الجمعة، 18 مارس 2016



لم أتصالح من قبل مع المرض كهذا الوقت ، لعله ليس تصالح فحسب / قد يكون نوع من التحرش بالمرض ، الناتج عن السأم من الأنتظار المتراكم عبر السنين كلها ،
شعرت بأننى سوف أمرض يوماًُ ما ، هذا العنفوان الذى كان يتملكنى كان يشى بموعد خاص قد يـُصادر معه كل هذه الحيويه التى لازمتنى دائماً ، لكن المرض خجل منى طويلاًَ ، وأن أتى عارضاً متقطع / فزائراًُ لا يـُطيل ،وبما أن  وكما قيل " ضربتين فى الرأس توجع ، فكيف بسبع غرز" صنعتها يد أثمه ذات مساء أثم فى صنعاء الأثمه "

أتذكر أخر عهدى بالمرض حين كنت فى أخر سنه من الثانويه ، أتذكر يومها أنى جربت  كل الخلطات السحريه التى تمتهنها الأمهات فى القرى ، " من شرب البيض البكور " طازه ، الى مرخ الجسم بالحناء كى تذهب الحمى ، نمت حينها 5 أيام على سرير أبى ، كأنها دهر ، وأنا أشاهد رفاق الدراسه يلعبون دون أن يكون  بمقدورى مشاركتهم جنون الكره ، كان تلك مناسبه لمد أواصر التقارب مع الراديو، الانباء والسياسيه والفن " ، كنت أستمع حينها بحينها لتلك الموسيقى مع مراره فى الحلق والم من العين الى الأسنان ،ـ
كانت تلك الأغانى مرادف  للشعور بالوحده "  والخوف والحمى ..
بكرت غبش عاد الصباح ما حنش
قدام ضباب نصف الطريق ما بنش

فوقي نكاب جنبي ضياح موهنش
عاد الصباح يولد ونوره ما شنش

مخلف صعيب لكن قليبي ماهنش
مهما توجع في هواك ماانش

  قد يكون هذا ما يمسى علمياً " بالمزاج اللاأردى أن تهاجم من يهاجمك وأن تشعر فى غمره المرض بأنك بخير ، وأنت تبتسم ، تصارع لتقوى ، تود ألا تسقط ..لم أكن جبان فى يوماً ما ، قارعت كل شئ حتى تملكنا التعب ، لكنى جزعاً أخاف ..هذا وراد حتى فى غمره الأحساس بأن الضربه التى لا تسقطك تقويك ..

  ثمه مربع مفقود إن وجد سوف نشعر بالفقدان ، المرض ليس وحده يجعلك تفكر ، بل الحزن وخيبه الأمل ،فالحياه الخاليه من الأسئله جميله ،من تعقيدات المجتمع اللامثاليه ،لكن الحياه المكتظه بها أجمل ، ولا تسئلوا عن الأجابه فكلها حرباء تتلون بالطقس ،

كم هو رائعاً أن تكون مريضاً ووحيداً ،وانت رغم ذلك تضحك لأن الحياه بسرعه الضوء ، لم أتغير رغم كل شئ ، أضحك حتى وأنا فى غمره الوجع ،وأستمر فى العيش خارج نطاق " عقلى " أصحبه معى كصديق ليس كمنزل ...


 .
"أبول عليهم بدون حياء.. فقد حاربونا بدون حياء"
مظفر النواب.



طيله ثمانيه أشهر استباحت عاصفه القبح السعوديه شعب اليمن وبنيته التحتيه , وقدرات جيشه الدفاعيه ولا زالت , 
ولليوم لا يزال راعى الابل يحوم تحت شجره الدوم اليمنيه , ويحاول ان يتصيد أحلام الناس الفقراء , لا شك ان قصوره كثيره وغرفها كثيره , وحال الامير السعودى كحال اى ساذج لم يتعلم من تجارب الشعوب , 
يأخذ الف شكل , وله زبانيته كصحفى يقف بالصف على ابواب السفاره ثم يـٌحمل الناس مسؤوليه قتل الطائرات لهم , وتاره بشكل ثورى فى فندق خمس نجو م يتكلم عن معاناه شعبه قبل ان يلحق بطياره جديده الى فندق خمس نجوم ,. وتاره بشكل شيخ دين يبيع الملوك حصصاً من خبز الله , ويقيم حد التكفير على الجياع حصراً ,
وفجأه عاد القوميون والرومانسيون الثوريون من قبائل اليسار الى الخطاب القومى العربى , الذى كان قد أحيل الى التقاعد من قبل المثقفين ذاتهم منذو السادات وأعتبروه خشبياً قد عفى عليه الزمن , واستعيدت مفردات من أيام قادسيه صدام حسين ( الذين أحضروا هم أمريكا لأسقاطه ) عن الفرس والمجوس والمد الصفوى , 
ما علينا لم يعد النقاش مجدياً اليوم , فهؤلاء حسموا أزدواجيتهم القيميه والانسانيه وحتى الوطنيه بمصارف الرياض وابوظبى , ولا يمكن بأى حال أحراجهم أخلاقياً ,
لكننا وعلى النقيض أخترنا طريقنا دون أن نلتفت لاراجيف الانتهازين , أخترناه برغم علمنا بعظمه التضحيه التى تستوجب منا تقديمها على مذبح الانعتاق من وصايه رب نجد ,
أخترنا هذه الارض والانحياز لهذا الشعب الذى يغرس كل يوم لحوم أبنائه فى التراب , ويسقيه بالدموع ويتوعد بالثأر ,


عن مأذن تركها الله لعبث " فاشست " الزمن الأخير ..


" بأنتظار قيامه ثانيه لا يغرق معها ميناء " عدن "

 

كموالً حزين لشيخٍ عجوز فى الشحر، أهزوجه عرس عدنى ،وتر سادس فى عود المرشدى لتبكى عدن ؟،لا أدرى على وجه التحديد ،

كان أذان الفجر فى مسجد القريه الصغير ليعود المذنبون الى كف الله ، إيقونه فرحٍ وجرس إنذار كى يعود الموتى الى قبورهم مع كل صباح،

ما أصعب وماأقسى أن نكون هنا نلملم بقايا ذكرياتنا،فلا ترى الأعين إلا نقشاً جميلاً خطته يداك،

ولا الأقدام إن مرت ، إلا ممراً للدفء ومداساً حنون ،

 سجاده صلاه نعلقها على شرفه الملكوت نعلاً لأقدامهم الراكعه ،