الخميس، 17 مارس 2011

الى أمى

 


وقلبى قنبله موقوته ، أعدتها أمُ تبقت من الزمن الجميل ، أُسميها امى ، تقنعنى دائماً ان فى السماء متسعً للعصافير ، وان الشرفات او ما يطلق عليها باللكنه العدنيه بالبلكون ، ستختنق بفكره القفص ، ( أوبه على نفسك يا إبنى ) وتنقطع مشيمه الحنين ،ويتوارى صوتها المتهدج كليل تموز  ،


ماذا بوسع امٍ تملك قلبٍ واحد ، وطفلاً واحد كان هو هديه السماء الوحيده ، ماذا بوسعها ان تفعل امام نزعات أبنها الثورى ، وانتِ الامل الذى لا يموت يا أمى ، وعيد أعيادى الاخيره فى خاتمه الرحيل ، هذا الوطن هدف شرعى لنشرعن لاجله جدوى الحياه والممات ، نفجره بمفرقعات الأطفال ، وبروح التفاؤل بوطناً لا تصطاده البنادق ولا الهروات ولا الفتاوى ،


وطناً بحجم عينيك يا أمى ترنو للأفق المديد على جبينى حين أغيب ، وتتسمر على دفتر صورى القديمه كقنديل غرفتى الباهت ، وانا أبنكِ العاق يا امى ، فسامحينى فى طيش الطفوله والميل المستمر الى التخريب ، كى أتعلم أبجديات هندسه البناء والتحديث ،


أبنك العاق الذى لم يتعلم على يديك درس السكوت عن الضيم ، ولا أركان الصلاه لأصنامٍ يقدمها لنا اعلام الحكومه كل يوم ، أنا حرف نفى يا أمى ، فى زمن الرأس المكسور، والاكتاف المنحنيه لسلطان يركبها ، زمن الاحذيه المتربعه على عرش الهزيمه والبؤس ، زمن الاكف الممدوده لأثرياء يسرقونها ، أبنك العاق الحالم بوطناً قلتِ له يوماً بأنه وطنه،


ووطنى محبوساً فى سجن الخوف من الغد ، وسجن الخوف من تراث الامس ، والخوف يا امى يطرق باب الحاضر والغد واليوم ، أبنكِ العاق يقرأ فى بحر عدن غضب الأمواج على الشاطئ ، وكيف يحفر بالرمل بلا تعب ، ويرى فى الشمس غضب النور على الليل، وديك الفجر كيف يؤذن لنهارٍ جديد،


وكيف تغضب قطرات المطر على الأسفلت ، أولسنا نغضب يا امى،اولم تقولى لى يوماً انك تبدو رجلاً رشيداً حين تغضب ، والله إنا نغضب لنعيد شكل الخريطه ودرس التاريخ الأول ، والله يا أملى ، أن فى الارض ما يكفى من الحجاره لرجم طواغيت العروش ،


وأن لـ هذا الكون الفسيح رباً يجيد فن القصاص من القتله ، وان ما بين السماء والارض ما يكفى من زنود وسواعد لهدم المعبد، واكف ليضع الوطن رأسه، لينام بعد سجنٍ طويل، خمسون عاماً يا امى وبلدى  ما يزال مرتعاَ للذئاب ، هذا وطنى ، واما المنافى فهى حكراً علينا نحن،


فخبرينى كيف أقلب سنوات المهجر على رؤوس صانعيها ؟، كيف أكسر الحصار على رغيف الجياع ، ******

الأربعاء، 23 فبراير 2011

ليبيا ، قولى بربك أى علاقهً تلك التى تربط التراب بالشهيد، واى علاقه ٍ بين السماء والزند، خبرينا يا طرابلس النور ، كيف يكسر الصدأ كل الكلمات القديمه ، علمينا ما ترك لنا المختار من أغانى للحريه ، كى نشدو بها غباراً فى سماوات بلادنا ،
كم أود لو ان بيدى مفتاح الوصول الى تخومك ، لأعد رسم نهديك على شكل صنعاء ، لو ان بيدى خارطه طريق الى بندقيه المختار ، لأعيد تقسيم النشيد الوطنى على مقام الحريه المصلوبه ، لو بيدى شيئاً من رفاته لأنثره على وجه ليبيا طرحه عرس تكبح جماح الطاغيه ، وتنهى روزنامه المشانق ،
يخسئ القذافى ، يموت القذافى ، يُسحل القذافى ، ويحيا شعب ليبيا العظيم
صنعاء

الاثنين، 14 فبراير 2011

بلادى قد حكم دَهرى بــِـبُعدك ،، أنا عايش هِنا والقلب عِندك
فقلبى يا عدن مِلكك لوحدك ،، بفضلك يا عدن أصبحت أنسان



الثلاثاء، 8 فبراير 2011

وعرسكم اليوم الخبر

(الى وائل غنيم مع التحيه)
أبكى فأن الدموع هى زيت الثوره وفتيلها..
وأقسم عليك يا رفيق بدخان سجائر جيفارا فى أصقاع بوليفيا ، أقسم عليك ألا تتوب ، ان لا تُسلم أو تـُسالم ،
عاد عيد الحريه ، فصار الواجب أن تنحنى العروبه لتقبل ثرى أرض الكنانه ، نكللكم بتيجان التاريخ العابر من تحت غضبتكم ،
أدمنت عليكم أيه المِصريون ، فصرت أخاف المسافات بينى وبين النسيم العابر من صوب قاهره المعز ،
صرت اخاف الطريق الذى لا يوصلنى الى حريهٍ لونها أحمر ، واخاف الوجوه التى لا أقرء فيها جمال عبدالناصر ، أحمد شوقى ، وحافظ ابراهيم ، عبدالحليم ، وسعاد حٌسنى ، محمد صبحى ـ، واخرون ،

أخاف صوتاً لا يعزفه الشيخ إمام (صور كتير ملء الخيال ، و ألف مليون إحتمال، لكن أكيد ولا جدال، جيفارا مات موتة رجال)*
واخاف قصيده لا ينشدها أمل دنقل (لا تصالح ولو حرمتك الرقادصرخاتُ الندامة، وتذكَّر، إذا لاٌن قلبك للنسوة الللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الأبتسامه)*

اخاف من عيد لم تكتمل بشائره بعد ، وانتم العيد ، حين يكتظ بكم ميدان التحرير يحكى للزمن العابر بطولاتكم ، وأمجادكم ، عن 80مليون وائل يقودون سرب الحمام لصهريج الشمس الأخير ،أنتم أيقونه جميله مشرعه فى وجه الأيام ، يطرقون أبواب الحريه بثبات دون ملل ،

تحملون على أكتافكم أحلامنا، أحلام جيلٍ هم ضد ، ضد المراحل والحقب الرديئه ، ضد تراجيديا الزمن الوسخ ،
فلكم فى عيدكم الزاهى ، كأساً من عرق الكادحين ، من دم الشهداء الطاهر ، فأسكروا بمجدكم وانتصروا ،ـ وأسمعوا :

انتم مبتدأ الفكر ، وعرسكم اليوم الخبر ، وقلوبنا نعتُ نعلقها على تجاعيد جباهكم الجميله ، ما زلتم جميلون أيه المصريون ، جميلون كصفصافٍِ يحبو على جدول الوادى المقدس طوى ، تعال أخلع نعاليك ، أننا نمشى على ارضٍ مقدسهً ، توشوش فى أذن الريح ، من هنا عَبر أحفاد كيلوباترا ، (هنا سُلبوا, هنا صُلبوا, هنا رقدوا, هنا سجدوا هنا قُصفوا, هنا وقفوا,هنا رغبوا, هنا ركبوا براق الله وانسكبوا بشلال من الشهداء‏ ، لأن جراحهم نزفت ونخوة عزهم عزفت نشيد المجد للأوطان) *
انتم عنوان العالم كله ، رغيف الجائعين للحبر، سقفاً للحالمين بصبحٍ مشرق ، غيماً للباحثين عن قطرات الندى ،

*******



* كلمات لأغنيه الشيخ إمام (جيفارا مات)

* لـ امل دنقل

* الأبيات مقتبسه من قصيده عمرا الفرا ( جنوبيون
)

الاثنين، 7 فبراير 2011

^
^

الأيام الاخير لسقوط الطاغيه

الطاغيه قبيل السقوط لا يستيقظ باكراً ، لأنه لا ينام الليل ، يمزقه الأرق ، ، يُحصى حراسه على سرير نومه ،وفى دهاليز قصره، يظن سوءً حتى بجدران القصر التى حمته سنواتً من عمره ، يراقب حركات عسعسه الذين لطالما وثق بهم ، ويُحدق بعينيه من بهو قصره الفخم على حركات السلاح فى أيديهم ، يبحث فى شاشات التلفزه الرسميه عن كذبه لا يصدقها ،يود ان يصدقها ملايين من أبناء شعبه المقهور ،

ينظر لصورته فى المرأه ، فيرى ثلاثون سنه قتيله من عمر البلد المـُنهك ، تخنقه صورته المهترئه بالتجاعيد ،
يتمنى لو يظل أقوى ، يتوضأ للصلاه بالنجاسه ، فيغسل كفيه بدم شهيد جديد يراق دمه على التراب الأسمر ، يصدر فرمان بتعيين مفتئ جديد يبيح له نكاح الحريه عند الفجر ،
يلعب الدومينو مع قائد حرسه ، يزيح وزيراً ، ويعين أخر بشاربٍ طويل ، يطلق أحصنه وجياداً وجمال فوق ملعب الغاضبين ، يكسر جمجمه الشعب بحجاره أرضاً تئن من جوره ، ظاناً أن ثلاثين عاماً كفيله أن تجعله أله شعبه ، ثلاثين عاماً لا تكفى بأن تكون ألهاً يا فرعون ،

ثلاثون عاماً من الأستعلاء والجبروت والهيمنه ، لن تسعفك اليوم ، ستبقى فى النهايه وحيداً عالقاً فى متاهات الحزن ، تزوك ليلاً أطياف من قتلتهم ظلماً ،

فتحلُ عليك اللعنه الى يوم الدين


*****

الأحد، 6 فبراير 2011

إليكِ

إليكِ
سماءً تغنى

حنين التلاقى

مدادُ يصلى

بدون أذان

وقلبُ يئن
بهمس الكلام
وعقلُ يتيه

بتيهكِ زهواً

بين الأنام
تمرُ بطيفى

أذا فارقتنى

كسرب الحمام

وتسكن فينى

شوقاً وحزناً

وحلم المنام

حبيبه قلبى

قمراً يغنى

عليكِ السلام

*******

السبت، 5 فبراير 2011

الديكتاتور وتراجيديا السقوط

واخيراً سيسقط الديكتاتور ، وحينها ،

ستغدو وديان وروابى الوطن أكثر أشراقاً ، ويصبح للنرجس عينان شرعيتين لشيخ ضرير وأعمى يتحسس طريق الوطن الجديد حاملاً معه كل تعب السنين ، عجوزاً يود لو يدق وتداً فى عنق المخبر الأخير الذى سيعلن نهايه أزمان الطوارئ،
ويصبح الدم الأحمر فى وجوه شباب الوطن محبرهً لشاعر تعب من أختلاق أسماء وهميه ليُذيل بها قصائده، خوفا ً من مخبرى النظام ،

سيعود صوت خرير النيل أحلى وأعذب من صوت تامر حُسنى ، وشموخ أشجار النخيل أكبر من شموخ السوط فى يد ضابط شرطه أمتهن تعذيب الناس ، سيكون لشال الصعيدى نقاءً وطهراً لانجدهما فى بذله سفير تلابيب النجس ،

سيكون للكشرى والطعميه والفول مذاقاً خاصاً لا يدركه اولئك المتخمين بأموال الشعب ، وسنرى الفرعون محنطاً فى المتحف حطباً لنار الثوره ، عنوان مزبله لمخلفات ثلاثين عاماً من البؤس والقهر والضيم ، وسيخرج من طير العلم الوطنى ، ثمانون مليون طير ، خرجوا جميعهم من قفص طير ٍ واحد ، شرعوا أجنحتهم فى وجه الشمس ومضوا مع الريح ليصنعوا حضاره أرض الكنانه

الديكتاتور لا يموت قدراً ، ولا قتلاً ولا شنقاً ، الديكتاتور يموت غيظاً


^^^^^^^

الجمعة، 4 فبراير 2011

ميدان التحرير

ميدان التحرير،

مازال يغنى( يا بيوت السويس يا بيوت من انتِ ، استشهد تحتك وتعيشى أنتِ ،) مازال يركض خلف فرعون الزمان وطاغيه العصر حتى يُلحقه بمصير الطغاه الهاربين من الأحجيات والأغنيات ،
ميدان التحرير ، ساحه الحريه يكون حيث يشاء ، ويولد حيث يشاء ، وينجب من رحمه من يشاء ،
ميدان التحرير يزمجربوجه الظلام كأسد فى عرينه ليرميه الى ما وراء الفجر الأحمر ،

ميدان التحرير سرير المتعبين من أهوال الزمن ،لا يبكى ألا ترياقاً ، ويضحك فى وجه المغيبين فتكون البسمه لهم علاج،

ميدان التحرير نيلً عصى ٌ عن السدود ، وحلمُ لا يوقظه شروق شمس الصباح ولا ضجيج ، حريه لا يخنقها عبيد الهزائم بوسائد الرعب فى مخادع السلاطين ،
ليذهب الموت ، ولتذهب خفافيش الظلام ـ، وليذهب عسعس الفرعون ووكلاؤه إلى الجحيم ،

وليحيا ميدان التحرير ، ولتحيا مِْصر

*******

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

لحريه إسمها مِصر

قبل لحظات من الان كنت أتابع وبمعيه أمى مجريات سير الاحداث فى مِصر، لم تجد امى سوى دموعها لتعبر بها عن مشاعر فياضه لشعب لطالما أحببناه ، ولطالما تمنينا له كل الخير ، قالت وبحرقه
( ليش ما يسيب البلاد ،ـ ويخلى الشعب يختار الأصلح ، فين بايروح من ربنا ، جالسين يقطعوا فى رقاب الناس ، الله يقطع رقابهم قالت أمى ، )
قلت لها بحرقه أشد ( أمين ) وساد الصمت المكان
أعطنى حريتىَ أطلق يديا ,
أننى أعطيتُ ما أستبقيتُ شيا

الأحد، 30 يناير 2011

إرتباط دعائى

فى أول إطلاله لها بعد غياب أستهلت المدونه (صبا) مشوارها التدوينى الجديد ، بنشر صور الفيضانات التى اجتاحت مدينه جده السعوديه ، بالتزامن مع تخصيصها مقالاً عن المدون التونسى الشهير ( سليم عمامو) والذى عُين موخراً وزيراً فى الحكومه الانتقاليه فى تونس ،

لــ صبا ستدق اجراس العوده ، ولشعب السعوديه اخلص التعازى واصدقها لضحايا كارثه السيول فى جده ،

( للمشاهده إتبع الرابط التالى )
http://sepaaa.blogspot.com/
^^
^

لجيلٍ هم نحن

وأنتم تنفذون من بوابه الشعب لتحفرون فوق وجوهكم ثقوب البلد وهمومها ، تغلفون حناجركم بأهات الشعب، وبقضايا الوطن ، فى زمن ردئ أصفر خبيث كوباء الكوليرا ، تخرجون الى الشوارع والساحات ، حين لا تاتى هى إليكم ، فتزينونها بالحق الكثير ،

رفاقى أنتم الوصايا التى خلفها الشهداء لأهاليهم ، دموع أمهاتهم الثكالى ، انتم سله منجروف فى مواسم القطاف ، تظاهرات تُبشر الانظمه النائمين على عروش الفساد بجيلٍ هو جيل الثوره يعرف من أين وكيف يكون الولوج الى الوطن ،

جيل لا يملك شئ سوى الأراده ، يرتدى بنطلونات الجينز ، وقمصان الكافيار الفاخره ، وربطه عنق الباريسين ، لكنه حين يثور يدك كل براثن الطغيان من طريقه ، جيل هو الافضل بكل المقاييس من أجيال أضاعت قضاياها وهى تلهو فى البارات ونوادى الليل تحدق فى خصر راقصه ، فاضاعونا وأضاعوا البلاد ،

انتم الأمل ، تمدون فوقه قبضاتكم ، قبضه تمسكون فيها رايه الوطن ، وقبضه تحملون بها الفكر الى السماء عنوان للغد ، جذره فى أحياء المدن الشعبيه والضواحى ، وخبز الجياع المُعفر بالتراب ،

أجدكم كل ليله فى أعين الفقراء والكادحين ، من تحملون أصواتهم المبتوره فى اوطان تـُصادر تعبهم ، فيكم انتم ، ما تبقى من حُلمٍ وما بقى لنا ، نحن الحالمين بفضاء الحريه الواسع ، أنتم عكاز عجوز يتوكأ عليه ، حين تُثقل السنين أكتافه ،

أتأكد من جبينكم، من قطرات عرقكم بعد نهار ملتهب قضيتموها فى الساحات والميادين والشوارع ، كم أنتم ساحرون وانتم تبتسمون فى خضم معترك الموت من اجل الوطن ، بعضكم يٌعبر بالكلمه ، فيحيلها سيفاً فى خاصره الطغيان ، وبعضكم يشدو على وترٍ حزين أنشوده الغائبين عن الساحات ، وبعضكم يصدح بصوته فى السماء ، فيرسم فيها ألوان طيف الفرح ، فوق ساحات يسكنها اللون الاسود ،
أشد على ايديكم ، لا يكسرنكم هذا الزمن الرمادى ، ثمه فى نهايه النفق ضوء نهدهد به تعبنا الكبير، ضوء يحملنا الى عرش الحريه ، الى لذه الأنتصار ، ليفرح جميعنا حينئذٍِ ولو فى شارع مظلم فى مُدننا العتيقه ، يغدو ملعبنا الوحيد ، نحميه ونجعله منبراً جديداً للحريه ، قضيه قديمه أمنا بها مذو خلقنا ، بعدها سننتصر ، سننتصر ولو بعد حين ،
ٍ*******

السبت، 29 يناير 2011

مِصر ..بارقه امل جديده


ثلاثه مشاهد ،وثلاث لحظات ، تستحق ان تشهد وتُعاش ، قطره المطر الأولى بعد قحط السنين وطول الجفاف ، أو ضوء شروق الشمس بعد اسبوع من الغيوم المحمله بالمطر ، ولحظه ولاده طفل ، ولحظه سقوط طاغيه تحت أقدام الحريه ،

أم الدنيا ، تعيش منذو أيام أنتفاضه شعبيه باسله، أبتهل الى الله فى صباحى هذا أن يكتب لها النصر فى الختام ، ما كان ممكناٌ لنا ان نتحدث عن الثوره والحريه بعيداً عن مِصر التى علمتنا حروف الابجديه عبر جيل من المدرسين المصريين الذين أفنوا أعمارهم فى سبيل تعليمنا كل شئ ، وما كان ممكناً أن يثور أحفاد أليسار عند أبواب قرطاج ، ويصمت أحفاد كيلوباترا ، ما كان ممكناً ان تغيب شمس الحريه عن مِصر دون ان تشرق على ضفاف النيل هذا الصباح ، فداكِ الروح يا مِصر ، أنتِ يا مهجه القلب والروح ، ميناء ترسو عليه العروبه حين تشعر بالتعب ،

مِصر، إن الطاغيه مع كل مظاهره ومع كل صرخه تعلن نفاذ صبر الأحرار ، يتدثر بالصمت مرتجفاً حين يسمع زئير الثوار ،
********

الجمعة، 28 يناير 2011

عن حرب اليمن الملعونه ..

منذ ارتكاستنا صيف 94، ما مرّ على الوطن الا أصياف من عناقيد الغضب،
عبّوا الفودكا و تدهدوا إلى الجبهة على الأنغام الثورية ( الله فوق الغادر ِ المتكبر ِ .. قولوا معي الويل ُ للمستعمر ِ.. )


وقف القائد بالكاكي بين مقاتلين أشاوس مع أسلحة بلا ذخائر ،آخر أيام الخيانة وقد ضربوا من الخلف وتوقف امدادهم بالذخائر..نكسة جديدة محلية وصغيرة جداً.
اربد وجهه قائلا ً:
_ يا عيالي حرام تموتوا .. أنتو أبطال .. روحوا أهلكم يشتوكم ..

كانوا مغمورين بهزيمة غير مبررة ، قايضوا الهزيمة بتكريمهم و علقوا النياشين قريبة من قلوب جوفاء يتسافى عليها رماد الهزيمة .
قاسم نال وسام قاهرالدبابات ومسدس ماكريوف.
الخمس عشرة سنة القادمة سيظل قاسم يردد :
_ لا تذكروني أريد أن أنسى .

الجيش الجنوبي لم يحارب،ربعه كان في الشمال غريماًللجنوب ، الربع الثاني لم يسحب ألويته من الشمال ، الثالث كان غير معني بالحرب ظل يتابع هرطقات اذاعة و تلفزيون عدن عن انتصاراتهم المزعومة على لواء العمالقة،الربع الأخير الذي حارب هم الذين عبوا الفودكا وتدهدوا الى الجبهة !

الربع الذي حارب لقط المدنيين مثل قطع شطرنج من المدارس والحافات ( الحارات )في تعبئة خاطفة مرعبة ، كان الشباب يختفون عن بيوتهم، وجواب البلبلةالأسرية لعمليات البحث عنهم ( لابد أنها التعبئة ) .. يشبه التعبئة شر لابدمنه كالحزب* !

كان قصف عدن حشراً مصغراً تناثر الرضع والأطفال في تلافيف الحارات الخلفية، وتكدس الجيران في سيارة واحدة كقطع مخلل متراصة ،يلتقطون الأطفال الناجين من قصف بيوتهم من الطريق وينطلقون للملاجئ.
الملحوس* في ملجئ مدرسةا لتواهي قال:
_ الله يخلي علي صالح اللي خلاني أشوف وجه البدوية.

شفاه مشققة رشقت وجهه بالبصاق، كانت البدوية بدون النقاب .
كأطباق سفرة بأحجام متعددة ازدحمت الملاجئ بالبشر،رؤوس صلعاء،نساء مترهلات ، مراهقين متململين ،وسلسلة من النمل تحلق حولها أطفال كضفادع مبهورة .

شح حلق عدن من الماء وانطفأ نور عينيها .كان على الناس تدبر أمرهم بلا كهرباء ولا ماء. وضع قاسم دبتين ملئت ماء 20 لتر على عتبة الدار ورجع مهرولا بالحامل الخشبي تتدلى من جانبيه دبتان فارغتان كقرطين ،

الماء لايكفي والقصف لايزال في اسبوعه الأول، وصل قاسم لكركبة الجيران حول سيارة بخزان ماء كبير ..أثناء انهماكهم ..اعترضهم باص ،وبعد عشر دقائق فقط ، تناثرت الدبب على الأرض و تلاشت كركبة السقاة .

انسحقت الأجساد في الباص شباب في الخامسة عشرة فأكبر، وسبعيني أسهم في رفع وتيرة الذعر ببكائه ، لقد أشهرت عيون ضيقة حمراء المسدسات على أصداغهم وأمرتهم بالصعود الى الباص.

في معسكر المحور الغربي وقف قاسم بوجه أعجف هزيل و19 عاماً وشهادة ثانوية في جارور مكتبه.. وقف في طابور أشرف عليه عسكريون مغبشين بالتراب والارهاق ، ثم فرزوهم (أنت تعال هنا وأنت هنا )

صعد الباص مع قاسم مجموعة من 16يافعاً بشنب وبري لقامات نحيلة، بعدأول نقطة أنزلوهم فاستقلوا سيارة جيش حجبت اصطكاك أجساد_ داخلها_ بأمنية هزيلة أن يكون ما يجري مجرد حلم، لا صوت يعلو فوق صوت الحزب ولا حتى صوت برئ مااستفتوه على الوحدة و ما عبّأ قلم الرئيس البيض بالحبر قبل التوقيع
(دائماً ما يتخذ الكبار قرار الحرب، ولكن الصغار هم من عليهم خوض الحرب والموت فيها.) هربرت هوفر .

خشخش حذاء القائد العسكري وهو يتفحصهم مثل صورة أشعة x-ray، رئة قاسم خانته في القيام بعملية استنشاق أكسجين تفاوضية ( أيها العالم امنحني اكسجينك وخذ حياتي) بدا العالم فيقرطاس مغلق بقبضة الحزب.

أشارالقائد الى قطعة خشبية مثبتة على بعد أمتار ثم أشار لقطع أسلحة كلاشنكوف اربي جي وطلب منهم أن يختاروا،هذه مساحة الاختيار الممكنة الأخيرة .
اختيار أهون الميتـتين . الرصاصة- الغيلة لظهرك اذا رفضت أوامر الحزب ، أو الرصاصة- البسالة لصدرك اذا حاربت القوات الغاشمة.

حمل قاسم كلاشنكوف، للمرة الأولى يلمس سلاحاً،أصبح ليده رائحة حديد صدئ ، ستبقى في ذاكرته شاهدا سرياً،كان يرتجف مثل قنفذ محموم، نفذ تعليمات المدرب ، وصوب الفوهة نحو القطعة الخشبية، أول طلقة دوت في بهو قلبه طيّرت حمائم طفولته من الشبابيك ولم تعد بعدها.
انقضت 4 ساعات على تدريب مختصر، تلقيم ،تركيب ،ضرب، ثم نودواالمجند فلان العلاني (جاهز). جاهز بلا جاهزية ..شأنهم أبدا.من غيرأنيودعوا موائد أمهاتهم، احدوداب آبائهم، لثغة اخوتهم الصغار.
(المجند قاسم بن.. جاهز ) ارتطمت حمامة أخيرة في بهو قلبه قبل أن تحلق بعيدا..

على جبهة ( بير نعامه ) المذأبة الكبرى ،خيروهم قبل أخذ مواقعهم ، فرعون يخير الرضيع موسى بين جمرة وتمرة ، الا أن تمرة الحزب نخرها سوس الموت ، اتجه قاسم بغريزة التشبث بالحياة الى المدفعية ،أفضل من الاندياح في حفرة للمشاة ، المدفعية شمخت مثل حصن مرزز بأمان مجهول قادر على حمايته.

هكذا يختار الأطفال لعبتهم الحربية بغريزة وأمان مجهول!

بتسع مدفعيات وحفر متناثرة كنسخ عديدة لثقبأوزون ،و شعر عكش يطل من الحفر مع أسلحة اختاروها لم يجبروا عليها !
ووجه أعجف هزيلتحجبه مدفعية يلتهم تعليمات القائد لطريقة القياسات والضرب ، بعد ضربته الثامنة أجازه القائد بربتة على كتفه وابتسامة ممطوطة.
Master scene ( اذا هجم العدو اضربوا )
العدو الذي لا يميز هيئته عن هيئاتهم أي شئ، يمني الشمال وجنوبي الزمرة.
ارتجف بهو قلب وجه أعجف( اذا هجم العدو اضربوا.. اذاهجم العدو اضربوا)

تمت رشوتهم بالوجبات الشهية و الفودكا الذي أطلقوا عليه ( شرابالشجاعة)، نقل ذوي الشنبات الوبرية والقامات النحيلة الجرحي على المحفات ،
بقلوب ضارية تصالحت شيئا ًفشيئاً مع مشاهد الدماء والأحشاء الخثرة،عبوا الفودكا و تسابقوا صعدا ً الى خطوط المواجهة،متجاوزين القائد ومدفعيته بكيلو ، بدون أوامر وببسالة ، السكارى- المقاتلون يفرغون قواريرهم في بهو قلوب موحشة، يكزون على ذكرى أحباء لم يودعوهم ،و وطن فرض عليهم اتاوة الموت .

يفرغون قواريرهم في الخامسة عصراً ويزحفون حتى الفجر،بأذرع معطوبة تلوح على جانبي أجسادهم ، وأرجل مجرورة مثل خيط بالي يستكملون ملحمتهم بوعي ضئيل ضئيل .............. و.. كاسك يا جنوب

قاسم عربي يحمل في جيبه عملة بوجهين نكبة ونكسة .. في الأولى صفقه سلاح فاسد وفي الثانية مغالاة في تضخيم الذات مع ( لم يقاتلوا.. فعليا ً)
سيقول قاسم على مدى 15 عاما ً القادمة :
_ لقد قاتلنا .. بكل ذرة من عصبنا .. لكنا طعنا من الخلف وتوقفوا عن امدادنا بالسلاح والذخائر

قاتل الذين آمنوا بشرعية الحرب ،فقط سماسرة الحروب آمـنوا بعبثيتها ..
ومنهم بدرت الخيانة !
معسكر قاسم المكون من أربعين جنديا ً قضوا جميعا ً إلا 12هم العائدون بخيبة و بوعي كامل هذه المرة .

_ لا تذكروني أريد أن أنسى .

فــتحت عدن مثل طروادة في حرب الألف يوم من النهب ،حشى قاسم سبابتيه في أذنيه حتى لا يصل إليه صوت السجاد اذ يطوى ،والمكيفات وهي تنقـر من الجدران والتحف تحشى في الجيوب.

لا تزال رائحة صدئ السلاح على يده ، لحرب سبق فيها النهابون الجيش َ الى المدينة المنكوبة.

___________________________

الملحوس شبه منتشي بالتمباك على دكة داره كان المنتصر الوحيد .

*يشتوكم: يريدونكم
* الملحوس المختل عقليا

* الحزب الاشتراكي حكم جمهورية اليمن الديمقراطيه او ماعرف باليمن الجنوبي