الاثنين، 21 ديسمبر 2009

فاطمه ,, يا وجع الله ..!


ف ..

أ

ط

م

هـ

كيف سرقوا ضوء عيونكِ الطفوليه !

كيف صارت دموعكِ وقودا" لطائراتهم تقتلنا لحظه شعور بالأمان ،،

لاشك أنهم يبتسمون عند أرسالهم حديدا" حاميا" سددوه نحو قلبك الغض ،

أنت التى أوهن الجوع قدكِ النحيل،

تعلو ضحكاتهم حتى تطغى على صوت أزيز طائراتهم ،

لم يفقهوا أن قهقهاتهم تلك ليست إلا دموع الروح التى لا يملكون ،

روح الأدميه التى من هوس وحشيتهم قد هربت ،

الروح التى تعيش أمنه" داخل مخيم صغير ، بعيدا" عن نتانه الساسه والعسكر ،

وكل من دار فى فلكهم المشبوه ،
صغيرتى ،،

جبروتهم ذنبهم ، وغطرستهم ذنبهم أيضا"،

فالدم الذى يلطخ وجوهمم القبيحه وصمه عار على جبينهم ،
هم فقط ولا أحدا" سواهم ،
أنا منهم برئ ، وأنتِ كذاك ،

الله منهم برئ ،

والشعب منهم برئ ،

والكون منهم برئ،

أرقدى خالده" فى قبركِ ،

تحوطكِ دموعى ،

وقنديلا" من حشرجات الروح ،

يضئ ليل قبركِ السرمدى ،
يا زهره" فى ربيع العمر ذبلت ،

يا وجع الله ،

وياجرحا" فى قلوبنا لا يستكين ،

ليسوا أكثر من غبارا" يتطاير فى الهواء ،

أو كما الدخان ،

ستكشف الأيام عنهم والزمان ،

وستبقين أنتِ ريحانه" ،

وحوريه" فى جنان الخلد ،

ليسوا منا يا فاطمه ،

ولسنا منهم ، ولن نكون،

كائنات فضائيه ، ربما ،

فلست أدرى من أى ناحيهٍ جاءوا ،

لعلهم قدموا من خلف جبال الشمس ،

أم من تحت أوتاد الزمان ،

صغيرتى ..

يعتقدون أنهم ناجون بما أقترفوا ، وأنهم من الحساب بمأمن ،
أغبياء ، وجهله ،،
لا يعلمون أن الرب عادل ، وأن عدالته لا ترحم ،
أخبريهم يا فاطمه ، عن قصه" حدثت منذو دهور طويله ، وقرون ،
عن الأرض التى بغير حق ٍ قد أحتلوا ،
عن طاغيه ،، هيردوس ،، كان يُــدعى ،
أقام مأدبهُ دماء ، لبراعم ، لأطفالٍ كالزهور،

ظن أنه عند إبادتهم سيكون فى أمان ،
فكانت الأيام له بالمرصاد،
فزال مجده على يد طفلٍ نجى من المذبحه ،
واليوم تقبع ذكراه فى دهاليز النسيان الكئيبه ترتجف ،
وعلى عرش التاريخ الأنسانى يجلس الطفل الثائر ،
فخذى منى دموعى ترياقا" يقيك وحشه القبر والمكان ،
خذى قلبى ،

مأوئ" دافئا" يمنحكِ الأمان ،

حديقه ذات أشجار مورقه ،

بأغصان الزيتون ، وبزهور القطن ،
بورد الحريه الأحمر ،

تحن إليك أغنامكِ الثكلى ،

وحبات الرمل ،

وأصيل تلك السهول والمراعى ،

فاطمه ،،

لو أن الليل يغسل ذلهم ،

لما أنطفى الصباح ،

ولو أن القبر يستر خزيهم ،

لأعلن أيام الحداد،

ولو شاء الله يقصم ظهرهم ،

لأتشح النهار بالسواد ،

ولو شئت أنا ،

لبكيت ملء هذا الكون ،

وملء ما فيه من قطرات المداد،

،،،،،،،،،،،