كل زمناً ما عدا لحظه ميلادك فينا ،
هو ظلُ لنفايات الزمان،
كل ترابٍ ما عدا الأرض التى تمشى عليها ،
هو أضغاث غبار اللامكان،
كل قمر ٍ ،
قبل أن ترتديه كان رماداً،
وكل طيف ٍ ،
كل لوناٍ ،
قبل أن تلامسه يداك
كان سوادً فى سواد ،
كلِ فكره ، وكل معنى ،
قبل أن تنفخ فيهما نار العنفوان ،
كان سرباً من دخان ،
يا جنوب ،
كانت الايام لا تدرى عن الأيام ،
إلا بعد أن لقنت قلبك المُضنى درس الخفقان ،
قبلك كانت الارض خائفه ،
حتى علمها فوران الدم فى قلبك ،
فن الدوران،
لن تغيب الشمس بعد اليوم فى (ردفان )،
لن تتيه فى ضحى الليل الكئيب ،
سترى فى عينيك أنوار الضياء ،
وستشرق بأمان ،
لتلعن سنوات الغياب والخذلان ،
ستعبر مدارها مطمئنه
بين جنبيها الأمان ،
وعلى هدى أنوارك تمضى ،
أينما يممت شطرك ، أقدام الدروب ،
وعلى جبينك النور مقيم ،
فالأتجاهات اليوم كلها جنوب ،
يا جنوب ،
من أين سيأتيها الغروب ؟!
صار غسق الليل يخشى السير فى أفق الظلام ،
فأنىٌَ تولى ، لاحت نجمتان،
ملء عينيك ،
وعيناك ، من فرط وجدً ، كعيون الكرى ،
لا تخفض رمشٍ ولا تغمضان ،
******
الصوره لـ ( محميه حوف بالمهره على الحدود اليمنيه العمانيه)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق