السبت، 4 يناير 2020

ألام الحسين "

الام الحسين
حدث في يوم الجمعة، العاشر من محرم، سنة إحدى هجرية بالطف من شاطئ الفرات، بموضع يدعى كربلاء

***
يشتد القتال بين الحسين و جنود يزيد بن معاوية فيحاول ولده على بن الحسين الدفاع عنه فيطعنه رجل يدعى "مرة بن منقذ بن النعمان العبدى" لأنه كان يقى أباه من الضرب فيقول قبل أن يموت 
أنا على بن الحسين بن على * نحن وبيت الله أولى بالنبى
تالله لا يحكم فينا ابن الدعى * كيف ترون اليوم سترى عن أبى
فلما طعنه "مرة" يقوم عليه الرجال فيقطعوه بأسيافهم فقال الحسين "قتل الله قوما قتلوك يا بنى ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك محارمه فعلى الدنيا بعدك العفاء"
***
يخرج القاسم بن الحسن بن على بن أبى طالب وهو غلام كأن وجهه فلقة قمر فى يده السيف وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع أحدهم فيقوم رجل يدعى " عمر بن سعد ليضربه ويصيح الغلام يا عماه و تتجمع خيول الجنود حولهما و تنجلي الغبرة فاذا بالحسين قائم على رأس الغلام والغلام يفحص برجله والحسين يقول "بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك ثم قال عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك ثم لا ينفعك صوت والله كثير عدوه وقل ناصره" ثم يحمله فتخط رجلى الغلام في الأرض وقد وضع الحسين صدره على صدره ثم جاء به حتى ألقاه مع ابنه على ومع من قتل من أهل بيتهم .
***
يمكث الحسين النهار الطويل وحده لا يأتى أحد إليه إلا ويرجع عنه لانه لا يحب أن أن يكون أول من يقتله حتى يأتي اليه رجل يقال له مالك بن البشر فيضرب الحسين على رأسه بالسيف لتدمى رأسه وكان على الحسين برنس فقطعه وجرح رأسه فامتلأ البرنس دما فقال له الحسين لا أكلت بها ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين ثم يلقى الحسين ذلك البرنس ويلبس عمامة. 
***
يقعد الحسين على باب خيمته ويأتى صبى صغير من أولاده اسمه عبد الله فيجلس فى حجره ثم يظل يقبله ويشمه ويودعه ويوصى أهله فرمى الصبي رجل من بنى أسد يقال له ابن "موقد النار" بسهم فيذبح ذلك الغلام فيتلقى الحسين دمه فى يده ويلقاه نحو السماء ويقول "رب إن تك قد حبست عنا النصر من السماء فاجعله لما هو خير وانتقم لنا من الظالمين"
***
يرمى "عبد الله ابن عقبة" "أبا بكر بن الحسين" بسهم فيقتله أيضا ثم يقتل عبد الله والعباس وعثمان وجعفر ومحمد بنوا على بن أبى طالب إخوة الحسين .
***
يشتد عطش الحسين فيحاول أن يصل ليشرب من ماء الفرات فلا يقدر بل ويمانعوه عنه فيشرب منه شربة فيقول رجل يقال له عبدالله بن حصين "يا حسين ألا تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء* والله لاتذوق منه قطرة حتى تموت عطشا"* فيقول الحسين: "اللهم اقتله عطشا"* فكان ذلك الخبيث يشرب الماء ولايروى حتى مات عطـشا.
ولما يشتد العطش على الحسين يدعو بماء ليشربه فيرميه (وزغة) فيصيب حنجرته فيحول بينه وبين الماء* فيقول الحسين: اللهم أظمئه* فكان هذا الخبيث يصيح من الحر في بطنه ومن البرد في ظهره وكان يقول: اسقوني* فيؤتى بالإناء العظيم به الماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم فيسقى حتى تنتفخ بطنه مثل بطن البعير فلا يروى.
***
يأتي " شمر بن جوشن" ومعه جماعة من الرجال ويحيطوا بالحسين وهو عند خيمته ولم يبق معه أحد يحول بينهم وبينه فيخرج غلام من الخيام كأنه البدر فتخرج زينب بنت على لترده فيمتنع عليها ليدافع عن عمه فيضربه رجل منهم بالسيف فيقول يا أبتاه فيقول له الحسين "يا بنى احتسبت أجرك عند الله فأنك تلحق بآبائك الصالحين"
***
يحمل على الحسين الرجال من كل جانب وهو يجول فيهم بالسيف يمينا وشمالا فيتنافرون عنه كتنافر المعزى عن السبع وتخرج أخته زينب بنت فاطمة إليه تقول "ليت السماء تقع على الأرض" .
***
ينادى شمر بن ذى الجوشن على الرجال "ماذا تنتظرون بقتله" فتقدم "زرعة بن شريك" ويضرب الحسين بالسيف على عاتقه ثم يطعنه "سنان بن أنس" بالرمح ثم ينزل فيحتز رأسه ويدفعه إلى " شمر".
***
يدهس الرجال بخيولهم جسد الحسين المتخن بثلاثة وثلاثين طعنة وأربعة وثلاثين ضربة، ويحملون رأسه للخليفة وهم يقولون:
إنا قتلنا الملك المحجبا خير عباد الله أما وأبا
ويعلق الرأس فوق الحراب ليكون عبرة لمن أعتبر.

ليست هناك تعليقات: