مسكنك فى وسط قلبى ، وانتى فى عينى اليمين ،
يا بلادى ـ، يا بلاد الثـائرين ..
فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل "
هذه صنعاء ،، أقدم مدن الله العتيقه ، المنازل المظلله بالتاريخ ، كأنها حدائق مُــعلقه ، الأشياء الــمُـــوغله جدا" فى ذاكره الزمان ، الحُلم الأول ، واليقظه الأولى ، والدهشه التى يفجرها عبق المكان ،
صنعاء التى حوت كل فن ، وينابيع الهوى العذرى ، نوته موسيقيه ، ونقوش على جدران القلب ، يُهدهد لها قلبى الأن ،
جميله صنعاء ، وهادئه جدا" كنبضى ، ودافئه كقهوتى التى أرتشفها الأن من شرفه الأوتيل الواقع وسط المدنيه القديمه ، وليلُ صنعاء أنثوى خالص يتسسلل الى مسامات الروح دون أستئذان ، كلوحه فسيفساء ، تنضج كلما حدقت بعينيك فى تفاصيلها ، جمالها المختبئ فى ريشه عصفور ، كشامه على خدود فتياتها ، كقطره مطر عَلقت بين خيوط العنكبوت ،ـ
فى أزال كما يحلو لى تسميتها دائما" وتحديدا" حين أركن تفاصيل السياسيه جانبا" ، تغدو التفاصيل الصغيره مثيره تستحق الاهتمام ،
ولا بأس أن تكسر صمت ليلها بأنغام صنعانيه ، لا شك ان فضولك سيقودك للبحث فى أرشيف الذاكره عنها ، وعلى وقع (جل ما نفس الصباح ،، وبسط ظله المديد ، ألهم القمرى النياح ، يشجى النازح البعيد ،أح لو كان لي جناح ، كنت مثله وعاد أزيد) * ستحلق بروحك فى عِليه المكان ، وتطلق تنهيده مفعمه بأريج بهارات أسواقها ، ( يا أمل ، يا عمر ضايع ، يا بقى ذكريات )
رأيت صنعاء ، وتمشيت فى شوارعها ، وأبتلَيت بمطرها ، وتكورت من بردها الحنون ، الطريق اليها محض دربا" من الجنه أثقلته تقاطيع الساسه ، كألوان الطيف هى ،تزهو برونقها البديع ، سواء" كنت فى باب اليمن ، أوسوق العطارين ، أوالجامع الكبير، البلقه والقاع ،وباب الشقاديف ) وكلها علاماتٍ وبصنعاء هم يهتدون ، تقتات الشمس من طرفها الناعس كل يوم ، بين الفجر والغروب ،
صنعاء ،ثمه وجه أخر لها ، وحياه مختلفه تماما" ، عن تلك التى عهدناها ، وجه لم يتمرغ بعد بوحل السياسه ، أكثر بشاشه" مما توقعت ، صخب احيائها ، وبساطه ناسها ، وسحر نسائها ،وبيوتها اسم وعنوان لألياذه لم تدون بعد ،
صنعاء ، شجره لوز عتيقه ، تُفجر ألاف البراعم ، وتنثر رياحينها بحب ، من عشبٍ ينمو على مهلا" بين كثبان الغيم ، كعاشقيين على ربوه قريبه يهمسان بالأغانى ، ويتذكران ما لم يحدث بعد ،
صنعاء ،، كتله يؤرقها الخوف ، تعرض زينتها ليلا" لمن لا يستحقها ، وتعاشر من لا رغبه فيه ،
وفى أعماقها ضوء" يلمع حينا" ويخفت حين ، ضوء دخيل يُعكر مزاج العابرين ،
تاركا" صنعاء ، ولسانى معقودً برائعه درويش ( أعد لى الأرض كى أستريح ،، فأنى أحبك حتى التعب ، مساءك فاكههُ للأغانى ، وهذا المساء ذهب ـ )
أودعها على صدى ( وداعيه يا أخر ليله تجمعنا )
فلربما عاد الزمان وعادت عدن ،
من يدرى ؟! ربما بعد جيل من الأن ،
***********
१२/أذار /2009م
(الصوره بعدستى )
توجتنى بالعشق مكسورا" حزين ،
اخبرتنى ان المطر سيأتى ،
وسترعد السماء
وسنكتب للزمن اغنيه جديده ،
وسنابل ـ،
ونرقص الرقصه الاولى ـ،
ونرسم وطنا" للغرباء ـ،
وحلما" للفقراء ـ،
وعشا" للبلابل ،
ثم نعود معا" ،
كعاشقيين أثنيين ،
نغسل بالقبله أشباح الخوف ـ
يسقط النجم العالى من كبد السماء ، ويسقط العابرون فوق أشلائنا ، وتبقون ، ملء الكون ، وملء الشمس ، وملء التاريخ أنتم ، ملء المجد ألوانكم حمراء بلون الحريه ، أسميكم رفاقا" ، حضنا" لمن لا وطن له ، لكل من لا أم له ، لكل العمال والفلاحين ، للمهجرين قسريا" عن ديارهم ، لليتامى والغرباء ، ولمدراب السيل فى أرضنا الخضراء ،
رفاق السلاح والقلم ، رفاق النشيد والعلم ، ستبقون انتم كما أنتم ، نبراسا" من ضياء الفجر يقرء فاتحه اليقين ، تنــبتون كشُهد الرضاب على مشانق الطغاه ، أنتم الحلم والأمل ، وفاكهه وطننا الجميل ، انتم الأمل بجيلٍ لا يزور الحقائق ، جيل" صقلته مراره الأيام ، فتفتقت براعمه كتباشير الأثير ، من نكهه الأرض انتم ، ومن لونها القانى ،
يا من اعدتم لوجه الوطن ملامح الانتماء فى زمن الأنقياد والتشظى ، يالعابرون فوق ضفاف النار لتغرسوا بذور الياسمين عند سفح المنحنى ،ـ
أيه الأنقياء ، يا من رسمتم حدود الوطن الجديد على حجم اعين الشهداء الشاخصه الى بوابه النصر، فانتم والله مشاريع شهاده ، تولدون من زهر الجورى الأبيض كل مساء ، أنبياء الحريه الخالدون ، الصامدون فى وجه الاعصار ، تصنعون اكفا" لخمس مليون انسان ، أنتم أبنائهم ، لن تنقرضوا ، ولن تنتهوا ـ تفكرون بهم ، وتحمونهم من غدر الزمان ،
بكم ومعكم ، سنعيد جدوله التاريخ ، سنضع قوانين جديده لحسابات الربح والخساره ، وستخرجون كما انتم دائما" فقراء وسعداء ، وفرحين ، وعلى اكفكم رائحه الضوء ، ومنصورين ،
لكم اهداب اناث الوطن ، وحدقات عيونهن ، وشفاهٍ تدعو لكم بالنصر والثبات ، لكم قلبى أطلقه فى مهب الريح ، لكم يدى على زناد البندقيه تربض ، وانامل على سناره الرايه العجوز ، تقص لاجيالنا باللكنه الجنوبيه الجميله ـ، بطولاتكم ، شهدائكم ، وعنكم أن عدتم تقلبون وجه الارض عزكم الذى لا يموت ، والأرض ريحانه ُ من جنان الخلد ،
يا رفاقى ، يا من تجيدون صناعه الحرف واللحن فوق أسمال الوطن الجريح ، تحكون للريح مووايل الشجن ، وعلى خط النار، ترددون الشعارات ، لينتصر الوطن ـ وينهزم الجمع ويولون الدُبر، لأنكم وعدنا الصادق ، ثابتون كشجره السدر عند سفح الجبل ، واوفياء لضحكاتكم ودموعكم ،
يا رفاق :
يعود تشرين كعادته ، ليذكرنا ان الدرب الذى اختاره الأسلاف القدامى ، يحمل معنى للوفاء ، وعبره لمن خان وغدر ، يحمل فرقا" بين من اختار اوراق البنكنوت ، وبين من اختار حبات التراب ، بين من رحل ليخلد فى جنان الفردوس الاعلى ،ـ وبين من رحل لجنه استكولهوم وفرانكفورت ،
فى تشرين - سنضحك ونبكى معا" ، وسنرقص للذكرى المجيده التى طالتها أيادى العبث الماجن ـ،
كل تشرين وانتم للفرح أقرب ـ فرح يغيظ الساقطين ـ الحاقدين ـ أولياء العُهر ، وأمراء الخراب ـ،
**********
وتدعو الكادحين لجنه السماء بعد الفين عامٍ ونيف،
والجيش والامن والبوليس السرى لم يتغيروا أيضا" ، مازال الجميع يضيف أسماء" جديده لأجسادٍ مرت تحت أحذيه الجنود الغاضبين ، أو لرأسٍ سحقته هروات الضباط ، وليحيى طويلى العُمرـ، الساهرين من أجل أن ننام ،
أما شعبى ، شعبنا العزيز ، لا زال طيبا" ومخلصا" وبسيطا" ، يخرج من منزله فجرا" كالحمل الوديع صبيحه يوم العيد ، يبتسم عند رويته لصوره الزعيم المفدى على شاشه التلفاز، ولا يسأل ذاته ، أذا ما كان سيذبحه غدا" أم أن دوره لم يحن بعد ، يغسل رأسه بالتراب حين يعز عليه الماء فى الانابيب الصدئه والمهترئه ، يشارك كل يوم فى مارثوان الركض خلف لقمه العيش
يشتمه المدير ، والوكيل ، والوزير ،ـ وابن الوزير ، وامراه الوزير ، وحارس الوزير ،ومع كل ذلك يعود من عمله ضاحكا" الى حضن زوجته ، ليجدها مذبوحه" تسال بشغف عن حقوق المرأه وشرعيه الحقوق ، يضحك ، ويتوضئ ، ويصلى لألهٍ لا يشبه ألهه القصر الملكى والجمهورى والسلطانى ، وينام ،
بلادِ يأكلها عفن المثقفين والثقافه التى تمجد الملوك والأمراء واصحاب الفخامه والشيوخ ، وفى العمق صوتَ سَوطٍ يسحق ضفائر النساء بأسم الترف والكرامه والشرفــ ،
وفى الشوارع والميادين ، فوق الابنيه والسطوح وأعمده الاناره خرقا" فى بلاد" نسيتها ألوان الطيف ،
بلادٍ تمجد الزعيم وابن الزعيم ، ليبول فوق رؤوسنا صباح مساء ، فنهتف صاغرين ، أطال الله عمر الزعيم ،
وعلى صدر الخريطه وطنا" مزقه السماسره ، وتركوا لنا فتات هويه مفقوده ، ورماد ينثره الريح فى أغوار القضيه ،
قدماى فى اليَــم ، تبحث عن بساط الريح ، وعن وكالات الغوث، خذونى يا أيها الملاء ، الى بلاد الدفء ، خذونى الى بلاد" توازن بين التين والرمان ، بين الحزن وبين البرق، بين المطر وبين الضوء ، بين الوجع وبين الليل ، خذونى الى بلادٍ تخترع الف بديلا" للدفء ، لا تقتل وجع الضمير، بل تسقيه من وجع المشردين المـُتعبين المُغيــبـيــن على أرصفه وشوارع الجمهوريات اللعينه ، ودكتاتوريات الإنحطاط الخبيثه ،
***********
ولا يتورع عن تحديد مصائرنا بعض الصبيان ,
أنا فى عصر يبرع فى تصنيع الغثيان ,
إنك تعلم أن القرن الواحد والعشرين محطه أقمار وفنون وثقافات وعلوم يحملها كل الناس بلا أستثناء ,
لكن أبشع ما فيها جهل الأنسان ,
فأفتح أبواب الرحمه وأشرح أفئده البسطاء لنورك,
فما أعظمه إذ يتسامى فى عدن والشطئان , إنا نهوى هذا اللمعان ,
*******
تبحث عن مجدافا" ، عن قبلهٍ تطبعها على جبين الفجر،
تعود بكل الحنيين الى أعشاشها الكامنه خلف خيوط الشمس ـ،
تودع البحر هذا المساء ، وتمضى بعيدا" الى اللامكان ،
تسأل عن بحرها الدافئ ، عن سكون ليله البهيم ، عن بقايا شجن ،
عن اغنيهٍ حَراء ولحن ٍ يحترق ،
تسألنى عن نوارس كانت يوما" هنا ،
رحلت الى حيث الليل يتدفق ولها" ،
عن رائحه الارض بعد المطر فى القرى البعيده،
عن اوراق التوت ،
وشجره اللوز العتيقه عند مدارب السيل،
عن مغنى بربابه ينشدُ لحن الحياه ،
عن اعشاش" من القش كانت هنا ،
تورقُ دفئا" ،
عن ظل نورس ،
على جبينه حبات مطر منسيه،
تسألنى النوارس ،
عن قصيده لم تعد عذراء ،
كُتبت على حواف الرمل ،
كانت هنا ، بقايا ذكريات ،
أيا نورسى الراحل،
الى فجرٍ يعشق ذبول الليل..
الى وطن ٍ يولدُ من رحم المستحيل،
الى شروق شمس ٍ لم تـُبحر فى عُباب البحر بعد،
إلى قمر ٍ يًًساهر النجمات عند قمه التل،
رحلت النوارس ،
تبحث عن وطن يبدو بعينيها أجمل ،
عن زهر اللوز وشقائق النعمان ـ،
لتعزف هناك سيمفونيه الرحيل الأخيره ،
*******
*****
ومن يرى نفسه صغيرا" ورخيصا" لا شك سيكره نفسه ،ومن يكره نفسه لن يكن بمقدوره حب الاخرين ، والتعامل معهم بشكل ودى وإنسانى ،
وبناء" على كره لنفسه سيعمد بشتى الطرق على زرع الكراهيه والحقد والغيره ، وهنا فقط ينتهى الأنسان ويولد الوحش ،
لو بحثنا عن العلاج لكل هذا اليأس التدميرى ، لن نجد انسب من طريقه التدرج المرحلى والمؤقت لليأس ، يأس من نوع اخر ، يزرع شراك الامل فى طريقنا ، يأس من الواقع ، من الاتيكيت الممل ، من المألوف والموروث السائد ، يأس من أنصاف الحلول ، يأس من الخمول والصبر والترقب والأنتظار دون جدى ،
يأس يهدُ جدران وأركان الهزيمه ، ويرميها بعيدا" ، ليبدء بعدها من خانه الصفر ، ومن الولاده الحقيقيه للأمل ،
فالفرق بين اليأس وبعض أشكاله الاخرى ، كالفرق بين دوامه المستحيل ، والصعب الممكن ،
أيامنا هذه أصبح اليأس ظاهره لدى شبابنا ، يصعب علينا تجاهلها ، لتغدو معها تلك العباره الشهيره والتى دائما" ما نكررها ( لا يأس مع الحياه ،، ولا حياه مع اليأس ) مجرد أطناب وسجع خالى من الحقيقه ،
شخصيا" لا أجد مبررا" واحد" كفيلا" بأن يزرع المرء منا اليأس فى نفسه ، لتغدو معه الحياه أضيق من عش العصفور ،
أجعلوا الامل سلاحكم المشرع بوجه القنوط ، فالحياه جميله دون يأس ،
********
أنام يحدونى الامل ، لو أصحى غدا" لأجد مفاتيح وأزرار العالم بين يديك ،
لتعلميه أصول المنطق ،
وتعاليم الانسانيه ،
وادبيات الحريه ،
فهذا الكون المجنون يا صغيرتى ، قد يكون بأمس الحاجه للجم والترويض ـ،
فاسردى أذا" على مسامعه كلماتكِ المؤثثه بالحنان ، عسى الوحش ينام ،
وعسى الظلام ينجلى ،ويمضى الموت بعيدا" عنا الى غيره عوده ،
فيا غافيه الجراح ، ويا شاكيه السلاح ، متى يؤذن فجرا" ـ ويطلع الصباح ،
،،،،،،،،،،،
سنتحدث الليله عن كره القدم أو ( الساحره المستديره ) كما يحلو للمعلق التونسى الشهير عصام الشوالى صاحب الصوت المفعم بالحماس ،
،شخصيا"لست من المهووسين بكره القدم الى حد التعصب ، لكنى دائما" ما يحلو لى متابعه البطولات والدوريات العالميه الكبرى ، كالليجا الاسبانيه ، والكالشيو الايطالى ، وبحسب ما يسمح به وقتى ،
ولعل حمى كأس العالم هذه الايام هى من جعلتنى الليله أتحدث عن كره القدم والتى اسرت قلوب الملايين من سكان المعموره ،
لست بصدد التعريض بنتائج الفرق والمنتخبات المشاركه ،لأنى فى كل الاحوال لست ناقدا" أو محللا" رياضيا" ، فأنا ومثلى الكثيرين لا نتابع كره القدم ، إلا طلبا" للمتعه الكرويه التى يصنعها الاداء الكروى الراقى ،
ما أدهشنى حقا" هو خبر سمعت اليوم ، عن تجاوز أيرادت الاتحاد الدولى لكره القدم ( فيفا) رقم 400مليار دولار ، وهو رقم فلكى ، ينم عن مدى الامكانيات الماليه الخياليه لأمبروطوريه كرويه تضاهى بها أمكانيات عشرات البلدان من دول العالم الثالث ،
الرقم الخرافى أنف الذكر بأمكانه سد ملايين الجوعى فى أفريقيا التى أحتضنت أخيرا" المونديال الكونى ، ملايين الافارقه لا يعلمون شئيا" عن المونديال سوى أنه يقام فى جنوب افريقيا ،
بلدا لاسمر "نيلسون مانديلاا " ، الذى قال فى أفتتاحيه المونديال" قلبى مازال شابا" كربيع هذا البلد "،، مانديلاا الذى ذاق مراره عشرين عاما" فى السجن ،، ليخرج بعدها رافعا" الراس ، ليصنع بلد بات يضاهى بلدان العالم المتقدمه ، وليذهب جدار الفصل العنصرى الى الجحيم ،
بعيدا" عن السيرك المالى الذى تحولت اليه الرياضيه فى العقود الاخيره ، أعتقد أنه من الملفت للنظر رؤيه كيف يمكن لحدث عالمى أن يجمع شتات الملايين أمام شاشات التلفزه ،
كيف بأستطاعه هذه المستديره أن تحرك المشاعر المختلفه بهذا الشكل الجماعى المفرح والجميل ،؟!
الرياضه عموما" هى من تجعل المرء منا يُخرج أفضل ما عنده ، وأسوء ما فيه أيضا" ، ففى الوقت الذى تبدو فيه مظاهر التشجيع والتعصب أحتفائيه حضاريه ، تساهم فى توحيد العالم ولو للحظات معينه وفتره وجيزه ، كما يحدث مثلا" فى الاولمبياد ، نجد بالتزامن حالات التعصب الرياضى والتطرف لفريق أو منتخب بعينه ، إذ كثيرا" ما شهدنا أحداثا" كارثيه ومؤسفه ومخجله ـ، وما الاحداث الداميه التى أعقبت مباراه مصر والجزائر ببعيده عنا ،
فى التاريخ نجد أستخدامات مختلفه للرياضه بصوره عامه ، وكره القدم بوجها" خاص، فمثلا" خلال عصر النظام الديكتاتورى فى اسبانيا ، كان نظام فرانكو ينظم مباريات للفرق الاسبانيه أو حفلات مصارعه الثيران " الماتادور " وهو اللقب الذى بات يعرف به المنتخب الاسبانى حاليا" ، كان ينظم مثل تلك المباريات فى الوقت الذى يقرر فيه شن حمله مداهمات وأعتقالات للمعارضين السياسين ، ليضمن بذالك أن الاهتمام يصبح حينها منصب تجاه تلك المباريات ،
وبما أننا نتحدث عن الكوراث التى نتجت عن كره القدم ، فلا بأس أن نتذكر " حرب المئه ساعه" بين هندرواس والسلفادور فى نهايه ستينات القرن الماضى ، وقتل فيها أكثر من اربعه الاف شخص من البلدين ـ،
وبين مباراه وأخرى تختلف التبعات الناتجه عنها ، فمباراه أخرى عام 1995م كانت مسمارا" أخيرفى نعش نظام الفصل العنصرى فى البلد الذى يستضيف اليوم مباريات المونديال العالمى الكبير، حدث ذلك عندما دعى مانديلا السود لحضور المباراه وأحتفلوا فيها بالتزامن مع أقرانهم البيض بفوز منتخب بلدهم ،وكان النصر بمثابه جرس فتح أعين أعداء الامس ، وزرع فيهم الامل بأن بأستطاعتهم التعايش جنبا" الى جنب ، بأن بأمكانهم ان يفرحوا سويه" ، وأن يحزنوا سويه ، ويرفعوا رايه بلدهم سويا"،
أليس من المُعيب أذا" أن نمقت كره القدم التى جمعت قلوب الملايين من البشريه وجعلتهم يتكلمون بلغه واحده ، هى لغه الاقدام التى تقدم لنا طبقا" شهيا" من المتعه الكرويه المدهشه ، وجعلتنا نتناسى ولو أنيا" برك دم ذوى القربى المسفوك ،
أذا" لتكن كره القدم هى رساله الانسانيه ولغتها وضميرها الحى ، ليعم الخير أرجاء الكوكب ، رساله للسلام والتعايش الوردى الخلاق ،
وفى الاخير الكره تعطى من يعطها ، عباره دائما" ما يكررها على مسامعنا معلقى محللى كره القدم ،
وعَمار يا جماهير،