الخميس، 27 يناير 2011

فنون الموت


والأموات أيضاً لا يحبون الهدايا الثمينه ، يفضلون الزائرين ذوى الأسئله البديهيه ، أما زلتم امواتاً ؟! فيجيبون نعم ، فنقول لهم ، لا بأس عليكم ، فنحن ايضاُ ميتون ،
.
الموت رفيقـنا فى المتر الأخير من العمر ، لا يشعر بالغربه بيننا ، فنحن عالمه الأكبر وقاعده جمهوره الأوسع ، نموت بنوبه قلبيه ونحن نقرء روايه ( واق الواق ) مثلاً ، أو قد نموت قتلاً على يد أخً لنا ، إن لم نقتل برصاصه عدونا ، او نموت فى لحظه لقاء حميمى مع شريكه العمر فى ليله مقمره ،
.
او ربما نموت بحادث سير على الطريق السريع ، أو قد نموت جوعاً للحريه فى معتقلات وزنازين من عمر التراب ، تأكل سنين عمرنا ، فيأتى الموت فى النهايه كزائراً لطالما تمنينا قدومه ، ليخلصنا من أشباح السجون ،
قد نموت أن فررنا من الموت جوعاً للرغيف ، وقد نموت عطشاً فى صحارى رعاه الأبل بحثاً عن فتات البترول ،
.
أو قد نموت ذبحاً على الطريقه الأسلاميه لأنبياء الزمن الوهابى والأثنى عشرى ، وللموت ألوانً وألوان ، ألف مدرسه ٍ، وألف طريقهًَ وشكل
، الموت زائر يومى ، وضيف ثقيل يُطل علينا من صفحات الجرايد الصباحيه ، ليشاركنا فنجان القهوه ، مذياع يقرء على مسامعنا نشره أخبار الموتى على طريقته ، ثم يصفعنا بالأرقام وبوهم الأيام والسنين ، وتعددت الأسباب والموتُ واحد ،
.
أطمئنوا أنا لم امت بعد ، لكنى يوماًُ سأموت ،


هناك تعليق واحد:

Thabet يقول...

جميل جداً