الثلاثاء، 22 مارس 2016

من ذاكره الايام..

بينما كنت أطالع اليوم تقريراً عن طب الأعشاب ، أو الطب العربى كما بات يـُعرف اليوم ، شدتنى صوره لعشبه على شكل قصبه صغيره تنمو بين الصخور نكانت تـُسمى عندنا فى القريه بشجره " ( بالدَهن ) او السبيستيانه ، حيث كان يستعملها الناس أثناء تنقلهم للشرب من برك الماء الضحله ، وكانت هذه البرك غالباً ما تكون مشرب الحيوانات العابره ، كما تنمو بداخلها الأعشاب ويتجمع الوحل ، 

لكن الطيبين كانوا مقتنعين وربما على حق ، أن الـدَهن يفلتر الماء من أى أوساخ ، 
وشرب الناس ولم يمت كثيرون ، أو ربما مات كثيرون بصيبه عين " كما كان يشخص الناس حاله الوفاه التى لا يفهمون سببها ، 
وكبرنا نحن ولم نعد نشرب بالـَدهن ، بل بالقنانى ، ولا نسرق السجائر اليابسه كى ندخن بالسر ـ بل نشترى الباكتات المرتبه والأنيقه ، ولا نعمر غرفه للبقره بالقرب من غرفه نومنا ، لأننا ننزعج من الرائحه ، وصرنا نشترى اللحم من المسالخ عند كل عيد ، ونشترى السمن المعلب الكامل الدسم ، 
لم نعد نستعمل الدهن لنغض الطرف عن الأوساخ والأعشاب وحصه الحيوانات من الماء ، لكننا صرنا نثق جداُ بأعلانات إم بى سى ، وبالعروض الخاصه والالوان وتقاليع الموضه ، وأسماء النجوم المعلبين ، وماركات مطاعم مكدونالد " ثم نتفاجئ حين نصاب بالعين " 
ضع لبن الدَهن فى فمك تحسباً يا صديقى ، فالأوساخ كثيره خلال المرحله القادمه فى كل شئ ، من السياسه حتى قرص الخبز ,,

ليست هناك تعليقات: