
يجن الليل بسواره المظلم ليطوى نهار الكون بوشاح السواد الداكن ،
معلنا" رحيل عاما" أخر من أعمارنا ، ومجئ أخر لا ندرى ما قد يحمله لنا ،
أقبل الليل يطل بسكونه أرجاء هذا الكون ، ليلفه بجناحيه الهادئه ، ويأذن برحيل عاما" لطالما أرق الناس بقاؤه ،
أقبل ليذكرنا بأن بين عتماته فسحه للقاء الأحباب ، نزهه دافئه تجمع شتات العشاق ،
ولحظه سكون أجيرت الضجيج على المغادره ، ليحل الصمت محله ،
ويأذن لعتبات الدار أن توصد ، حتى يكون أكثر أمانا" وأطمئنانا" ،
الليله سنأوى جميعا" إلى مخادعنا ، ونحو غرفنا المظلمه ،
يحدونا الأمل بأن نصحو باكرا" على أشراقه أمل ، تعيد لنا بعضا" من حلما" صغير بالحياه ،
هذا الليل صامت هادئ لا يكاد يسمع فيه شئ ، جميعنا سنتسلم للفراش ،
نتقلب فى نعيم الأطمئنان ، ونسرح فى عالم الرؤى والأحلام ،
فالصمت هو سلاحنا الوحيد فى وجه تيار الموت الطالع من تحت أسرتنا ، ومن زوايا غرفنا ،
لتغدو الحياه معه ضربا" من أحلام لم يحن بعد أن تصبح واقعا" ،
وهذه السماء تهدئ لنا ظلمه الليل من كبدها ، أشعه كواكب ، متلالأه ، ليبقى المشهد روعه فى الجمال ،
وفى خضم هذا الشعور تطفو هواجس الخوف من القادم المجهول ،
مع أطلاله العام الجديد ، لا يسعنى ألا أن ألملم دموع الأسى حزنا" بحدود الكون يجتاح مهجتى الثكلى ،
لكل من قضى نجبه دون أن يعرف السبب ،
ولكل من غادر الحياه وفى أرصدتهم الكثير من نبل الأنسانيه فى زمن تولى فيه الأغراب وذئاب الليل تقرير مصائرنا ،
فأصبحنا رهائن داخل أسوار بلادنا، و فى زمن لم يعد للفضيله فيه مؤطى قدم ،
فسلاما" على الأرواح التى رحلت تاركه" لنا كل هذا الشقاء ،
بمناسبه العام الجديد أهنئ الكون ، وأهنى أمى ، تاج رأسى ، وياسمينه روحى ،
والتهئنه موصوله للقريبه من قلبى دوما" ، من أخذت الروح قربانا" فى سبيل ان تكون يوما" بجانبى ،
وسلاما" سلام ، على الثوار القابعين عند ثغور جنوبنا الغالى ، يسطرون بدمائهم الزكيه حكايات الكفاح الوطنى الخالد ،
ويا ليله النور هلى ،
.............