فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل "
الأحد، 24 أكتوبر 2010
السبت، 23 أكتوبر 2010
الجمعة، 22 أكتوبر 2010
معا" ضد جرائم الشرف
حملت حقيبتى كعادتى كل صباح ذاهبا" إلى مدرستى ,
وعلى درجات السلم كانت خطواتى تحدث ضجيجا" , وأمى من شرفه البيت تدعونى للعوده لإرتداء معطفى الشتوى , اتقاء نزله برد قد تصيب جيوبى الأنفيه ,
كانت هى تنتظر الميكروباص الخاص بالمدرسه , أتجهت نحوها بخطوت خفيفه كى افاجئها,
و ببرائتى الطفوليه , أطبقت بكلتا يدى على عينيها , بينما تسرد هى توقعاتها عن الكائن خلفها (, سامى , مرام , أمانى ,)
وفجأه يطل أبوها علينا , وبمجرد رؤيتنا على هذا الحال , تطاير الشرر من عينيه وأنتفض ,
لكأن دبوسا" وخزه فى مؤخرته , فيصفعنى بيديه على وجهى ,
يومها تساءلت بحرقه عن سر صفعته تلك ,
وحملت تلك التساؤلات زمنا" طويلا" مغلفه" بطعم صفعه قويه من رجل أربعينى على خدى الطفولى ,
الليله أتحسس خدى فى أستدعاء لذاك المشهد المؤلم ,
لينتابنى شعور ميتافيريقى لا متناهى فى الوجع ,كم نحن تعساء لأننا فى مجتمع ينكر ممارسه طقوس طفوليه بريئه ,
يومها لم أكن أعلم أن الأقتراب من فتاه هو الجحيم بعينه فى مجتمع عصبوى يحمل إرث ماضوى متخلف من العادات والتقاليد الباليه ,
من يومها كانت الفتاه المسكينه تمضى بعيدا" عن طريقى كلما رأتنى ,
لم أمكث طويلا" هناك , غاردت عدن على وقع الألم المسجى على خدى الأيسر ,
ورغم كل تلك السنين التى مرت , الا أن الجرح مازال كامنا" بين أضلعى ,
ما حدى بى لتـــذكر تلك الحادثه هو قراءتى الليله لتقرير الأمم المتحده عن اليوم العالمى لجرائم الشرف 29 /تشرين /,
أتت اليمن والاردن على قائمه الدول والتى ترتفع فيها معدلات القتل بدواعى الشرف ,
لا أدرى اى شرفا" ذاك الذى يــُرغم المرء منا على قتل أمراه أوصبيه , تنير بأبتسامتها الطاهره جنبات الكون ,
أى قلبا" ذاك الذى سيطاوعك لتغرس خنجرك المسموم فى صدر أمراه تختزل كل معانى الحياه بين أهدابها ,,
بداعى الشرف قـُــتلت أحداهن لمجرد ان اخاها شاهدها مع أحد الطلاب فى بهو الجامعه ,
وتقتل أخرى لمجرد أتصال خاطئ لأحد المعتوهين على تلفون المنزل , وثانيه يرمى بها زوجها من علو مرتفع لمجرد أشاعه عابره ,
مؤلما" كل هذا , بَحت أصواتنا , وتقطعت بنا السبل , ونحن نطالب بسن قوانيين أكثر صرامه لردع هؤلاء المجرمين والقتله ,
هؤلاء المعتوهون هم أنقص وأحقر من أن نعتبرهم رجالا" , فليس من شيم الرجوله قتل أمراه لمجرد شبهه أو شك أو أشاعه كاذبه ,
هذا هو منطقهم العفن ,
أقتل يا سيد فلن يعاقبك أحد , وسيمتدح الجميع رجولتك الخارقه , لأنك أقدمت على قتل أمراه مسكينه , لا تحمل شيئا" فى الحياه سوى قلبها الكبير , ودموع خديها المتورد,
بأمكانك أن تكون سافلا" , ساقطا" , كذابا" , لصا", فشرفك مصون فى كل الاحوال , فوحدها المرأه هى من تدنس شرفك ,
عليك أن تكون حازما" جبارا" كعادتك فى تعاملك مع الحريم , ( يا راجل .. الحريم ما يعرفون إلا العين الحمراء )
فلا بأس أذا" أن تحبسهن بين أربع جدران , فأنت على كلا" رجل يمارس فنون رجولته بفرض سطوته الجهنميه على كائنات شريره تجلب العار ,
وإن تعالت إحداهن وأحدثت شغبا" ما , فاذبحها , وكل ما سينالك هوحكما" بالسجن لشهرين فى أسوء الأحوال ,
وبعدها ستخرج رجلا" شريفا" غسل بدم أمراه عرضه المدنس ,
تضامنى الحار مع كل ضحايا جزارى الشرف , ولتبقى دموعهن ترياقا" يضئ دروب التائهين ,
وليسقط كل أعداء الحياه , أعداء المرأه , أعداء الوجود ,
الأربعاء، 13 أكتوبر 2010
تشــرين
توجتنى بالعشق مكسورا" حزين ،
اخبرتنى ان المطر سيأتى ،
وسترعد السماء
وسنكتب للزمن اغنيه جديده ،
وسنابل ـ،
ونرقص الرقصه الاولى ـ،
ونرسم وطنا" للغرباء ـ،
وحلما" للفقراء ـ،
وعشا" للبلابل ،
ثم نعود معا" ،
كعاشقيين أثنيين ،
نغسل بالقبله أشباح الخوف ـ
*********
(فيديو نادر لحرب التحرير التى خاضها ثوار الجنوب ضد الجيش الأنجليزى فى جبال ردفان )
الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010
الى الرفاق
الى الرفاق : كلمات معمده بالدم ،يسقط النجم العالى من كبد السماء ، ويسقط العابرون فوق أشلائنا ، وتبقون ، ملء الكون ، وملء الشمس ، وملء التاريخ أنتم ، ملء المجد ألوانكم حمراء بلون الحريه ، أسميكم رفاقا" ، حضنا" لمن لا وطن له ، لكل من لا أم له ، لكل العمال والفلاحين ، للمهجرين قسريا" عن ديارهم ، لليتامى والغرباء ، ولمدراب السيل فى أرضنا الخضراء ،
رفاق السلاح والقلم ، رفاق النشيد والعلم ، ستبقون انتم كما أنتم ، نبراسا" من ضياء الفجر يقرء فاتحه اليقين ، تنــبتون كشُهد الرضاب على مشانق الطغاه ، أنتم الحلم والأمل ، وفاكهه وطننا الجميل ، انتم الأمل بجيلٍ لا يزور الحقائق ، جيل" صقلته مراره الأيام ، فتفتقت براعمه كتباشير الأثير ، من نكهه الأرض انتم ، ومن لونها القانى ،
يا من اعدتم لوجه الوطن ملامح الانتماء فى زمن الأنقياد والتشظى ، يالعابرون فوق ضفاف النار لتغرسوا بذور الياسمين عند سفح المنحنى ،ـ
أيه الأنقياء ، يا من رسمتم حدود الوطن الجديد على حجم اعين الشهداء الشاخصه الى بوابه النصر، فانتم والله مشاريع شهاده ، تولدون من زهر الجورى الأبيض كل مساء ، أنبياء الحريه الخالدون ، الصامدون فى وجه الاعصار ، تصنعون اكفا" لخمس مليون انسان ، أنتم أبنائهم ، لن تنقرضوا ، ولن تنتهوا ـ تفكرون بهم ، وتحمونهم من غدر الزمان ،
بكم ومعكم ، سنعيد جدوله التاريخ ، سنضع قوانين جديده لحسابات الربح والخساره ، وستخرجون كما انتم دائما" فقراء وسعداء ، وفرحين ، وعلى اكفكم رائحه الضوء ، ومنصورين ،
لكم اهداب اناث الوطن ، وحدقات عيونهن ، وشفاهٍ تدعو لكم بالنصر والثبات ، لكم قلبى أطلقه فى مهب الريح ، لكم يدى على زناد البندقيه تربض ، وانامل على سناره الرايه العجوز ، تقص لاجيالنا باللكنه الجنوبيه الجميله ـ، بطولاتكم ، شهدائكم ، وعنكم أن عدتم تقلبون وجه الارض عزكم الذى لا يموت ، والأرض ريحانه ُ من جنان الخلد ،
يا رفاقى ، يا من تجيدون صناعه الحرف واللحن فوق أسمال الوطن الجريح ، تحكون للريح مووايل الشجن ، وعلى خط النار، ترددون الشعارات ، لينتصر الوطن ـ وينهزم الجمع ويولون الدُبر، لأنكم وعدنا الصادق ، ثابتون كشجره السدر عند سفح الجبل ، واوفياء لضحكاتكم ودموعكم ،
يا رفاق :
يعود تشرين كعادته ، ليذكرنا ان الدرب الذى اختاره الأسلاف القدامى ، يحمل معنى للوفاء ، وعبره لمن خان وغدر ، يحمل فرقا" بين من اختار اوراق البنكنوت ، وبين من اختار حبات التراب ، بين من رحل ليخلد فى جنان الفردوس الاعلى ،ـ وبين من رحل لجنه استكولهوم وفرانكفورت ،
فى تشرين - سنضحك ونبكى معا" ، وسنرقص للذكرى المجيده التى طالتها أيادى العبث الماجن ـ،
كل تشرين وانتم للفرح أقرب ـ فرح يغيظ الساقطين ـ الحاقدين ـ أولياء العُهر ، وأمراء الخراب ـ،
**********
الجمعة، 8 أكتوبر 2010
عدن ملتهبه ، بحرها يحمل قنديلا" كالشمعدان ، وشمسان يبكى ظله الشاحب ، وناسى كرام" وإن ضنوا ، وإن قتلوا ، من سمح للوغد ان يبنى خيمه" على أقدام البريقه ، ومن اخبر صعاليك الجبال أن عواميد صيره لا تعرف اهازيج الزمن القديم ،أرضنا لا تعرف ألا أن فلانا" بات دون عشاء ، بات بلا دفء" وبلا غطاء،
أرضنا مواسم قمحا" وبيادر ، وحكايا لا تموت تسردها الجدات على مسامع الصبيه ،
عدن لا تعرف الحقد ألا على اهل الحقد ، وفى احشائها قبرُ ومنزل ، وبقايا أحجيات لا تذبل ،
عدن ، ماذا أفعل فيك؟! ،
ضاجعتكِ بقصيده شعر" اتلوها صباح كل يوم ، فأنجبت مساء" مذبحه جديده للنوراس،
لقحتكِ بهمسه حب ، فتقيأتُ بخورا" على ضفاف الألم فى الجنوب ،ـ
ماذا أفعل فيك ؟!،
سأحبكِ أكثر ، علكِ تعقلين،
يلى حبك سراب وجنون ،
أه ،، يا عدن !!
لو يمر العمر كله فى شجن ،
ولو أبات الليل ما أذوق الوسن ،
كل شئ مقبول إلا فراقكِ يا عدن ،
*******
الاثنين، 4 أكتوبر 2010
أفاق الاغنيه العدنيه

إذا كانت بيروت تطبع ليقرءا العرب ، فأن عدن غنت ليسمعوا ، فكانت أغانيها ملاذا" للعاشقين ، ترددت على ألسنتهم ويعثت فى قلوبهم مزهرا" يثرى الأفئده فتطير محلقه" فى فضاءات الحب والخير والجمال الى أيامنا هذه ــ،
الأحد، 3 أكتوبر 2010
بلادٍِ أثخنتها الجراح
وتدعو الكادحين لجنه السماء بعد الفين عامٍ ونيف،
والجيش والامن والبوليس السرى لم يتغيروا أيضا" ، مازال الجميع يضيف أسماء" جديده لأجسادٍ مرت تحت أحذيه الجنود الغاضبين ، أو لرأسٍ سحقته هروات الضباط ، وليحيى طويلى العُمرـ، الساهرين من أجل أن ننام ،
أما شعبى ، شعبنا العزيز ، لا زال طيبا" ومخلصا" وبسيطا" ، يخرج من منزله فجرا" كالحمل الوديع صبيحه يوم العيد ، يبتسم عند رويته لصوره الزعيم المفدى على شاشه التلفاز، ولا يسأل ذاته ، أذا ما كان سيذبحه غدا" أم أن دوره لم يحن بعد ، يغسل رأسه بالتراب حين يعز عليه الماء فى الانابيب الصدئه والمهترئه ، يشارك كل يوم فى مارثوان الركض خلف لقمه العيش
يشتمه المدير ، والوكيل ، والوزير ،ـ وابن الوزير ، وامراه الوزير ، وحارس الوزير ،ومع كل ذلك يعود من عمله ضاحكا" الى حضن زوجته ، ليجدها مذبوحه" تسال بشغف عن حقوق المرأه وشرعيه الحقوق ، يضحك ، ويتوضئ ، ويصلى لألهٍ لا يشبه ألهه القصر الملكى والجمهورى والسلطانى ، وينام ،
بلادِ يأكلها عفن المثقفين والثقافه التى تمجد الملوك والأمراء واصحاب الفخامه والشيوخ ، وفى العمق صوتَ سَوطٍ يسحق ضفائر النساء بأسم الترف والكرامه والشرفــ ،
وفى الشوارع والميادين ، فوق الابنيه والسطوح وأعمده الاناره خرقا" فى بلاد" نسيتها ألوان الطيف ،
بلادٍ تمجد الزعيم وابن الزعيم ، ليبول فوق رؤوسنا صباح مساء ، فنهتف صاغرين ، أطال الله عمر الزعيم ،
وعلى صدر الخريطه وطنا" مزقه السماسره ، وتركوا لنا فتات هويه مفقوده ، ورماد ينثره الريح فى أغوار القضيه ،
قدماى فى اليَــم ، تبحث عن بساط الريح ، وعن وكالات الغوث، خذونى يا أيها الملاء ، الى بلاد الدفء ، خذونى الى بلاد" توازن بين التين والرمان ، بين الحزن وبين البرق، بين المطر وبين الضوء ، بين الوجع وبين الليل ، خذونى الى بلادٍ تخترع الف بديلا" للدفء ، لا تقتل وجع الضمير، بل تسقيه من وجع المشردين المـُتعبين المُغيــبـيــن على أرصفه وشوارع الجمهوريات اللعينه ، ودكتاتوريات الإنحطاط الخبيثه ،
***********
الجمعة، 1 أكتوبر 2010
الخميس، 30 سبتمبر 2010
بسمه
الأربعاء، 29 سبتمبر 2010
عن الهجره وغربه الموت ،

لمن هم على أعتاب الغربه ، لا داع للهجره لكى يغترب المرء ، فكثيرا" ما قيل أن اقسى اشكال الغربه ، تلك التى يشعر بها المرء فى بيته وبين اهله،
لكنى أرى أن الهجره داخل الذات أقسى بمراحل ، هجره بعض الذات ، وحنينها لبعضها الاخر، داخل العقل والفؤاد نفسه أقسى من اى غربه ، بل أنها أشنع من اشنع المنافى ،
خلال العقدين الاخرين من القرن العشرين وخصوصا" خلال أعوام الحرب الاهليه فى( اليمن الجنوبى) ، وتحديدا" زمن الصراعات السياسيه بين فرقاء السلطه فيه، عاشت مدن الجنوب بشكل" عام ومناطق معينه بشكل" خاص وضعا" إقتصاديا" خانقا" دفع بالالاف من أبناء الجنوب للهجره خلف أسوار الوطن ، بحثا" عن غدٍ أفضل لهم ولابنائهم ، فكان ميناء عصب فى أريتريا على البحر المحطه الاولى ثم تلتها الحبشه وتنزانيا وكينيا، قبل ان يكتشف النفظ فى الخليج ، ولا ننسى الامريكيتين وأوروبا ،
كانت الهجره كبيره ، لدرجه ان قرى وبلدات كثيره كانت تخلو من سكانها ، وبالمقابل قامت أحياء كامله فى مدن المهجر ، ( مثل جاكرتا فى أندونيسيا ، وكولامبور فى ماليزيا ، وجده فى العربيه السعوديه ، وميتشجن فى الولايات المتحده ، واديس أبابا فى أثيوبيا)
حيث أقاموا هناك مراكزهم الدينيه ونواديهم وجميعاتهم الثقافيه التى أثرت فى بلدان الهجره كما أثرت هى بالمثل فى أوطانهم ، أجتماعيا" ومعيشيا" وحتى ثقافيا" ، فهناك الكثير من أغانى الحنين الى الوطن والقريه والعائله أصبحت أغانى فلكوريه فى الجنوب ،
كانت بالفعل نتاج لسنوات من الأغتراب القاسى عن الديار،
منهم من عاد ، ومنهم من بقى ، وأستوطن أرض المهجر ، منهم من عاد مليونيرا" وينى قصورا" مبالغ فى فخامتها ،
ومنهم من عاد بصمتٍ كما هاجر ، وقصص الهجره والأنماط الثقافيه الناتجه عنها لا تختلف بأختلاف الشعوب ، فأغانى المهاجرين الجنوبيين منتصف القرن العشرين ، تكاد لا تختلف عن مثيلاتها عند مهاجرى الشام وأوروبا الشرقيه ،
ان الناس باختلاف منابتهم وطبائعهم ، وألوانهم ولغاتهم وعاداتهم وحتى دياناتهم ، متشابهون أكثر مما نتوقع ، وأكثر مما نرغب ،
الصوره هنا تعود للعام 1956م وهى من أشهر اللقطات للمصورالاسبانى ( مانويل فيرول )، ويظهر فيها رجل يودع ابنه باكيا" فى ميناء كورونيا قبل أن يستقل باخره متجهه للولايات المتحده ،
ومنذو عقود غدت الصوره رمزا" للمهاجرين أينما كانوا ، المهاجرين الذين حملوا حقائبهم التنكيه ومعهم كل احلامهم وركبوا البحار والمحيطات بحثا" عن مستقبل أفضل ، وكان لهم فضل كبير فى أنتشال البلاد من حافه المجاعات بعد تلك السنوات العصيبه من تاريخنا ، باتت الصوره رمزا" أتخذته جميعيات مناهضه العنصريه والسياسيات الشعبويه ، لتذكر هذا الوافد الجديد الى ديار المهجر ، بان ما يفعله اليوم ليس أكثر مما فعله اجداده القدامى ،
البعض أن لم يكن الغالبيه ، لا يحتاجون لصوره ليشعروا ، بينما البعض الاخر يحتاج لرؤيه بعض المشاهد كى يتذكروا ما غاب عنهم ، والقليل منا للأسف لا يشعرون حتى لو وضعت أمامهم مشاهد تاريخ الانسانيه برمتها ، وهم من يحكمون العالم اليوم مع الاسف ،
أسوء ما فى الهجره ، أن تُمتهن الكرامه لتغدو ثمنا" فادحا" للقمه العيش ، والاكثر من ذلك ان نموت غرباء دون ان يضمنا تراب الوطن ،
فطوبى للغرباء الذين تركوا الدار فعاشوا غرباء وماتوا غرباء ،
ولا نامت أعين الساقطين اللاعقين لخيرات الوطن ،
**********
الاثنين، 2 أغسطس 2010
مولاى الأعلى ،، قدوس فى ملكوتك .. أقذف فى قلبى نور بهاك ..،وأجعل مؤتلقى فى بهو جلالك لا فى بهو السلطان ..وأمنحنى يا فاطر هذا الكون جمالا" وضياء من نفحات الرحمه أخلد فيه .
لاتجعل لى من أمرى رهقا , فى ضعف" يصرفنى عنك , وخذ بيدى لأوثث قصر العمر وأفنيه يقينا" فى ميدان رضاك ,
حتى لا اعلق فى أمنيتى يوم لقاك, كما علق الاموات المنخذلون , فمحال عوده من لاقى ,
أن الأنسان ضعيف" جدا" , يحتاج أليك , فأنت الأبقى والأقدر ,
أنت عزيزُ وحكيم , أنت علىُ وعظيم , أنت الرحمن , فاصفح وأمنح ,
إنا فى العصر الحجرى , سيان بين الألهُ والحجرُ ,
الأولى تطحن أنسانا" , والأخرى تحمل ذكرى أنسان , كى تكفيه التفكير بلا تدبير ,
والأخرى تحكى فى كل مقابرنا , أن العقل هو الأنسان ,
هذا العصر المفتوح كخضراء الدمن تألق من كل عصور ألاسلاف ,
فرعون هنا , وبنو أسرائيل , حتى فى يمن الأيمان ,
وهنا النمرود ,وأبرهه الحبشى , وملايين رجال تشبه أعجاز النخل المنهده ,
عاد أبو جهل , يتكاثر فى كل البلدان , عادت سلمى وسعاد, وهندٍ تلتهم الأكباد , وعاد الخصيان ,
فما أعظم تدبيرك , ما أوسع لطفك يا مولاى , تمنحنا الفسحه فى العمر ِ ، فلم يكترث العلماء,
ولا يتورع عن تحديد مصائرنا بعض الصبيان ,
أنا فى عصر يبرع فى تصنيع الغثيان ,
إنك تعلم أن القرن الواحد والعشرين محطه أقمار وفنون وثقافات وعلوم يحملها كل الناس بلا أستثناء ,
لكن أبشع ما فيها جهل الأنسان ,
فأفتح أبواب الرحمه وأشرح أفئده البسطاء لنورك,
فما أعظمه إذ يتسامى فى عدن والشطئان , إنا نهوى هذا اللمعان ,
*******
الأربعاء، 28 يوليو 2010
النوارس حين تهجر البحر ،
يوما" سيخبو هدير الامواج ، لتمضى النوارس بعيدا" كعادتها ، تبحث عن مجدافا" ، عن قبلهٍ تطبعها على جبين الفجر،
تعود بكل الحنيين الى أعشاشها الكامنه خلف خيوط الشمس ـ،
تودع البحر هذا المساء ، وتمضى بعيدا" الى اللامكان ،
تسأل عن بحرها الدافئ ، عن سكون ليله البهيم ، عن بقايا شجن ،
عن اغنيهٍ حَراء ولحن ٍ يحترق ،
تسألنى عن نوارس كانت يوما" هنا ،
رحلت الى حيث الليل يتدفق ولها" ،
عن رائحه الارض بعد المطر فى القرى البعيده،
عن اوراق التوت ،
وشجره اللوز العتيقه عند مدارب السيل،
عن مغنى بربابه ينشدُ لحن الحياه ،
عن اعشاش" من القش كانت هنا ،
تورقُ دفئا" ،
عن ظل نورس ،
على جبينه حبات مطر منسيه،
تسألنى النوارس ،
عن قصيده لم تعد عذراء ،
كُتبت على حواف الرمل ،
كانت هنا ، بقايا ذكريات ،
أيا نورسى الراحل،
الى فجرٍ يعشق ذبول الليل..
الى وطن ٍ يولدُ من رحم المستحيل،
الى شروق شمس ٍ لم تـُبحر فى عُباب البحر بعد،
إلى قمر ٍ يًًساهر النجمات عند قمه التل،
رحلت النوارس ،
تبحث عن وطن يبدو بعينيها أجمل ،
عن زهر اللوز وشقائق النعمان ـ،
لتعزف هناك سيمفونيه الرحيل الأخيره ،
*******
الاثنين، 26 يوليو 2010
بوح هادئ,
حين يأتى الليل متوشحا" ردائه الاسود ، وبعد رحيل الضجيج خلف شمس النهار الغاربه ،
يأتى السكون متسللا"بين ستائر الظلام ،
يزورنى طيفكِ قبل منامى ليُهدهد ليلى الجميل ،
أفتح نافذه غرفتى ، شاردا" بناظراى جنوبا" حيث تقبعين ،
لتتمكلنى حينها العبرات ، فأبكيك كطفلٍ اطالت أمه الغياب ،
*****





