إن أردنا بناء وطن نضاهى به أمم الدنيا ، علينا أن نتحاور ونتناقش ونختلف ونتشاجر حتى نمسك (ما يفرقنا) ، من أكمامه وتلابيبه ، ولا نهرب منه ونتجاهله ، علينا أن نعبر عن افكارنا وأرائنا وأمالنا وكل طموحاتنا حتى لو لم " يعبرنا" أحد ،
باسندوه /أيه الطيب ، ياترى أى وطنٍ نريد ؟! خذ منى وأتكل على الله ،
نريد وطناً لا يُخير بين قوته العسكريه الضاربه ومناعته ، وبين حريه أبنائه ، وقيم العداله والمساواه فى معاملتهم ، بل أن تكون الثانيه هى الأساس المتين والصلب للأولى ،
أريد وطناً يحتضن كل أبنائه / مساوياً بينهم بالحق والعدل ، وطناً بلا إقصاء، لا أريد أن أرى أيتاماً فى وطنى ، ولا منبوذين ، لا أريد أبناء ( لبطه سوداء) ومواطنى درجه ثالثه ومهمشين فى وطنى ، لا وطنا ً أيدلوجياً أريد ، ولا دينيناً ،
أريد وطناً حراً, بأبناءٍ أحرار ، كي ﻻ يجرؤ أحدٌ على التفكير بأن حريات الوطن, أو حريات أبناء الوطن , عارً علينا ،
أريد وطناً ديمقراطياً ، يعيش الناس فيه وفقاً لمبادئ المواطنه الديمقراطيه ، التى تكفل المساواه التامه والعداله ، دون أى تمييز عرقى أو طائفى أو دينى ، وطناً يضمن حريه التعبير لكافه ابنائه ، ويدعم الشراكه والمشاركه والتعبير بكامل الحريه ، دون قيدٍ ، أو خوف ، الخوف والوطن ضدان لا يلتقيان ،
أريد وطناً تظلل ( أفيائه ) العداله الاجتماعيه ، وطناً يضع الحقوق والحاجيات الأساسيه للمواطنيين من تعليم وصحه وغيرها ، بالأضافه الى دعم من هم أكثر إحتياجاً ( من الفقراء والكادحين والمرضى ) قبل أى أعتبار أقتصادى أو أجتماعى ، لا قيمه لوطن لا يعش أبناءه ميسورى الحال ،
أريد وطناً لا وجود فيه ( لزنازين ) الأعتقال السرى ، نريد فقط معتقلات للمجرمين ، أستناداً للقانون المدنى والحضارى والحق الأنسانى ووفقاً الدستور ،
لا أريد وطنا ً يكون فيه ما كتب ( عبدالله البردونى) واقعياً ، أريد وطناً تتنوع فيه الأراء وحتى الأغانى والمعانى ، ما عدا لفظ " أمن " أريده واحداً فقط ،
أريد وطناً لا يسوده التخوين والالغاء ، وطناً لا يحتقر فيه أحدً الاخر ، لا يصادر فيه حقه ، ولا يخرس فيه لسانه ،أو قلمه لأى سببٍ كان ،
لا أريد وطناً يسود فيه مفهوم ( أن شعبه لا ينقاد إلا بالكرباج) كمبرر للقمع والقتل والأعتقال والتضييق ، لا أريد وطناً يعتبر الشتم والإهانه فيه عملاً وطنياً ،
أريد وطناً بإعلامٍ نزيه ومهنى وحر، يكون صوتاً لكل الأطياف الفكريه والثقافيه والسياسيه ، لا أريد أجهزه ( بروباغندا) تمارس التحريض والكراهيه ، مهما كانت منطلقاتها ومحركاتها وأدبياتها ، وطناً لا اسمع فيه أحداً يقول أن عليه أن يعبر عن كراهيته للأخرين كى يكون تعبيرى عن حبى للوطن أكثر صدقاً ،
أريد وطناً يحمى كل مواطنيه بحزم وعزم ، ويحاسب كل فاسد بكل قوه ، وطناً يستمع لبكاء أبنائه لا لأبتساماتهم فقط ، وطناً يعتبر أى ظلمٍ واقع على أى مواطن جريمه بحق الوطن لا تسقط بالتقادم ،
أريد وطناً لا يقال فيه أن أحلامى وأمالى عن الحريه والمواطنه المتساويه ، والديمقراطيه والعداله الاجتماعيه ، انها طوباويه أو مثاليه مفرطه ، او مستحيله التحقيق ،بل أريد أن تغدو كل هذه الاهداف حقيقه ومطلب كل الوطن من أقصاه الى أقصاه،
نريد وطناً جديد ، وعقد جديد ، يجمعنا ، وطن وعقد يستقيان حروفهما الأولى من شرعيه الثوره ، ورمزيه شهدائها ، لنسطر للأيام والتاريخ ميلادً جديد( لوطن ) المستقبل ، يمن بجميع أبنائها
هذا هو الوطن الذى نريده وتهفو قلوبنا لأجله ،
*********