الاثنين، 15 مايو 2017



قدم هشام بن عبد الملك للحج برفقة حاشيته ، وقد كان معهم الشاعر الفرزدق وكان البيت الحرام مكتظاً بالحجيج في تلك السنه، ولم يفسح له المجال للطواف ، فجلب له متكأ ينتظر دوره ، وعندما قدم الإمام علي ابن الحسين زين العابدين (عليه السلام)، انشقت له صفوف الناس حتى أدرك الحجر الأسود، فثارت حفيظة هشام بن عبد الملك ولما سأله أحد مرافقيه من أهل الشام عن هوية ذلك الشخص ، أجابه هشام بأنه لا يعرفه، مع أنه كان يعرفه جيداً ، و لكنه خشي أن ينبهر به أهل الشام ،

فلم يتمالك الشاعر الفرزدق من كتم تبجيله واحترامه العميقين للإمام السجاد (ع) ، فقام أمام " هشام بن عبد الملك " مرتجلاً أ قصيدته المشهورة متحدياً قائلاً:



يا سائلي أيـــن حل الجود والكرم                عــنـــدي بـــــيان إذا طــــلابه قدموا

هذا الذي تعـــرف البطحاء وطأته              والبــيت يعــرفه والحــل والحـــــرم
‏هــذا ابــن خــــير عــباد الله كلهم                هــــذا التــــقي النــقي الطاهر العلم‏
هــــذا الـــذي أحمد المختار والده                صلى عــــليه إلهـــي ما جرى القلم
‏لو يعــلم الركن من قد جاء يلثمه                 لخر يلثــــم منــــه مـوطــئ الـــــقدم‏
هــــذا عــــلي رســــول الله والده                أمســــت بــــنور هــداه تهتدي الأمم‏
هــــذا الــــذي عـمه الطيار جعفر                والمقــــتــــول حــمزة ليث حبه قسم‏
هــــذا ابـن سيدة النسوان فاطمة                وابــــن الــوصي الذي في سيفه نقم‏
إذا رأتــــه قــــريش قــــال قائلها                إلــــى مكــــارم هــــذا ينــتهي الكرم‏
يكــــاد يمســــكه عـــرفان راحته               ركــــن الحــــطيم إذا ما جـاء يستلم‏
وليــــس قـــولك من هذا بضائره               العرب تعــــرف مـــن أنكرت والعجم‏
ينمي إلى ذروة العز التي قصرت              عــــن نيلها عــــرب الإسلام والعجم
يغـضي حياء ويُغضى من مهابته              فمــا يكــــلم إلا حــــين يــــبــــتســــم‏

ليست هناك تعليقات: