الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

 

على ناصيه دارها القديم ، تجلس شارده وقلبها مفعم بحنين للغائب الذى رحل يوماً ولم يعد ،قيل أنه ذهب الى ما وراء البحر وهناك أختطفته جنيه ،كذا تقول نساء القريه عن زوجها الذى غادرها للأغتراب ومن يومها لم يــُعرف عنه شئ ،
قبل عشرين عاماً وذات صباحٍ ماطر ، غادر قاسم قريته النائيه بحثاً عن لقمه العيش التى ضاقت بسبب الجفاف وأنقطاع المطر ،ترك خلفه أم وأبنها الوحيد الذى لم يبلغ بعد عامه الثالث ،
كبر الأبن (عبده) وأرتسمت على وجهه علامات الفتوه والشباب ، وقرر فى غمره الهجره أن يواصل ذات الطريق الذى نهجه أباه ذات يوم ،

يــُصرعلى أمه بضروره الهجره ، لتحسين معاشهم ، كأن كمن ينتزع روحها من بين جنبيها لحظه سماعها لخبر رغبته بالهجره ،
يا بنى ذهب أباك ولم يعد ، وأخشى ان تذهب أنت فلا تعود، لكنه ألح عليها ، ولم يكن بيدها سوى القبول على مضمض ،عله يأتى بما لم يأتى به أباه ،
تبيع ما لديها من مجوهرات هى كل ما تملكها ، لقاء تكاليف السفر،
تمضى الأيام ولا خبر ياتى عن الراحل الجديد ، يجتاحها الحنين لأبنها " اخر أمل فى الحياه ،
 تسوق بقرتها نحو الوادى الخصيب " وهى تدندن بشوق ،

وأنى فدى عبده وين ما يكون كان 
 يكون بمقهايه وإلا بدكان ،

فيرد أطفال القريه من خلفها ،
وإلا بمخماره شامخه الأركان "
 مخماره اماتيكم يا عيال الكلبه "

يغازلها شايب ظريف طاعن فى السن "
ليش الحلا يزعل 
 ماله على اصحابه

لا يوم يتعقل 
 يسأل على أحبابه ،

ترد عليه بقسوه قلب محروق 
 علي ابوك لعنه الله يا شيبه يا ساقط ،
وتمضى فى طريقها ،وتحت ظل شجره تنهمر دموعها كالسيل المدرار،وفى قلبها جحيم من الحنين ، أيعقل أن تفقد ولدها كما فقدت أباه من قبل ، تندب حظها العاثر ، 

ما بوسعنا أن نفعل .. بكينا حتى أخضلت لحانا ، وما فاد النحيب ،بمن يستغيث الوطن يا ترى حين يغتاله أبنائه ، لدينا انفصام فى كل شئ ، فمجتعمنا موبوءُ موبوء بعاهات قُدر لها أن تبقى الى حين ،


نسائنا محطات بلا عناوين ،وضفاف لا يصلها مدى النهر ،وقصصالموت اليومى لاتفرقها الريح ،

ومن ذا يرد صدى الأهات ، وبين الجدران أناتٍ أثقلها الصمت، ونوافذ مغلقه تخاف من سحنات المارين الغرباء، ومخابز أرواحهن مغلقه حتى لا أشعار أخر ، 


تعبنا من النحيب،
اخاف يوماً سننتحب على أطلال حواضر اخرى تنتظر دورها في المسلخة..


هناك كثير من سفاكي الدماء وراء الكواليس...

 اكثر مما نعتقد يا صديقى
أمريكا اللاتينيه أو أمريكا الهنود الحٌمر ، سكانها الأصليون الذين تعرضوا لأباده جماعيه على يد الرجل الأبيض ،وفى غمره أحتفاء العالم بالمونديال العالمى،لا أحد يتذكر الكم الهائل من المأسى التى تعرض " الهنود " سكان البلد الأصليون ،

من ظلم الهنود الحُمر . لا جواب لدى التاريخ، لكن حقيقة واحدة بقيت القصص التي تسلّينا، وإن كان بعضها "مبهراً، قصصٌ وقصائد بنيت بوقود الموت البطيء اليومي لكل شاعر حزين.

الاثنين، 8 أكتوبر 2018

الحياة و معركة الحق والباطل
الحياة معركة بين الحق و الباطل ....
و التاريخ صفحة كبيرة فيه مداد هذه الحياة ...
يسطر فيه أنصار الحق روعة الصبر وقوة الإيمان ...
ويسطر فيه أنصار الباطل ذمائم البغي وغواية الضلال ...
وتمر السنون طويــــــــــــــــــلة الأنفاس ............
تحمل في أحشائها خير عمل الإنسان وشره
فيما يقبع العقل في زاوية البحث و المنطق ... ليحكم على تلك الأعمال
مستلهما الأرا ء و التجارب ليفهم سر نفسه..
... ومن ورائها ثمرات الحق وزرايا الباطل .
يصطدم العقل احيانا بدجى شهوات النفس الأمارة بالسوء
و يفقد صوابه عندما يرى أن اكثر الحروب في التاريخ كانت بإدارة أشخاص لهم نفس تلك الشهوات الحارقة التي لا تبقي و لا تذر
يحبون السلطة و المال وقد عشعشت في عقولهم مظاهر الغرور والكبرياء
فيجندون الأجناد و يرفعون السياط ليلجموا العقول
ويأكلوا الخيرات ... ويستمتعوا بالنساء .. والليالي الحمراء..
وليسقط الفقراء و العبيد و السفهاء ..
و ليمت الناس في وحل الجهل ومستنقع الذل والرذيلة
وعندما يذكرهم أهل الحق بالحق
ويرفعون لهم راية الحق ناصعة البياض ليلها كنهارها ....
يحجمون .. و يتململون و تركبهم جان الحمق وشياطين الجهل ..
فيصوبون سهام جهلهم السامة و سيوف جهلهم السافلة على تلك الرايات البيضاء التي لا يزيدها مكرهم إلا رفعة و نزاهة وثباتا
{بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق}
وكم هم أولئك الذين سطروا على مر التاريخ طيبات المآثر و أنقذوا الناس من بطش الجبابرة و أعوان الطواغيت
و ضموا الى قلوبهم الفقراء و العبيد والمساكين و لم يأخذهم الغرور ولا الفخور بما صنعوا بل جندوا أنفسهم لخدمة الانسان ...
عانوا جراء ذلك الويلات والوباء و البلاء ولكنهم بقوا صابرين محتسبين
والله يهدي لنوره من يشاء ...
ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .
لنفتح أحبتي صفحة تاريخ بيضاء
ليعلم هواة الإرهاب وعشاق الفتن وصيادوا رؤوس البشر
أن شرهم لن يوصلهم إلا الى مزبلة التاريخ
وأعرف ومذو كنتُ صغيراً أن هذا العالم متأمر ونذل وجبان ، ينتظر التوقيت الأسوء ليصدر بيانات الشجب والتنديد، ريثما يعد الفاتوره التى ندفعها من دمنا ودمعنا ، يسرق كل قبله من سله بكائنا ، وحين يحتضن يدنا التى لا تملك شيئاً ، يكون قد تقاضى لقاء هذا الموقف الانسانى المزور ،
هذا العالم ملعون لا يلتفت للبائسين أمثالنا ، نحن الذىن لا نملك إلا دموعنا وأهاتنا التى نسفكها كل ليله فوق ضمير الانسانيه المنكوب بالريال السعودى ،
الريال الذى أكل لحظات حبنا ولحظات فراقنا منذو خمسه عقود وأكثر، يأكل أصابع كل طفل كان يحلم بأرجوحه فى حديقه المنزل يهدهد بها حلمه الجميل الذى أغتالته طاائرات العالم المتحضر،
كلهم متأمرون ..وكلهم دخلاء على حزننا ، هذا الحزن الذى صار رغيف خبزنا ، نحن من حصدنا قحمه يوماً فى بيادر خدود بلادنا وهضابها النائمه على سفح لا يعرف النعاس ، 
حتى جاءت ذئاب الصحراء التى تأكل لحم النساء ، فأكلت بقايا ما جمعناه وما تبقى من لحومنا ،