ف ..
أ
ط
م
هـ
كيف سرقوا ضوء عيونكِ الطفوليه !
كيف صارت دموعكِ وقودا" لطائراتهم تقتلنا لحظه شعور بالأمان ،،
لاشك أنهم يبتسمون عند أرسالهم حديدا" حاميا" سددوه نحو قلبك الغض ،
أنت التى أوهن الجوع قدكِ النحيل،
تعلو ضحكاتهم حتى تطغى على صوت أزيز طائراتهم ،
لم يفقهوا أن قهقهاتهم تلك ليست إلا دموع الروح التى لا يملكون ،
روح الأدميه التى من هوس وحشيتهم قد هربت ،
الروح التى تعيش أمنه" داخل مخيم صغير ، بعيدا" عن نتانه الساسه والعسكر ،
وكل من دار فى فلكهم المشبوه ،
صغيرتى ،،
جبروتهم ذنبهم ، وغطرستهم ذنبهم أيضا"،
فالدم الذى يلطخ وجوهمم القبيحه وصمه عار على جبينهم ،
هم فقط ولا أحدا" سواهم ،
أنا منهم برئ ، وأنتِ كذاك ،
الله منهم برئ ،
والشعب منهم برئ ،
والكون منهم برئ،
أرقدى خالده" فى قبركِ ،
تحوطكِ دموعى ،
وقنديلا" من حشرجات الروح ،
يضئ ليل قبركِ السرمدى ،
يا زهره" فى ربيع العمر ذبلت ،
يا وجع الله ،
وياجرحا" فى قلوبنا لا يستكين ،
ليسوا أكثر من غبارا" يتطاير فى الهواء ،
أو كما الدخان ،
ستكشف الأيام عنهم والزمان ،
وستبقين أنتِ ريحانه" ،
وحوريه" فى جنان الخلد ،
ليسوا منا يا فاطمه ،
ولسنا منهم ، ولن نكون،
كائنات فضائيه ، ربما ،
فلست أدرى من أى ناحيهٍ جاءوا ،
لعلهم قدموا من خلف جبال الشمس ،
أم من تحت أوتاد الزمان ،
صغيرتى ..
يعتقدون أنهم ناجون بما أقترفوا ، وأنهم من الحساب بمأمن ،
أغبياء ، وجهله ،،
لا يعلمون أن الرب عادل ، وأن عدالته لا ترحم ،
أخبريهم يا فاطمه ، عن قصه" حدثت منذو دهور طويله ، وقرون ،
عن الأرض التى بغير حق ٍ قد أحتلوا ،
عن طاغيه ،، هيردوس ،، كان يُــدعى ،
أقام مأدبهُ دماء ، لبراعم ، لأطفالٍ كالزهور،
ظن أنه عند إبادتهم سيكون فى أمان ،
فكانت الأيام له بالمرصاد،
فزال مجده على يد طفلٍ نجى من المذبحه ،
واليوم تقبع ذكراه فى دهاليز النسيان الكئيبه ترتجف ،
وعلى عرش التاريخ الأنسانى يجلس الطفل الثائر ،
فخذى منى دموعى ترياقا" يقيك وحشه القبر والمكان ،
خذى قلبى ،
مأوئ" دافئا" يمنحكِ الأمان ،
حديقه ذات أشجار مورقه ،
بأغصان الزيتون ، وبزهور القطن ،
بورد الحريه الأحمر ،
تحن إليك أغنامكِ الثكلى ،
وحبات الرمل ،
وأصيل تلك السهول والمراعى ،
فاطمه ،،
لو أن الليل يغسل ذلهم ،
لما أنطفى الصباح ،
ولو أن القبر يستر خزيهم ،
لأعلن أيام الحداد،
ولو شاء الله يقصم ظهرهم ،
لأتشح النهار بالسواد ،
ولو شئت أنا ،
لبكيت ملء هذا الكون ،
وملء ما فيه من قطرات المداد،
،،،،،،،،،،،