مساء حزين يا صديق ، فضع يديك على مقود النار ، لم يعد يشفيك غير دواء الحرف ، أكوى حنجرتك ، وقصقص أصابعك ، لعل حزنك يقنع العابرين على ضفافك بأنك تقاتل لتكون انت ، كما تشتهى متسولاً يتجذر فى زاويه القلب وعلى جدار الذاكره ، شريكاً للهم اليومى ، لا رجلاًُ عابراً يــُنسى ـ،
كيف كبرنا يا أصدقائى القدامى ، وتركنا الطفوله والحب الوحشى ، كيف تركنا هذا الكوكب يخطفنا من جنوننا اليوم ، وكيف فقدنا هذا الغجرى الساكن فينا والمرتحل دوماً كسحابه صيف ،
لسنا براميل نفط ، ولسنا أحجاراً ، نحن حائط مبكى لشعراء بلادنا ، وفقراء بلادنا ، ومجانين بلادنا ، وكل وجوه المقتولين غدراً فى بلادنا ، بنار بلادهم ، محفوره كوشمً من زمن معديكرب على وجوهنا
نحتاج قليل من نـَفس الصوفيه فى هذا الزمن الوهابى ، لعلنا نشفى بالموسقى ، إذ لم نعد نسمع منذو ردحاً من الزمن إلا أصوات القذائف ونواح الثكالى وبكاء المشردين والجياع ،وشكاوى المتصلين على البرامج الحواريه للأذاعات ،
ووعود اللصوص الجدد بجنات عدنٍ فى جيوبهم ، وأدعيه اليائسين على أرصفه الوطن البائيس ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق