الأربعاء، 4 فبراير 2009

عشق الورق..


إننا نستعيدُ الحياة أحياناً بعشق الورق أو عشق الموت على
اللوحات وتفاصيل الألوان المسفوكةَ على رقعة الحلم !!.
عندما فقدنا ذراعاً أو دماً أو حلم لم نكن ننتظر من التاريخ أن يمنحنا وساماً من المناصب أو شهادة شعبٍٍ تختصر معنى بطولتنا.
ولكن نحن نقدِّم ذلك من أجل أن نضع حدَّاً لكرامة الإنسان وحقِّهِ..
من اجل أن تبقى الدمعةُ والدم متساويان في النبض والإكتمال.
إننا عندما نفقد ذلك لا ننتظر إلا الخلود إلى عظمة التغيير وعظمة الإنسان
من أجل أن ينام الوطن تحت ذراع ٍ واحدة ..
اختصار هذا الوجع المتراكم من التاريخ إلى مشاهد وصور عند الآخرين ... باننا جزء من آثار الحرب وأننا نحمل فقط تذكرة العبور إلى الأموات ..
ذاكرة للماضي وعتمته وبؤسه !!.
اختصار لرائحة البارود والتشظِّي الذي ما زال يأتي من الخلف ..
إنهم يلقون علينا نظراتهم بأننا فائضون عن حاجة الوطن !!
وأننا يجب ان نزيل تلك الآثار المتداعية,,
وذلك باجتثاث هذا الإرث الجسدي وما يحمل بأبعاده من النزيف على ذاكرة وطن.
فإمَّا أن نموت ونحن نحمل هذا القدر تعبيراً عن دم شهيدٍ !
أو ننجو من المحرقة بدون أن نفقد شئ من أشلاءنا ..
يمكن عندها أن يمنحنا الوطن شئ من العظمة والطهر ..
ستكون وطنيَّاً ومناضلاً خالي من الشهادات الجسديَّة
التي تغنيكَ عن التعريف وعن الشهادات البيضاء ..
الجسد الذي لا يمكن أن يصلح لأي تكريم سوى شهادة مؤقَّتة ومزوَّرة نقولها للشعوب بأن هؤلاء مجرَّد ذكرى عابرةٌ وناسفةٌ لمن يريدون أن ينهبوا الثروة والوطن.
فلماذا نبقى على جرحٍ مثل ذلك .
هل لإننا ندلي بشهادتنا أمام الوطن بأنناء أبنا الثورة ؟..
وأبناء الدم الذي سال ذات زمن ٍ؟
نبحث عن رجالٍ لا يشعرون بالتقزُّز والغثيان من تلك الذراع المتهاوية والمبتورة في عتمة التاريخ الذي لا يعنيهم!!
بقدر ما يعنيهم أن لا تتكرَّر أمامهم مثل تلكَ الشهادات المحفورة في صدر التاريخ والأجيال .

ليست هناك تعليقات: