاييس داخله غرقوني
في «السويدا» لهم دار عامرة بالأحاسيس بس ليش حيروني
يا ترى إيش اللي صار لا رسايل ولا أخبار
عادني أذكر خطاهم يوم ساروا ولاقوني ولا ودعوني
اشتكيهم إلى الله يبتليهم بحبي مثل ما ابتلوني

ليته لم يعد

تضع هاتفها الخلوى ، وتفتح الباب لدموع حُبست طوال ثمان سنواتٍ عجاف ، تلك القطعه التى غابت عن أثير روحها ثمان سنوات عادت ، ومتى عندما ملت انتظارها ، عادت عندما توقفت تماماً عن البحث عنها ، وفى الزمن الذى لم يعد لها فيها رغبهً ولا حاجه ، يا لمصادفه القدر ، أبعد كل هذه السنين يعود ،؟!


أبن العمه ، حبها الاول ، ونديم صباها ، بفرحه وأوجاعه ، يا لذكرياتهما المعتقه على جدران (عدن وأزقتها ) فى قلبها نقش وشماً لم تمحه كل تلك السنين التى ذهب فيها للدراسه فى الخارج ، تخرج دموعها ساخنه ، وتخرج معها صوره كبيره لبيت العائله ، وسطح البيت الخالى تماماً من القناديل ، وحقل الفل ،



تتذكر كيف كانا يتسللان لسطح الجيران حتى يتمكنا من رؤيته بوضوح ، الحقل الذى لطالما تأملا حركه اوراقه الخضراء مع نسمات الربيع الليليه ، وهو يسرد على مسامعها أحلامهما معاً وعن حوض أسماك الزينه أين سيضعه حين يتزوجا، يعلو نشيجها ! كيف طاوعته حين أمرها بالقفر من فوق سور المنزل الى سطح بيت الجيران ، كيف طاوعته ؟ تشهق ، فترى سلم البيت الخشبى ، وبيت الحمام ،



تنساب دموعها لتسقط بغزارها على وجنتيها ، وهى ملقاه على ظهرها كى يفارق صدرها هذا الرماد المتراكم منذو ثمان سنوات ،تتذكر كيف كانت محط سخريه الجميع ، وموضع شفقه زميلاتها فى الصف، تتذكر كيف أخفت أسرتها عنها خبر خطبته فى بلاد الغربه ، ( يقولون أنه تزوج أمراه خواجه عيونها زرقاء وشعرها أشقر) يتسلل صوت شقيقتها الصغرى الى مسامعها ، لتــَسود الدنيا بعينها ، تخرج من أعماقها أهه حسره ، وهى تطرد نظره شفقه من عينى اختها التى تصغرها بعامين ، حين صارحتها أخيراً بأنه تزوج ولديه طفلان ، تسألت كمن فقد عقله ( يعنى ينام معها )


يا لقسوه الأنتظار، ثمان سنوات أنقضت ، تقدم لطب يدها الكثيرون ، لكنها رفضت وفاءً للبعيد الذى عاد بطفلين و ( ليته لم يعد) ، ثمان سنوات أمتلأت عن اخرها بمراره الفقد ،تجرعتها كلما أصابها فشل ولم تجده بجوراها لتُسند راسها على صدره ،ثمان سنوات وهى تلومه على كل حزن أصابها وكل فرحً هنأ به بعيدً عنها ،



ثمان سنوات غضب وصراخ وبكاء من جانب واحد ، ولا أحد يجيبها سوى الصمت ، وفى كل عيد يمر تسئل المسافرين عن الغائب منذو أمد ،تسأل وتسأل وتسأل ، فتجيبها أخباره بانه أخيراً تزوج بأمراه من بلاد ما ( وراء البحر ) وأنجب منها طفلين ،



تتوقف عن السؤال، وفى ساحه الجامعه اختارت لها زاويهً باتت تعشقها حد التماهى ،هناك تبكى وحدها ، لتسقى كل يوم دفتر محاضراتها من ماء عينها ، تخشى هذه الوحده ، تخشى هذه الغربه التى تحيط بها ، باتت تخشى كل شئ ، تخشى حباً جديد يقف ببابها ليدقه القدر وشماً أخرً فى قلبها ، بالرغم من محاولاتها صده ،


تبكى كثيراً ، لخوفها من الحب والوجع والفقد ، تبكى لأنها تعى أن من يسكن قلبها يأبى أن يغادر ، فكم ياترى سيتحمل قلب فتاه لم تبلغ بعد عامها الثلاثين ؟! كانت تحلم بقلبً بــِكر تهفو إليه حين يلج المساء ، فتاه تحلم بنورً ينفذ الى روحها العامره بالنقاء ، ولو حتى من خرم أبره ، (ليش بس يارب أنا ايش سويت)

لكنها وطوال كل تلك السنين تعلمت كيف ترافق الفقد وتشاركه طعامها وشرابها وسريرها المثقل بالأسئ، ثمان سنوات عرفت خلالها أن القلب المنكسر بين ضلوعها لا يمكن أن ينكسر مره ثانيه ، إذ لم تعد تخشى الكسر، ثمان سنوات أيقنت خلالها أن الحب وحده لا يكفى ليجمع المتحابين للأبد تلفهم أحلامهم الورديه ، ثمان سنوات علمتها أن الحب لذاته مهما كبر قد لا يكون كافياً لرسم خط لمسار الحياه السعيده،


تهدأ ويهدأ معها بكاءها ، تربت على قلبها لتشعر بالرضا ، تتحسس مكامن الوجع فى قلبها ، فتراها طرق واضحه المعالم فوق خارطه عمرها المضنك، تبتسم ، وقبل أن تنام تضع سماعاتها الصغيره فى أذنيها لتسمع تلك الاغنيه القديمه التى سمعتها يوماً ولم تقوا على سماعها طوال ثمان سنوات ؛ (حبنى ما تحبنيش )





*****


العنوان مقتبس من روايه الكاتب اليمنى الراحل (محمد عبدالولى )

الاثنين، 13 فبراير 2012

ترنيمه الجنوب



كل زمناً ما عدا لحظه ميلادك فينا ،
هو ظلُ لنفايات الزمان،

كل ترابٍ ما عدا الأرض التى تمشى عليها ،

هو أضغاث غبار اللامكان،

كل قمر ٍ ،

قبل أن ترتديه كان رماداً،

وكل طيف ٍ ،

كل لوناٍ ،

قبل أن تلامسه يداك

كان سوادً فى سواد ،

كلِ فكره ، وكل معنى ،

قبل أن تنفخ فيهما نار العنفوان ،

كان سرباً من دخان ،

يا جنوب ،

كانت الايام لا تدرى عن الأيام ،

إلا بعد أن لقنت قلبك المُضنى درس الخفقان ،
قبلك كانت الارض خائفه ،
حتى علمها فوران الدم فى قلبك ،
فن الدوران،

لن تغيب الشمس بعد اليوم فى (ردفان )،
لن تتيه فى ضحى الليل الكئيب ،
سترى فى عينيك أنوار الضياء ،

وستشرق بأمان ،

لتلعن سنوات الغياب والخذلان ،

ستعبر مدارها مطمئنه

بين جنبيها الأمان ،
وعلى هدى أنوارك تمضى ،

أينما يممت شطرك ، أقدام الدروب ،
وعلى جبينك النور مقيم ،
فالأتجاهات اليوم كلها جنوب ،
يا جنوب ،
من أين سيأتيها الغروب ؟!

صار غسق الليل يخشى السير فى أفق الظلام ،
فأنىٌَ تولى ، لاحت نجمتان،

ملء عينيك ،

وعيناك ، من فرط وجدً ، كعيون الكرى ،

لا تخفض رمشٍ ولا تغمضان ،

******

الصوره لـ ( محميه حوف بالمهره على الحدود اليمنيه العمانيه)

السبت، 11 فبراير 2012


الصبر طيب باصبر عليك ما دمت أودك


الصبر طيب مهما يطول ياحلو بعدك


مهما قسيت مهما جفيت لا بد يوم عقلك يردك


الصبر طيب مهما حصل بينك وبيني


مستحيل اني أجرحك عندي أمل انك تجيني


تعتذر لي وأسمحك


مهما يطول يا حلو بعدك


لا بد يوم عقلك يردك


الصبر طيب।

فى الذكرى الأولى للثوره ..تذكروا

امامنا جميعاً مهمه فكريه شاقه نؤسس بها قاعده صلبه لمستقبل الوطن ، جهد توثيقى بمحتلف الوسائط والأشكال والأطر، قاعده بيانات متكامله لما كنا وكيف عشنا طوال عقود القهر والاستبداد فى بلادنا ، بكل تفاصيلها التراجيديه المؤلمه ، وإن كان لازماً أن ننصب أنفسنا كحقوقيين للدفاع دماء الشهداء، يتوجب أن نكون حقوقيين من نوع أخر ، أى حقوقيين رمزيين لمحاكمه حقبه بأكملها ومعاقبه أشباحها بالحكم عليها بالنفى الى (نيفادا) الذاكره التاريخيه لما يجب أن لا يعود مره أخرى ،


وأكبرضامن لعدم عودتها أو تكرارها هو منع نسيانها ، يجب أن نفرط فى حساسيتنا تجاه الأستبداد وعدم التسامح حتى فى جزئياته الصغيره التى يجب أن نتخلص منها ، من محتواها ، من شكلها ، من لغتها ، من معانيها ، من كل ما يمت لها بصله ،


لنتذكر دوماً كيف كانت مدارسنا وجامعتنا ومعاهدنا أدواتٍ إستبداديه لمسح بذره أى فكر تقدمى نقدى ، أو رغبه بمجرد التفكير الحر ، زنازين تلقين ، وترديد وحفظ شعارات ، قبل أن تكون دور علم وتربيه وثقافه ، كى نقف بالمرصاد لمن يسعى لوأد الحريه فى عقول صغارنا،
لنتذكر دوماٌ دموع أم معتقل ، كى نبقى مناضلين يقظين ، مناهضين لكل إقصاء وإلغاء او قمع ،
لنتذكر كم مرهً هتف فيها شعبنا "بالروح بالدم" كى لا ننسى أن كرامه الوطن لاتختصر "بصنم" مهما تكبر،

لنتذكر دوماًالـ 98%كى نطالب بأقاله كل من يخون الامانه ويتقاعس عن أداء الواجب المناط به ،
لنتذكر دوماً صور شبابنا وهم يموتون جوعاً وعطشاً فى صحارى ( أرباب نجد) ، كى نؤمن أن لا بلداًُ أحن علينا من بلدنا ، وأن لا عز لنا ألا بعزه ،

لنتذكر دوماً أسماء كل شهدائنا وعناوينهم ، ولنتذكر أسماء قاتليهم ،ولون الأسلحه التى قتلوا بها ، والأكثر لنتذكر لـِما خرجوا وتحدوا الموت ، ولأجل من قدموا أرواحهم رخيصه ،

لنتذكر أسم كل لص ، كل فاسد ، كل ظالم ، وكل انتهازى ومنتفع ، كل من تسلط على رقابنا ، لنحفظ أسمائهم ، ولنرسم صورهم فى ذاكراتنا، لنتذكرهم جيداً كى لا نمنحهم الفرصه ليعودوا لنا من النافذه بعد خروجهم من الباب،
لنتذكر دوماً صور أطفال( ابين) وهم يرزحون فى العراء يستبد بهم الحوع ، لنتذكر حجم مؤامره التسليم وصفقات الخسه ،كى نشهد التاريخ عليهم ،
لنتذكر ليالى القصف الوحشى فى تعز ،و سنوات التطهير العرقى فى صعده ، لنؤمن بصيروره التعدد والأختلاف ،

لنتذكر دوماً صور أطفال الشوراع ، والمتسولين فى الأسواق والأزقه وعلى مداخل المدن ، كى نبقى دوماً رقباء على دور الدوله فى تطبيق العداله الاجتماعيه ، رقباء على كيفيه أدارتها لموارد البلد وفقاً للصالح العام بدلاً من مصالح سين وصاد وعين من الناس ،

لنتذكر مثلاً أن المنافق "عبده الجندى" سخر يوماً من جثث شهدائنا مدعياً انهم ضحايا (حوادث الطرق)

لنتذكر كيف أختطفوا بلدنا فى لحظه تواطئ وغفله من الجميع ، وأختزلوا الوطنيه فى الولاء الاعمى ، كى نبقى حراساً اُمناء لوطنيه رحبه ، تجمعنا جميعاً دون أستثناءاو تمييز ، وطنيه تقدس الحقوق والحريه وكرامه المواطن، وطنيه لا تختلق الحجج الواهيه لألغاء أنسان البلد،

الذكرى ليست حقداً ولا إنتقاماً ، كما أن النسيان لا يغدو تسامحٌ بالمعنى الأشمل، الذكرى حق ، مسافه أمان بيننا وبين المجرمين ، لقاح للحمى بعد شفائنا منها ، كى لا تعاودنا مرهً اخرى ، هى ضمانه حقيقيه لحياهٍ بشطئان تأبى أن تتسلل حبيبات الموت الى رمالها ،

*************




الصوره لـ (سهل البقاع اللبنانى)

الجمعة، 3 فبراير 2012

يوميات مواطن أقل من عادى !

 
ككل الضباحى من حال بلاد لا تستقر على حال ، أمناً وحرباً ، نظام وفوضى ، ظلم وظلام ، وثلاثه أيام من دون كهرباء ، حاولت أشوف القصه من زوايا متعدده / تذكرت  وقتها ساعه الزمن والفيلم الكرتونى الذى شاهدناه صغاراً ، وخلت نفسى فى تجسيد حقيقى لروايات أتش جى ويلز والسفر عبر اله الزمن التى تخترق الجدران ، صحيح ان السفر عبر الزمن مش ممكن فيزئياياً ،لكنها فى بلادنا مطبق بالفعل ـ، 

ما فيش داعى  أفتح كتب عميد الادب العربى (طه حسين ) وأقرء عن ايام فتنه الأسلام الكبرى ، أو أدرو وثائقى من أيام الحرب العامليه الثانيه ، وصراعات البروتستانت والكاثوليك فى العصور الوسطى لأوروبا ، 
الفتنه الان عندنا مباشر وبدون رتوش ، ما عليك إلا أن تقفل الجوال أو جهاز الكمبيوتر ، لتعايش اللحظه بحذافيرها ، وتابع الاحداث بذات الصيغه التى كانت فى وقتها بوقتها الأن ، لا شئ تغير من 1400 سنه تقريباً ، 

ولك أن تتخيل بعدها كيف حـُمل رأس الحسين بن على " من كربلاء الى عاصمه الامويين دمشق ـ، أو كيف ذبح مصعب بن عمير خمسه الاف منا لخواج ، قبل ن يقوم الحجاح بصلب أخيه عبدالله بن الزبير بعد أن ضرب الكعبه بالمنجنيق ، 
داعش وأخواتها أعادت لنا كل هذا وأكثر ، فتحت لنا سوق جوارى وعبيد بين الرصافه والجسر ، أيام سوق عكاظ والف ليله وليله ، بـُعثت لنا من حيث ندرى ولا ندرى ، 


زحمه الطريق اليوم لدواعى أمنيه ، ذكرتنا بقوافل حاجى مانسا ـ، أثرى أثرياء التاريخ ربما ، من تمبكتو الى مكه ،وهو يوزع الذهب والفضه على كل مكان يدخله ، مع فارق أننا الأن لا نحصل إلا على قذائق وسيارات مفخخه فى كل مكان ندخله ، 
زحمه يا دنيا زحمه يقول صديقى ، فأتذكر للتو الرحاله الرائع أبن بطوطه ورحلاته المكوكيه فى الأمصار من طنجه فى  المغرب الاقصى الى هانشجتو ، عشان يطربنا بروائع العالم وجمال مدنه ، 
بمعاناه عبدالرحمن الداخل " حين هرب ليلاً خوفاً من سيوف العباسيين حتى وصل للأندلس، وتأكدت بعدها فى غب الزحمه أنهم كانوا أسرع منا بكثير ،

أما الغدره التى عشناه اليومين هذى ، فأعادتنا لـ لمليون سنه للخلف ـ، أيام أماسى الهوموجارستر ، أول فصائل الأنسان المعاصر ، جدنا اللى كان عايش على هذه البسيطه قبل أن يعرف النار ، 


ولأن دوام الحال عله " وأبو الأسقام وأفتكها ، كان لسانى حالى ينشد ، والله مشتاقين با قلبى لليل القديم واله مشتاقين ـ ، 


الاثنين، 30 يناير 2012

أدبيات المرحله



هذا البلد لا يحتاج الى أباء ، سوءاً كانوا روحيين او روحانيين، أو من أى نوع أخر، كل ما يحتاجه هو أبناء بنائين متساويين وأحرار، ذوو معرفه وأطلاع ووعى حدسى، وبداهه بل وحس نقدى لا يبايع أحد،بل يمنح الثقه بشروطه المسبقه،
الديمقراطيه لا تعنى الذهاب صبيحه يوم الأقتراع لرمى الورقه فى الصندوق، فما اسهل أستبدال مسيرات التأييد بصناديق فارغه، الديمقراطيه هى حق الجميع،دون أستثناء أو تمييز،ليساهم الجميع فى صياغه القرار الوطنى ورسم خارطه طريق للمستقبل، هذا الحق يتطلب منا النضال لأجله والتمسك به،

لسنا بحاجه اليوم لقائد أستثنائى وعظيم ، الناطق الرسمى بأسم الجماهير الصامته ألا من التصفيق، يقرر ما يشاء وما علينا إلا التأييد ، نحن بحاجه الى منفذ عملى للأراده الشعبيه التى يجب أن يُعبر عنها بالسبل الديمقراطيه، وعبر مؤسسات مدنيه تعمل كمنظومه متكامله ،
لسنا أطلاقاً بحاجه لأبواق نشاز تصرخ بعظمه هذا الجزء من الشعب إن أيد ـ، وتزهق باستخفاف للجزء الأخر إن عارض،




علينا أن ننظر ونفكر ملياً فى خطوره المناخ والجو الذى يلغى التفكير العقلانى، والحس النقدى ويدفع نحو الولاءات العصبيه،والتمترس خلف الأيدلوجيا الحزبيه فى الأزمات السياسيه والاجتماعيه، التى حتماًسيكون نتاجها هذه الأنواع المميته والأصناف الردئيه من أدوات العدميه والقمع البشع ،وفى الغالب هذا الأقصاء الفكرى المتفشى بين ذواتنا،


الوطن بحاجه لصوت ا لعقل والمنطق ـ وكلما علت أصوات الكراهيه والحقد والعنف أكان مادياًُ أو معنوياً ، خسر الوطن وخسرنا نحن أيضاً، وهناك بالفعل من لا يملك صوت العقل فيعمد الى هذه القرقعه المزعجه المؤلمه ،ظناًُ منه انه يسحب الخلاف الى حيث يستطيع كسبه، وكل من يفكربذات الأسلوب مخطئ، ليس مخطئاً فحسب ، إنه مجرم و سيكوباتى بأمتياز،

*******


كل شى فيك زين وأنت من الزين أحلى ، يخضع الزين لك يا زين المزايين


خذ عيونى ولا حاجه على الزين تغلى، أنت أغلى من الغالى سيد المحبين

السبت، 28 يناير 2012

تنويمه الجياع

(دقت منظمة «اليونيسيف» ناقوس الخطر انسانيا في اليمن امس، حيث قالت مديرة المنظمة في الشرق الاوسط إن نحو نصف مليون طفل في اليمن مهددون بالموت نتيجة سوء التغذية التي سببتها الاوضاع السياسية والاقتصادية التي عصفت بالبلاد منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد حكم الرئيس علي عبد الله صالح. )

الأهدء( الى صغارنا الجياع فى موائد اللئام )

( يا الحزن المسجى فى مساءات البوح الحزينه ، أرقص حول قربان الحزانى، وغنى لصمت الجياع ينتظرون قطره ماء، وقطعه خبزٍ ليعيشوا، ويا القلب المنكسر فى جدران المدينه ، لملم شظاياك فقد تصاب بألم فقدان الشهيه ،

يا الضمير المنسى ويا البطون المليئه ، هذه وصيتى ،
يا أيها الجوع الذى يستل سيفه من غمده ، ليقطع رقاب الصغار ، ويمزق أجساداً بانت عظامها ، وباتت فريسه للقادمين من خلف السحب البعيده، رفقاً بهم ، كفاك تمزيقاً لأحشائهم ، لتفتح لهم باباً للعذاب وبوابهً للرحيل الأخير،
لا ثدى للسماء ترضعونه يا صغارى ، وثدى الأم جف ، والأرض قحط والموت يحوم حول الاجساد الهالكه ، وقد بانت أنيابه لخوفكم الذى يكبر كلما أقترب من عيونكم الجاحظه، ولا ملجئ لكم وأنتم تزحفون الى النهايه ، ولا يداً تعيدكم للحياه الأولى ولو خطوه،

يا الكوكب القاسى ، كيف تنام على وسائد من حريرً وقطن ، وتعاف الطعام الشهى ، وتبنى حضارات الأسمنت على العظام الطريه والهشه،وتغض الطرف عن بكائهم وتوسلاتهم ،وهم يمسكون بأخر رمقاً للحياه ، بأخر طرف من ثوب الحياه الفضفاض الذى يغطى أجسادهم المترفه،

أما تأملتم صدورهم العاريه وخريطه الجوع ترسم ملامحها فوق جلودهم ، فلا أرضً هناك تجود، ولا سماء تمنحهم فسحهً للحياه، ولا شئ هناك يغنى للحياه، وحدها عناوين الموت العريضه، ونسوراً بأجنحه كبيره تقتات لحومهم ، ومقابر أعدت سلفاً لأستقبال أفواج الموتى عطشاً وجوعاً وقتلاً بل وبؤساً،

أعرف ذلك منذو زمن ، الجراح فى بلدى ألوانًٌ ،ومنجماً كان هناك يصنع الجراح فى قبو الأزمنه، حتى غدت انفاسنا ناشفه حد الحلم والامل بأن نعود سادهً عظام كما كنا ،

يا أطفال بلادى ، يا صغارى ، يا وجعى الكبير، قدركم ونحن أن نكون بذوراً حمراء لأرضنا القاحله ، تزرعونها أهات وتحصدون موتاً وجوعاًَ، قدركم ان هذا الكون قاسٍ ، قاسٍ جداً يا صغارى ،


سامحونى إن تناسيتاكم يوماًُ ، ولتسامحونى فلست أنساكم والله،




******

الاثنين، 23 يناير 2012

علي بابا حين يموت

كان ياما كان ، في سالف العصر والأوان ، وكان معلوماٌ وواضحاً لا يقبل الكتمان، أن ثمه زعيماً كانت الشمس تشرق من وجهه ، ولا تغرب إلا بأذنه ، له يد أذا بسطها تعالي النور في أفق البلد ، اما قامته فهي صراط الوطن المستقيم ، من حاد عنه هالك ، ومن سار في دربه نجا من الطوفان العظيم ، عيناه نافذتين علي قلبين نظيفين ، لم يلوثهما غبار المعارك ،ولم يخدشها لمعان أزيز الرصاص ، له أسماء عديده ، وكل أسم الف معني والف حكايه ، أحياناً يدعونه ، إبن الوطن البار، وأحيان الاخ القائد ، حامي حماه العرين ، وباني نهضه الوطن الحديث ، أما النساء فيحلو لهن تسميته ( بالقائد الحنون)


ولقد كان هذا الحنون ملك ملوك الدنيا ، وأمير الأمراء ، وسيد الأسياد، ممسكاً بكل خيوط البلد ، ونتؤئتها ، فاهماً تفاصيلها ، مدركاً خباياها، مؤمناً أنه الأكثر معرفه بأمورها ، والأجل قدراُ علي حل قضاياها حلاًُ ناجعاً،حتي صار مع الايام إيماناً لدي جموع الشعب ، حتي أن الطريق الي الله لا يسير في أعتقاد الأغلبيه إلا كيفما سار صاحب الهدي المستقيم ،هو دين الرعيه وبلسم جراحها الدائم، كل شيئاً بعده خراب ،
ولقد كان يا ساده يا كرام ، يا خير الأنام ، أن فعلت الأيام بزعيمناً أبو الصراصير، ما تفعله بكل الأبطال الأشاوس ، فبعد أن فتح الزعيم في سنوات مجده مدناً ، وطاف البحار والقفار ، ورفع علم بلدنا في الفيفافي والصحار، وفوق المطابع والمكاتب وأعمده الأناره في كل الشوارع ،


وبعد أن نال كل الثناء علي أنجازاته الخيال ، قولاً ومالاً ورفعه ، من كل الزعماء في بلاد الله الواسعه، رغم أنه بعبقريته الفريد ، قطع دابر شرورهم ، وأحاط البلد بسورٍ حمايه كأحاطه السوار بالمعصم، فكان زعيماً مستقلاً عن القريب والبعيد في قراراته، وبعد أن أنكر هو (الأب الحنون )، كل من سولت له نفسه التشكيك ، وبعد قتل وعربد وعاث ، هو (الودود الأليف) ، كل من خرج عن دربه ،


وبعد ان احتضن برفق ، هو (الأديب والمثقف)، كل شاعراً بهي الطله ، وبعد رأي هو بنظره الثاقب الذي لا يخطئ، ضروره أن يتكاثر أبناء البلد ، ويصير كل اثنين أربعه ،حتي يتكاثرون وتزيد حصتهم من عنايه الله( الرؤوف الرحيم) وملائكته المقربين،


وبعد أن عاد زعيمنا منتصراً محمولاً علي الاكتاف ، بعد ذلك كله جاء الزمان ،ودنت منه النهايه التي تلاحق كل مخلوق ، وتنغص عيش كل انسان ، وتؤرق كل عين ،جاء الموت ليدق باب زعيمنا البار،



وبلغني يا أحبتي ، أن الزعيم لما شعر بدنو رحيله ، وأقتراب موعد أجله عن هذه الدنيا الفانيه التي عاش فيها عابداً زاهداًُ ورعاً تقياً ، كان أخر ما فعله (رحمه الله تغشاه) ، ان أرسل رساله عاجله الي رفيق عمره وأمين سره و دربه ، يطلب منه الحضور كي يملي عليه كلماته الاخيره ، ويمنحه نصائحه علها تعينه علي الاستمرارمن بعده، جاء رفيق الزعيم وصندوقه الأسود، وصفي الناس عنده، فدخل عليه فوجده ممدداً منكهاً خائر القوي، وكأنه( بعيد الشر عنه ) خالد بن الوليد مع فارق التشبيه ، يستذكر أيامه الخوالي، أومئ زعيمنا لرفيقه ، بان يقترب ، عدل الزعيم جلسته وراح يصوته العذب الندي يقول لرفيقه ، ،



(فلتعلم أن هذه الأرض خبرتني، بسهولها وأوديتها وجبالها، وعزرايئل هذا الذي يحوم حولي كسرب حمام فوق بركه ماء، يوشك أن ينازعني روحي ، التي كانت حتي الامس ملكه أمري ، فلا يغرنك نحول جسمي، فأنا أرحل فقط ، لن أموت ، كيف أموت ؟! لقد خدعته مراتٍ ومرات ،الم امت في ذاك الحدث اللعين، ثم بعثت مرهٍ أخري سليماً معافي، يا صديقي ويا رفيق دربي الامين ، أنت سر خلودي، أتفهم عليك اللعنه ،



سأحيا من خلالك، سأظهر لأهل البلد بحلتك، وسأحدثهم بصوتك، الويل لك إن خذلتني، قد تقول أنني فعلت كل شئ للبلد، ولست بحاجه كي أظل طويلاً بينكم ، فأنا منذو ولدتني أمي وأنا القائد الهُمام ، وأنني من صنع لأهل البلد حاضراً ومستقبلاً لم يعهدوه من قبل، فأنا من أوصلتهم لكل هذا الرخاء والاسترخاء،وأنكم بعدي ستحتاجون لدهورً ودهور ، لتستوعبوا ما فعلته بحكمتي وحنكتي ورزانتي ،



لكن أياك أن تخلد للراحه ، الراحه عدوه القاده، ها أنا أحذرك، لقد جبت الضواحي والاكام ،حاربت القريب والبعيد،الأولون والاخرون ،وتخلصت من كل الصعاب والشوائب والمؤامرات التي حيكت ضدي ، صنعت للبلد كل شئ ، المدراس، الجامعات، الطرقات ، والأذاعات المحليه، وحتي الطوابع البريديه ، انظر ما أجملها ، انها تحمل صورتي، فانا من زرعت بذور المحبه في كل حقول الوطن السعيد بي،ولم أدخر جهداً في المغامره بحياتي وحياته أيضاً، ويبدو لي بعد مسيرتي الحافله بألانجاز والأعجاز ، ان كل شئ كان يمكن فعله، قد فُعل ،وأن التقدم بدوني أصبح مستحيلاً ، لكن الطريق حالك ومظلم يا صديقي، والبركه فيك لتكمل المشوار ،)

************