كانوا أصفياء وأنقياء ، تكامل فيهم الجمال والكمال ،
ومنتهى السؤل والسؤال ، وكفاهم أن رحلوا ورضى المولى غايتهم ومناهم ،
كان مسجد القريه صغير عامراً بالتهاليل وبذكر الواحد الصمد،وكان عدل القريه ( احمد حسان)وثله من رفاقه الذين أكل الزمن تجاعيد وجوههم قبل أن يأفل نجمهم ينشران فى أوساطنا النور والسرور ، كالحاج حسان الذى لطالما بح صوته وهو يحثنا على الصلاه،
ويصدح الأذان فتسمع قعقعات بواكيرهم فى خطاهم الى المسجد ، فتضج جنبات الصرح بقفشاتهم البرئيه الخاليه من الكولسه ، ويدور سجال بين المغرب والعشاء ، سجال خالى من الرسميه مغلف بالعفويه التى جبلوا عليها ، تتصاعد أعمده الدخان فوق البيوت ،وتتهيأ القريه لسباتها المعتاد ،
وأذا أرخت السماء مزنها ،وفاض السيل وخرب أعبارهم تنادوا من كل حدب، بالمهاجل والرجال وهبوا الى الوادى لأصلاح ما خربته السيول ،
ويعودون الى بيوتهم وماؤهم خلفهم ،لقد جبر الرحمن تلك القلوب وباركها ماء الحياه ،
وفى أفراحنا للنبى الكريم ،محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى أله ،حضور مأثور تسجع به حنجره فقيه القريه ( محمد على ) ويعاونه فى ذلك صوت (الوزف المخلمى ) الضارب فى الروحيه ،من مولد النبى للبرعى والديبعى وانتهاء بالمولد الحجازى ،ـ
ألا يالله بنظره من العين الرحيمه .. تدواى كل ما بى من أمراضً سقيمه ، ومرحبا مرحبا جد الحسينى ،
ولما يزل أهلنا يتغنون فى موالدهم ، يا ابن علوان يا عمود الدين غاره .. أنا قلبى مولع يشتى رأس المناره ،وقبيل ان يشعشع الفجر بنور ضياه ، يثنى الحاج (عبدالله نعمان ) على أداء الجمع بعبارته الشهيره والمعتاده " أحسنتم ..بارك الله فيكم ..
كانوا بشراً من تراب ، عدوا العمل عباده فأخلصوا للرب وللأرض ،فبارك صاحب السماء أرضه ومن وما عليها ، وجعل لهم وادياً لا ينقطع خيره ، ذهبوا وما زال فى جنبات الدور بقايا من سجاياهم عالقه فى الذاكره تجوب سائحه عند كل مناسبه ،
الف رحمه تغشى ثراهم ..