الأربعاء، 16 يونيو 2010

عن المونديال !!


سنتحدث الليله عن كره القدم أو ( الساحره المستديره ) كما يحلو للمعلق التونسى الشهير عصام الشوالى صاحب الصوت المفعم بالحماس ،

،شخصيا"لست من المهووسين بكره القدم الى حد التعصب ، لكنى دائما" ما يحلو لى متابعه البطولات والدوريات العالميه الكبرى ، كالليجا الاسبانيه ، والكالشيو الايطالى ، وبحسب ما يسمح به وقتى ،
ولعل حمى كأس العالم هذه الايام هى من جعلتنى الليله أتحدث عن كره القدم والتى اسرت قلوب الملايين من سكان المعموره ،

لست بصدد التعريض بنتائج الفرق والمنتخبات المشاركه ،لأنى فى كل الاحوال لست ناقدا" أو محللا" رياضيا" ، فأنا ومثلى الكثيرين لا نتابع كره القدم ، إلا طلبا" للمتعه الكرويه التى يصنعها الاداء الكروى الراقى ،

ما أدهشنى حقا" هو خبر سمعت اليوم ، عن تجاوز أيرادت الاتحاد الدولى لكره القدم ( فيفا) رقم 400مليار دولار ، وهو رقم فلكى ، ينم عن مدى الامكانيات الماليه الخياليه لأمبروطوريه كرويه تضاهى بها أمكانيات عشرات البلدان من دول العالم الثالث ،


الرقم الخرافى أنف الذكر بأمكانه سد ملايين الجوعى فى أفريقيا التى أحتضنت أخيرا" المونديال الكونى ، ملايين الافارقه لا يعلمون شئيا" عن المونديال سوى أنه يقام فى جنوب افريقيا ،


بلدا لاسمر "نيلسون مانديلاا " ، الذى قال فى أفتتاحيه المونديال" قلبى مازال شابا" كربيع هذا البلد "،، مانديلاا الذى ذاق مراره عشرين عاما" فى السجن ،، ليخرج بعدها رافعا" الراس ، ليصنع بلد بات يضاهى بلدان العالم المتقدمه ، وليذهب جدار الفصل العنصرى الى الجحيم ،
بعيدا" عن السيرك المالى الذى تحولت اليه الرياضيه فى العقود الاخيره ، أعتقد أنه من الملفت للنظر رؤيه كيف يمكن لحدث عالمى أن يجمع شتات الملايين أمام شاشات التلفزه ،

كيف بأستطاعه هذه المستديره أن تحرك المشاعر المختلفه بهذا الشكل الجماعى المفرح والجميل ،؟!
الرياضه عموما" هى من تجعل المرء منا يُخرج أفضل ما عنده ، وأسوء ما فيه أيضا" ، ففى الوقت الذى تبدو فيه مظاهر التشجيع والتعصب أحتفائيه حضاريه ، تساهم فى توحيد العالم ولو للحظات معينه وفتره وجيزه ، كما يحدث مثلا" فى الاولمبياد ، نجد بالتزامن حالات التعصب الرياضى والتطرف لفريق أو منتخب بعينه ، إذ كثيرا" ما شهدنا أحداثا" كارثيه ومؤسفه ومخجله ـ، وما الاحداث الداميه التى أعقبت مباراه مصر والجزائر ببعيده عنا ،


فى التاريخ نجد أستخدامات مختلفه للرياضه بصوره عامه ، وكره القدم بوجها" خاص، فمثلا" خلال عصر النظام الديكتاتورى فى اسبانيا ، كان نظام فرانكو ينظم مباريات للفرق الاسبانيه أو حفلات مصارعه الثيران " الماتادور " وهو اللقب الذى بات يعرف به المنتخب الاسبانى حاليا" ، كان ينظم مثل تلك المباريات فى الوقت الذى يقرر فيه شن حمله مداهمات وأعتقالات للمعارضين السياسين ، ليضمن بذالك أن الاهتمام يصبح حينها منصب تجاه تلك المباريات ،


وبما أننا نتحدث عن الكوراث التى نتجت عن كره القدم ، فلا بأس أن نتذكر " حرب المئه ساعه" بين هندرواس والسلفادور فى نهايه ستينات القرن الماضى ، وقتل فيها أكثر من اربعه الاف شخص من البلدين ـ،


وبين مباراه وأخرى تختلف التبعات الناتجه عنها ، فمباراه أخرى عام 1995م كانت مسمارا" أخيرفى نعش نظام الفصل العنصرى فى البلد الذى يستضيف اليوم مباريات المونديال العالمى الكبير، حدث ذلك عندما دعى مانديلا السود لحضور المباراه وأحتفلوا فيها بالتزامن مع أقرانهم البيض بفوز منتخب بلدهم ،وكان النصر بمثابه جرس فتح أعين أعداء الامس ، وزرع فيهم الامل بأن بأستطاعتهم التعايش جنبا" الى جنب ، بأن بأمكانهم ان يفرحوا سويه" ، وأن يحزنوا سويه ، ويرفعوا رايه بلدهم سويا"،


أليس من المُعيب أذا" أن نمقت كره القدم التى جمعت قلوب الملايين من البشريه وجعلتهم يتكلمون بلغه واحده ، هى لغه الاقدام التى تقدم لنا طبقا" شهيا" من المتعه الكرويه المدهشه ، وجعلتنا نتناسى ولو أنيا" برك دم ذوى القربى المسفوك ،
أذا" لتكن كره القدم هى رساله الانسانيه ولغتها وضميرها الحى ، ليعم الخير أرجاء الكوكب ، رساله للسلام والتعايش الوردى الخلاق ،

وفى الاخير الكره تعطى من يعطها ، عباره دائما" ما يكررها على مسامعنا معلقى محللى كره القدم ،

وعَمار يا جماهير،

ليست هناك تعليقات: