الاثنين، 23 يناير 2012

علي بابا حين يموت

كان ياما كان ، في سالف العصر والأوان ، وكان معلوماٌ وواضحاً لا يقبل الكتمان، أن ثمه زعيماً كانت الشمس تشرق من وجهه ، ولا تغرب إلا بأذنه ، له يد أذا بسطها تعالي النور في أفق البلد ، اما قامته فهي صراط الوطن المستقيم ، من حاد عنه هالك ، ومن سار في دربه نجا من الطوفان العظيم ، عيناه نافذتين علي قلبين نظيفين ، لم يلوثهما غبار المعارك ،ولم يخدشها لمعان أزيز الرصاص ، له أسماء عديده ، وكل أسم الف معني والف حكايه ، أحياناً يدعونه ، إبن الوطن البار، وأحيان الاخ القائد ، حامي حماه العرين ، وباني نهضه الوطن الحديث ، أما النساء فيحلو لهن تسميته ( بالقائد الحنون)


ولقد كان هذا الحنون ملك ملوك الدنيا ، وأمير الأمراء ، وسيد الأسياد، ممسكاً بكل خيوط البلد ، ونتؤئتها ، فاهماً تفاصيلها ، مدركاً خباياها، مؤمناً أنه الأكثر معرفه بأمورها ، والأجل قدراُ علي حل قضاياها حلاًُ ناجعاً،حتي صار مع الايام إيماناً لدي جموع الشعب ، حتي أن الطريق الي الله لا يسير في أعتقاد الأغلبيه إلا كيفما سار صاحب الهدي المستقيم ،هو دين الرعيه وبلسم جراحها الدائم، كل شيئاً بعده خراب ،
ولقد كان يا ساده يا كرام ، يا خير الأنام ، أن فعلت الأيام بزعيمناً أبو الصراصير، ما تفعله بكل الأبطال الأشاوس ، فبعد أن فتح الزعيم في سنوات مجده مدناً ، وطاف البحار والقفار ، ورفع علم بلدنا في الفيفافي والصحار، وفوق المطابع والمكاتب وأعمده الأناره في كل الشوارع ،


وبعد أن نال كل الثناء علي أنجازاته الخيال ، قولاً ومالاً ورفعه ، من كل الزعماء في بلاد الله الواسعه، رغم أنه بعبقريته الفريد ، قطع دابر شرورهم ، وأحاط البلد بسورٍ حمايه كأحاطه السوار بالمعصم، فكان زعيماً مستقلاً عن القريب والبعيد في قراراته، وبعد أن أنكر هو (الأب الحنون )، كل من سولت له نفسه التشكيك ، وبعد قتل وعربد وعاث ، هو (الودود الأليف) ، كل من خرج عن دربه ،


وبعد ان احتضن برفق ، هو (الأديب والمثقف)، كل شاعراً بهي الطله ، وبعد رأي هو بنظره الثاقب الذي لا يخطئ، ضروره أن يتكاثر أبناء البلد ، ويصير كل اثنين أربعه ،حتي يتكاثرون وتزيد حصتهم من عنايه الله( الرؤوف الرحيم) وملائكته المقربين،


وبعد أن عاد زعيمنا منتصراً محمولاً علي الاكتاف ، بعد ذلك كله جاء الزمان ،ودنت منه النهايه التي تلاحق كل مخلوق ، وتنغص عيش كل انسان ، وتؤرق كل عين ،جاء الموت ليدق باب زعيمنا البار،



وبلغني يا أحبتي ، أن الزعيم لما شعر بدنو رحيله ، وأقتراب موعد أجله عن هذه الدنيا الفانيه التي عاش فيها عابداً زاهداًُ ورعاً تقياً ، كان أخر ما فعله (رحمه الله تغشاه) ، ان أرسل رساله عاجله الي رفيق عمره وأمين سره و دربه ، يطلب منه الحضور كي يملي عليه كلماته الاخيره ، ويمنحه نصائحه علها تعينه علي الاستمرارمن بعده، جاء رفيق الزعيم وصندوقه الأسود، وصفي الناس عنده، فدخل عليه فوجده ممدداً منكهاً خائر القوي، وكأنه( بعيد الشر عنه ) خالد بن الوليد مع فارق التشبيه ، يستذكر أيامه الخوالي، أومئ زعيمنا لرفيقه ، بان يقترب ، عدل الزعيم جلسته وراح يصوته العذب الندي يقول لرفيقه ، ،



(فلتعلم أن هذه الأرض خبرتني، بسهولها وأوديتها وجبالها، وعزرايئل هذا الذي يحوم حولي كسرب حمام فوق بركه ماء، يوشك أن ينازعني روحي ، التي كانت حتي الامس ملكه أمري ، فلا يغرنك نحول جسمي، فأنا أرحل فقط ، لن أموت ، كيف أموت ؟! لقد خدعته مراتٍ ومرات ،الم امت في ذاك الحدث اللعين، ثم بعثت مرهٍ أخري سليماً معافي، يا صديقي ويا رفيق دربي الامين ، أنت سر خلودي، أتفهم عليك اللعنه ،



سأحيا من خلالك، سأظهر لأهل البلد بحلتك، وسأحدثهم بصوتك، الويل لك إن خذلتني، قد تقول أنني فعلت كل شئ للبلد، ولست بحاجه كي أظل طويلاً بينكم ، فأنا منذو ولدتني أمي وأنا القائد الهُمام ، وأنني من صنع لأهل البلد حاضراً ومستقبلاً لم يعهدوه من قبل، فأنا من أوصلتهم لكل هذا الرخاء والاسترخاء،وأنكم بعدي ستحتاجون لدهورً ودهور ، لتستوعبوا ما فعلته بحكمتي وحنكتي ورزانتي ،



لكن أياك أن تخلد للراحه ، الراحه عدوه القاده، ها أنا أحذرك، لقد جبت الضواحي والاكام ،حاربت القريب والبعيد،الأولون والاخرون ،وتخلصت من كل الصعاب والشوائب والمؤامرات التي حيكت ضدي ، صنعت للبلد كل شئ ، المدراس، الجامعات، الطرقات ، والأذاعات المحليه، وحتي الطوابع البريديه ، انظر ما أجملها ، انها تحمل صورتي، فانا من زرعت بذور المحبه في كل حقول الوطن السعيد بي،ولم أدخر جهداً في المغامره بحياتي وحياته أيضاً، ويبدو لي بعد مسيرتي الحافله بألانجاز والأعجاز ، ان كل شئ كان يمكن فعله، قد فُعل ،وأن التقدم بدوني أصبح مستحيلاً ، لكن الطريق حالك ومظلم يا صديقي، والبركه فيك لتكمل المشوار ،)

************

ليست هناك تعليقات: