الأربعاء، 22 فبراير 2012

لمن لا يتبقى لديهم ألا دفئ الوطنيه ، أكياس الدفء






لدينا بلد عظيم يستحق كل ما يمكن للمستقبل ان يعطيه وأكثر، ولكى ينال ذلك يجب ان يتكاتف جميع أبنائه دون تمييز أو إستثناء، وان يـُمنع باسم الوطنيه والوطن تكبيل أو تقييد أو منع يدٍ تمتد للمساعده ، مهما كان الاختلاف او الأتفاق معها ،

إن إساله الدم اليمنى على ترابه هو الجرم الذى لعننا ، ولعنا بسببه يوماً الاحتلال وقوى الأستبداد والأرهاب ،هو عمل ضد الوطن والوطنيه ، يجب ان يحاسب من أقترفه دون رحمه أو شفقه،

لقد عانى هذا البلد فى كل منعطفاته التاريخيه نكباتٍ بعدد قطرات الدم التى سالت على أرضه، قطرات ما كان لها أن تخرج من أورده أصحابها ، كان يجب أن تتحرك داخل اجسادهم النابضه بالحياه ،( الدم خط أحمر ) بل حائط أحمر ، ليس بسبب لونه فقط ، فكل من يـُسيله أياً يكن المبرر والدافع ، هو مذنب بحق الأنسانيه والوجود ، بحق الوطن وبحق كل مواطنيه ، ولا يستحق أى تفهم أو دعم أو حتى تجاهل ، بل كل الأدانه وكل المطالبات بمحاسبته ، أياً كانت هويته ، وأياً تكُ مكانته ، أذ لا مكانه تعلو فوق جرم الموت ورهبته ،

مع كل قطره دم تسيل نخسر جميعاً ويخسر البلد ،
ومع كل بادره عنف جسدياً كان او لفظياً أو معنوياً من (يمنى نحو أخر ) بسبب التباين فى الرؤى نخسر جميعاً ،
مع كل تصرف غير واعٍ أو غير مسؤول خارج سياق التصرف الحضارى نخسر جميعاً،
مع كل قمع أو إساءه لحقوق وحريات الناس فى التعبير عن وجهات نظرهم ، بغض النظر عن ماهيه أفكارهم وارائهم نخسر جميعاًُ

ومع كل صوت حاقد أو موتور مدمن على الكراهيه ، أياً يكن مصدره ، يعلو فوق صوت العقل والتعايس الودى و السلمى و إداره الخلاف بشكل حضارى وبناءْ نخسر جميعاً
ومع كل زنزانه لتكميم الأفواه والأراء ، ومع كل قيدٍ للكلمه وحريه التعبير نخسر جميعاً
ومع كل بادره إقصاء أو أزدراء أو تحقير وتهميش للأخر ، وكل أعتقادٍ خاطئ يستند على قاعده أن ( المرء بمعتقداته السياسيه والدينيه هو وحدها الاراء الصائبه وما عداها خيانه وكفر وعماله ، وأنه وحده القادر على الاستحواذ على الوطن يفصله على مقاسه ويطرد الأخرين منه ويلغيهم ، نخسر جميعاً ويخسر البلد ،
أنا اسئل ،، ألسنا طلاب حريه ؟!، لِما لا ننشدها جميعاً ، لما لا ننتصر جميعاً ،
ما حدث يوم أمس فى عدن الجميله أمر مؤسف ومؤلم ، ولا يمكننى بأى حال أحتمال كل تلك التصرفات الشاذه العنيفه ضد المواطنيين الأبرياء والأمنين، يتوجب علينا شجبها وأستنكارها والتنديد بها ، بل ومحاربتها بشتى الوسائل المقبوله ، لا اجد مبرراً واحداً لكل هذا الاشكال الحاصل واللغط المستشرى ،



إذ ليس من المقبول بأى شكلٍ من الأشكال ، وتحت أى ظرفٍ كان ، الخلط بين أفعال عدوانيه أرهابيه بكل ما تعنيه الكلمه ، وبين تعبير حضارى عن الرأى أو تظاهر سلمى للمطالبه بحق ، ( أختلفنا مع مطالبات هذه التظاهرات أم أتفقنا ، لا مشكله ، المهم أن تظل سلميه وذات أهداف غير أقصائيه او تمييزيه أو داعيه للكراهيه من أى نوع ) فالخلط بين الممارسات الوطنيه المشروعه ، والعنف خطيئه لا تأتى إلا عن جهل أو عن سوء تقدير ونيه ،

نحتاج لثقافه وطنيه جديده ، لفكر ولغه جامعيين لنا جميعاً، بمختلف توجهاتنا وأنتمائاتنا واطيافنا وأرائنا ، فوق كل أعتبار فئوى أو حزبى او جهوى أو مذهبى او عرقى ، ثقافه تنبذ الإقصاء والعنف ، والألغاء وتكميم الأفواه ، والتكفير والتخوين والتحقير، ثقافه ترفع سقف الوطنيه الجامعه فوق رؤوس الجميع الذين يجب أن يحترموا الاخر وحقه وحريته فى التعبير ، ولا يحاولون إلغاءه وإسكاته،



ولدى هذا الشعب من الحكمه وحسن التدبير ، ما يكفى لنبذ ثقافه الأقصاء ، والعمل على بناء ثقافه وطنيه ستكون حتماً مضرباً للأمثال، فقط نحتاج لممارسه الحوار الحضارى والتعبير عن أرائنا بسلميه وبشكل حضارى ، وعليه يجب أن ندخل جميعاً الى مرحله جديده من رفع سقف الحريات ، إلى ما لا يتعارض مع سلامه الوطن ومواطنيه ومجاله الحيوى ،




إن بلداً حراً بمواطنيين أحرار ومسؤولين ذو همه ، وثقافه حره منفتحه وقابله للتعدد والاختلاف ، ومشجعه للحور ، هو حصن منيع وقلعه صامده مهما كانت قوه العدو ومهما تفوق فى مكره وخططه ، لذلك يجب أن يـُفتح المجال أمناً وحراً للممارسه الفكريه وللتعبير بأشكال سلميه وحضاريه ،لقطع الطريق بقوه وحزم عن كل من يريد الخراب لبلدنا الجميل ولأهله الطيبين ،

ان الطريق الى الحريه والمواطنه المتساويه والديمقراطيه مستقيم لا يشوبه ميلان أو إنحراف أو تعرجات ، مهما كان طويلاً ، وهذه الأهداف لا يمكن ان تكون غايه لأى وسيله خارج اطار النضال السلمى والحضارى من حوار وتعبير وأبداء للأراء ومشاركه فكريه ، إذ لا يمكن تحت أى ظرفً إقحام اى سلوكيات إقصائيه أو داعيه للعنف من أى نوع ، ومن يمتهن ذلك يتسلق على أهداف وغايات ساميه ونبيله لغايات ونوايا معاديه لهذه الاهداف الساميه والكريمه ،

…إن الأختلاف والحوار والجدل ( مهما كان قاسياً ) تحت سقف الوطن هو المحرك و الدينامو الأكبر لبناء وصقل الهويه والأنتماء الوطنى والحفاظ على مقدرات الوطن ، وكل "تابوه" ليس إلا حجر عثره يقف عائقاً فى طريق قوه الوطن وتقدمه ،

" الشوفيينه" ليست حلاً لمن يعتقدون وهماً ذلك ، فالأستماته فى التعبير عن حب الوطن والتغنى بجماله ، مع كل الاحترام والتقدير للنوايا الصادقه ، ليس حلاً لمشاكله بل تغاضياً عنها ، دعونا نتحدث بصراحه ووضوح وحريه ، حين نحل مشاكلنا نستطيع حيناه التغزل بالوطن الأجمل ، بالوطن الحق ،
فالتخوين والتجريح والأقصاء والشتم ، ما هى إلا لغه الجبناء المفلسين ، فالتقاعس والتهرب عن أداء الواجب الوطنى ، ومواجهه الحقائق بشفافيه ، يتنافى مع كل ماهو منطقى وإنسانى ، بل ويتنافى مع تاريخنا كوطن ضاربهً جذوره فى أطناب التاريخ ، فحين خرج ( لبوزه) مثلاً لم يخرج لنيل شرف ( الزعامه) بل خرج مؤدياًُ واجبه عارفاً انه لن يعود ، ولم يكن مقتله هزيمه ، بل كان أولى بوادر النصر فى حرب الأستقلال المجيد ،



عشتم وعاشت بلدنا جميله ،
******

ليست هناك تعليقات: