الأربعاء، 1 يناير 2020

عن عشق الملوك
يظن البعض أن كل الملوك يفتقدون للوفاء فتراهم يسهرون كل يوم مع خليلة جديدة، و أنهم يضحون بكل شيء في سبيل السلطة….والملك، ويكادوا يتناسون ذلك الحب الذي –كما يقول نزار- ظل قرونا و قرونا ...يذل الاقوياء القاهرينا....و يذيب البسطاء الطيبينا.
من الملوك من لا يتردد في فعل أي شيء أرضاء لمحبوبته، فهذا نبوخد نصر ملك بابل يسمع أن حبيبته "ميهيا" تشعر بالاشتياق للحدائق المرتفعة المحاطة بالخنادق المائية في وطنها "ميديا"، فيأمر بتشييد أعجوبة من عجائب الدنيا السبع لاجل خاطر عيون ميهيا، وترتفع حدائق بابل المعلقة و المثمرة في كل فصول السنة في سماء بابل لكي لا تشعر الحبيبة بالملل.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
حدائق بابل المعلقة كما تصورها أحد رسامي عصر النهضة
و أما شاه جيهان المغولي فلم يستطع أن يستوعب صدمة وفاة زوجته " "أرجونمد بانو باكام" والتي أشتهرت باسم "تاج محل" أثناء ولادتها لطفلتهما الرابعة عشر، فأبى الملك ألا أن يخلد ذكرى حبيبته بضريح خرافي في اكرا الهندية لا زال حتى اليوم شاهد على قصة الحب العنيفة التي جمعتهم.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ضريح تاج محل
بل أن البعض من يتنازل عن ملكه اكراما لمن يعشق ، فعندما أخبر أعضاء الحكومة البريطانية الملك "ادوارد الثامن" أن الشعب لا يمكن أن يقبل فكرة زواجه بأمرأة أمريكية مطلقة لتكون هي الملكة، قرر الملك الذي كان على علاقة حب بمطلقة أمريكية تدعى "ويلس سمبسون" و بكل بساطة الاحتفاظ بمحبوبته و التخلى عن العرش في عام 1936 فتخيلوا رجل يرفض أن يكون ملك لبريطانيا و أمبراطور للهند لاجل مطلقة أجنبية تكبره سنا.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ادوارود الثامن و زوجته

والى أن نلتقي...أترككم مع مقطع من كتابات الامبراطور الفرنسي "نابليون بونابرت" الى زوجته الذي عشقها كثيرا الامبراطورة "جوزفين "والذي كتبه لها و هو في وسط أحد فتوحاته:
"انا لم اعش يوماً واحداً من دون ان احبك. ولم أمض ليلة واحدة من دون ان اضمك اليّ. حتي عند احتساء قدح شاي لوحدي. لا أكف عن لعن الغرور والطموح اللذين يجبرانني علي البقاء منفصلا عن روح حياتي المتحركة، حتي في غمرة واجباتي اذا كنت في مقدمة جيش او كنت اقوم بتفتيش المعسكرات.
معشوقتي جوزفين تقيم لوحدها في قلبي. تحتل عقلي تملأ افكاري، اذا فارقتك بسرعة كبيرة فعسي ان التقي بك بأسرع من المغادرة، واذا نهضت للعمل في منتصف الليل فإنه من اجل ان اقصر عدد الايام التي تفصلني عن وصول حبي الأثير.
إن اليوم الذي تقولين فيه أن حبكِ لي قد نقص، هو اليوم الذي يكون خاتمة حياتي"

ليست هناك تعليقات: