هذا
الصباح فقط أتحرر قليلاً من قيود العمل ، أجلس اللحظه مع صديقى السودانى ،
أحتسى بمعيته فنجان شاى معتقاً بنكهه بلاد النوبه ، صديقى ابراهيم المثقف
جداً ، العارف بشؤون العرب وشجونهم ،
هو المتمسك بصوره السودان كما يراه ، معسكراً منذو ستينات القرن الماى للفدائيين العرب ،
المتأبط دوماً أغانى العرب كما درسها يوماً فى حقول القطن فى جنوب كردفان ،
جلسه واحده مع صديقى السوادنى أجمل بكثير من جلوسى مع عيال البترودولار، الذين يبشرونى باخر صيحات الموضه ، وأخر ماركات الهواتف الخلويه ،
صديقى السوادنى هو الذى ترميه حقائب الهجره كما نحن الى شوراع الخليج ، او
الى شواطى اوروبا ، أو فى عتمه امريكا ، فيرفض أن يكون أقل من عامل يعيد
رسم ملامح الاوطان ويبنيها ،
ثم يود لو يشترى تذكره حج أو عمره
لأبيه ، فيرد ولو قليلاً من الجميل الجميل، يقول لى لا شئ يشبه استسلام
اهل هذا البلد للمال ، وأستسلامهم للسبات ، يربت على كتفى مستأذناً ليذهب
لفتح البوابه لأحدى السيارات ،
كل شئ فيه يقنعنى أنه لا زال فى هذه الارض
ما هو لى ولك ، وللأنسان فينا ، للعامل يخرج لكسر هذه الطبقيه التى تتهمك
باللون،او بالفقر ، أو بالثياب الرثه ورائحه العرق ، هذا المجتمع المخملى
يا صديقى يخيفهم ما فيك من كد وعمل وكبرياء ، لأنك متعب والمتعبون الكادحون
امثالنا ، يخيفون الكسالى ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق