الخميس، 3 مايو 2012

لطفلهً أسمها فاتن..

أكتب اليك الان يا صغيرتي والجمع من حولي مشغول ، فيما أنا مشغولً فيك، كل واحدٍ منهم ينظر فى عين من يجاوره من صغاره كتفً بكتف، لا فسحة لأبليس بيننا كما تعلمين ، ما عاد الشيطان ضرورياً فى بلادنا، بأمكانه أن يأتي على هيئة صيدلي يقتات من لحومنا، او على شاكلة مُهرب أدوية، او مسؤول لا يرى في المنصب الا مغنماً، 




خارج هذا المشفى ( السجن) خارج وجهكِ ، خارج عينيكِ البريئتين ، الحياة مريرة يا صغيرتي ، والله مريرة ، فمن لم يمت بحوادث السير فى الطرقات ،مات بخطأ طبي فى مستشفيات البلد العامرة بالجزارين ،

ونحن مجاميع من الاغبياء، نحاول إرتجال شئ من أجلك، لا من أجل الحفاظ على ما تبقى من ماءً لوجه الأنسانيه، قد نشيد لكَ خيمة اعتصام أمام الصليب الاحمر،نناشد فيه تحالف العهر إدخال الدواء ، ونشبعكِ رثاءً، ويقترح احدنا إقامة امسية شعرية تحاكي موتك السرمدي ، 
سنقصفهم بالكلمات ، سنفضح بلادتهم وسقوطهم الأخلاقي ، وبعدها سنعود لنسأل عنكَ (كدودةِ قز تكابد غضب النهر على خيط عنكبوت) 

قتلتك قبائل الصحراء المتخمة بالبترول يا فاتن.. أتهمها ، 
قتلكِ غول الفساد المستشري منذ ثلاثة عقودً وأكثر.. أتهمه ، 
وقتلك أرباب المال الحرام.. أتهمهم ، 

يا ابنة أرضنا..ومرضنا ، هذا الحمل ثقيل على القلب تتقيأ الذاكرة من هول فاجعة صباح ايلول الكئيب ، 

قولي لنا ، ماذا نفعل الأن بشهادة وفاتك ، هل نخبئها كى لا تغار عيوننا وتطلب وطناً كذاك الذى نشدته يوماً ،انتِ يا ملاكنا الذى رمته الجنة الى كوكبُ لا يعرفه، المسمى مجازاً يمناً ،فكان صغيرا عليك، 

تقع مني الكلمات فى غمرة هذا الزحام ، فتنكسر وينكسر قلبي ايضاٌ، بعدها سنأتي بكبار السن والمجانين التى تفتح لهم الشوراع أذرعها كأمً رؤوم، ونكتفي بكتابه اسمكِ ونمضى ، وربما يقال أننا بعد ومضةٍ نكاد ننسى ، حتى يجيئنا ملاكاً أخر غيركِ، يُنبأ قومي ، ألا ليت قومي يعلمون،

ليست هناك تعليقات: