الأحد، 5 فبراير 2023

 وقلبي قنبلةٍ موقوتة ، أعدتها أمُ تبقت من الزمن الجميل أُسميها امي، تقنعنى دائماً ان فى السماء متسعً للعصافير ، وان الشرفات او ما يطلق عليها باللكنة العدنية بالبلكون ، ستختنق بفكرة القفص( أوبه على نفسك يا إبني ) وتنقطع مشيمة الحنين ، ويتوارى صوتها المتهدج كليل تموز. 


وانتِ الأمل الذى لا يموت يا أمي، وعيد أعيادي الاخيرة فى خاتمة الرحيل ، هذا الوطن هدف شرعي لنشرعن لاجله جدوى الحياة والممات ،نفجره بوجه الغزاة، وبروح التفاؤل بوطناً لا تصطاده جحافل العملاء.


 واما حضرموت فلها في القلب «محلُ ومرتعً الى حين» ما ناحت "حمائم الأيك" في الحيد الجزيل " وهي حضرموت تزهو بأيقاع "الدان" وتغفو على لحناً من سماءً ثامنة، كلما أوغلت في سكونها وضعت خدها على موج البحر لتصفو كقصيدة مغسولةً بفيض المشاعر «نلتقي احبابنا في سعاد»«ونوركم شارد على كل واد» 


وأهٍ من حضرموت حين تسدل ستائرها على سكون بحر المكلا، ينام الوجد في سيئون ملتحفاً دفء اللحظة الاثيرية « سقى الله ليالي الآنس في وسط سيئون» وفي الطويلة «يدكم علينا طائلة» كلما جاد الكاف بقصائد اللهفة والشوق « بسألك يا عاشور عن حال البلد.. واخبار غنانا وكيف الناس والبلده» 


الحضارم بارعون في كل شئ، ما طاف طائفهم الا وترك من طيفه اثراً يذكر الناس به، من مستنقعات جاكرتا الى صحاري نيروبي وغابات جوهانسبرج، لهم في العيش مبادئ لا يحيدون عنها وإن «قال صلوا شرق صلينا عمد» «وإن تمت الا هكذا الحالة نكد.. ماشي صفا بعد التنكاد»